طوال شهور ظل الدكتور جيمس كراو الباحث بجامعة "فاندربيلت" يسعى يائساً للحصول إلى دم ناجين من الإيبولا على أمل استخلاص البروتينات التي ساعدتهم على الإفلات من الفيروس الفتاك لاستخدامها في عقاقير جديدة محتملة لعلاج المرض. وأخيراً نجحت جهوده في منتصف شهر نوفمبر بالحصول على عينة من دم الدكتور ريك ساكرا الطبيب بجامعة "ماساتشوستس" الذي أصيب بالإيبولا أثناء عمله في ليبيريا، طبقاً لما ذكرته وكالة الأنباء "رويترز". وبحصوله على هذه العينة أصبح كراو يتصدر جهود نموذج جديد لعلاج الفيروس المسئول عن أسوأ إصابات في دول غرب أفريقيا تسببت في وفاة نحو 7000 شخص. وقال ساكرا في مقابلة: "يمكنهم أخذ الأجسام المضادة التي يجدونها في دمى ويفرزونها بدقة، إنهم يبحثون عن تلك المسؤولة أكثر عن القضاء على الفيروس". وذكر ساكرا الذي يعمل طبيباً لدى جماعة "إس آي إم" التبشيرية المسيحية في الولاياتالمتحدة إنه تبرع بعينة الدم دون "انتظار أي مقابل"، وأنه لن يحصل على أي ربح مادي إذا تم التوصل إلى منتج يعتمد على الأجسام المضادة الموجودة في دمه وطرحه في الأسواق. ويعمل كراو مع شركة الدواء الخاصة "ماب بيوفارماسيتيكال" التي يقول إنها ستصنع الأجسام المضادة لإجراء مزيد من التجارب عليها تحت إشراف معهد تابع للمعاهد الوطنية للمنح الصحية. وتختبر شركة "ماب" حالياً عقارها (زي - ماب)، وهو مزيج من ثلاثة أجسام مضادة جاء بنتائج واعدة في علاج عدد ضئيل من مرضى الإيبولا. ويأمل كراو في تطوير عقار (زي - ماب) إلى الأحسن من خلال عزل الأجسام المضادة لناجين من المرض والتوصل إلى عقار يكون فعالاً مع كل سلالات الإيبولا. وتبنى عدد من كبار العلماء فكرة استخدام الأجسام المضادة الموجودة في دم الناجين من المرض كأفضل طريقة واعدة لمكافحة الإيبولا. وكراو ضمن مجموعة كبيرة من الأكاديميين والشركاء في شركات أدوية تعمل على تطوير واختبار أجسام مضادة بشرية استخلصت من دم ناجين عولجوا في جامعة "إيموري" تقوم بتجميعها وزارة الدفاع. يجىء هذا المسعى في إطار سباق لتطوير علاجات لتفشي المرض في سيراليون وليبيريا وغينيا. كما تجرب شركة "تكميرا فارماسيتيكال" الكندية علاجاً للإيبولا بينما تعمل شركات دواء منها "جلاكسوسميثكلاين" وشركة "ميرك آند كو" للتوصل إلى لقاح للإيبولا. وقالت رويترز الشهر الماضي إن عدداً من العلماء البارزين من بينهم ثلاثة حاصلين على جائزة "نوبل" حثوا الحكومة الأمريكية على دعم أبحاث مضادات الأجسام. وقال كراو: "نعمل ليل نهار على هذا". والأجسام المضادة هى بروتينات الجهاز المناعي التي تطارد وتدمر الغزاة الأجانب مثل الفيروسات والبكتيريا.