كثفت قوات الأمن والجيش التونسية من حضورها وإجراءاتها التامينية في معظم مكاتب الإقتراع بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، تحسبا لأي عملية هجوم عليها، إثر احباط هجومين لعناصر إرهابية أسفرا عن مقتل مسلح وإصابة عسكري، قبل ساعات من فتح مكاتب التصويت صباح الأحد. وبدت الإجراءات الامنية أكثر تشددا وكثافة مقارنة بالدور الأول من الرئاسيات حيث اتخذت السطات اليوم بعض التدابير الأمنية غير المسبوقة. ففي العاصمة تونس وفي منطقة "الكبارية"، تم تكثيف الإجراءات الأمنية أمام مكاتب التصويت، وحضرت القوات العسكرية و الأمنية جنبا إلى جنب، وتم منع السيارات من التوقف بالقرب من مكتب الاقتراع على بعد 20 مترا تقريبا، في إجراء لم يتم رصده في الدور الاول من الرئاسيات الشهر الماضي. واكد مراسلون للاناضول اتخاذ التدبير نفسه حول مكاتب اقتراع اخرى. وفي محافظة سيدي بوزيد، أفاد مراسل للأناضول أن ما لا يقل عن 20 من عناصر الامن والجيش احاطت بخمس مكاتب للاقتراع وسط مدينة سيدي بوزيد، قام المراسل بزيارتها. وحشدت السلطات الأمنية ما يناهز 100 ألف عنصر ما بين أمنيين وعسكريين لتأمين مكاتب الإقتراع خصوصا المتواجدة بالمناطق الغربية. وفي مكتبي " أبي زمعة البلوي'' و "الصحابي'‘، بمحافظة القيروان ( وسط) رصد مراسل الأناضول إجراءات أمنية صارمة وتواجد عناصر من الأمن داخل مكاتب الاقتراع بعد وقوع " هجوم إرهابي" على مكتب اقتراع بمنطقة حفوز من ذات المحافظة، بحسب المتحدث العسكري. وفي مكتب " الشابي"، من أكبر المكاتب في مدينة توزر (جنوب) عززت قوات الجيش من تواجدها بعد أن كان حضورها محدودا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة والدور الأول من الرئاسية عن الأماكن. وفي مدينة القصرين (غرب) حيث تواترت أنباء عن مبادرة الجيش بقصف تجمعات لإرهابيين ليلة أمس، قامت قوات الأمن في محافظة جندوبة ( غرب) بتفتيش ‘'دقيق'' لكل السيارات الوافدة على المدينة. كما عززت قوات الأمن الخاصة ووحدات التدخل حماية مركزي الإقتراع بمحافظة أريانة ( شمال ) وسوسة ( شرق) أين قام المرشحين الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي بعملية الاقتراع، وذلك إثر تواتر أنباء غير مؤكدة رسميا من وزارة الداخلية ولا من الحملة الانتخابية للسبسي، عن إحباط مخطط لاغتياله. وكانت الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات قررت تأخير فتح ما يناهز 100 مكتب اقتراع، غربي البلاد، لتفتح من العاشرة صباحا ( 09:00 تغ) على أن يستمر التصويت فيها لمدة 5 ساعات فقط، وذلك لدواع أمنية، حيث تشهد بعض المناطق غربي تونس هجمات لعناصر مسلحة من وقت لآخر. وكانت مجموعة مسلحة قد هاجمت ليلة امس عسكريين بصدد حراسة مركز اقتراع بمنطقة حفوز من محافظة القيروان (وسط)، ما أسفر عن جرح عسكري وقتل مسلح واحد من بين المهاجمين، وايقاف ثلاثة مشتبه بهم، بحسب بيان صحفي صباح اليوم للناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع، المقدم بلحسن الوسلاتي. على صعيد متصل، أكد مراسل الاناضول نقلا عن مصادر أمنية ما ذكرته تقارير إعلامية محلية عن تعرض دورية أمنية بمنطقة الكريب من محافظة سليانة (شمال غرب) إلى طلق ناري، فجر اليوم، من مسلحين مجهولين ليلة أمس، لم يسفر عن وقوع ضحايا.