قال إسلام صلاح أصغر حاصل على دكتوراة في مجال إدارة الأعمال والتسويق من جامعة كندا، إن مصر أفضل شيء يمكن تسويقه في العالم كله ولكنه لم يستغل بعد. وأضاف في حواره لشبكة الإعلام العربية "محيط"، إن نجاح النظام الإداري في مصر لا بد أن يعتمد على التخطيط من خلال العلماء والأساتذة المصريين المتواجدين بالخارج وليس عن طريق المسؤولين الحكوميين. حول بدايته العملية والعلمية وكيف حصل على الدكتوراة وهو في سن صغير، ولماذا اختار مجال التسويق والأبحاث، وكيف وصل للتدريس في جامعة أجنبية وغيرها من التفاصيل المثيرة كان لنا الحوار التالي مع أصغر دكتور جامعي. وإلى تفاصيل الحوار: لماذا اخترت مجال التسويق والأبحاث وكيف بدأت حياتك العملية؟ اخترت مجال التسويق والأبحاث التسويقية، لأني كنت أحب أن أعمل بعقلي كثيرا خصوصا أن معظم من تعامل معي كانوا دائما يشيدون بذكائي الفطري فاخترت مجالا أثبت به نفسي. وقررت أن أعمل بأحد المكتبات لكي أحصل على المال اللازم الذي سيمكنني من الحصول على الدورات التدريبية المناسبة لدخول سوق العمل، وبالرغم من يسر حالة عائلتي، إلا أنني رفضت أن يساعدني أحد في حياتي العملية. وبعد نبوغي في الدورات التدريبية وبشهادة المدربين، أتيحت أمامي فرص عمل كثيرة جدا كتسويق في شركة اتصالات كبرى وغيرها، ولكن كان دائما صغر سني المشكلة الوحيدة في توظيفي إلى أن عملت في قسم التسويق بكبرى شركات الدعاية والإعلان بمصر، وبعد أن أثبتّ نفسي في هذا المجال، وفي سن 19 عاما، قررت أن أحقق حلمي بإنشاء شركة خاصة بي في مجال الدعاية والإعلان. متى حصلت على الدكتوراة؟ حصلت على الدكتوراة منذ شهر، واستمرت دراستي للحصول عليها مدة أربع سنوات. ما المهارات التي أهّلتك للحصول على الدكتوراة؟ بعد الثانوية العامة حاولت بكل الطرق إيجاد وابتكار طرق لزيادة مهاراتي وبناء شخصيتي، اشتركت في إحدى الدورات التدريبية التابعة للأكاديمية الكندية بمصر، وأكرمني ربي وأثبت نفسي، وكنت قائدا لفريق بالكورس برغم أن عمري في ذلك الحين كان 17 عاما فقط، وكان ذلك بمثابة تحدٍّ قوي بالنسبة لي وهو أن أقود من حولي بالرغم من أني أصغرهم، واستطعنا القيام بعمل مميز أهلني لفرص عمل كثيرة جدا في سن مبكر، ومنها جاءتني فرصة السفر للخارج. من الذي ساعدك ماديا ومعنويا؟ بطبيعتي أفضل دائما أن أفاجئ من حولي بتطور شخصيتي خلال مراحل حياتي لدرجة أن أقرب الناس لي كانوا لا يعرفون لفترة قريبة جدا ما أقوم به، فقد ساعدت نفسي ماديا ومعنويا، ولكن من الناحية العلمية الفضل الأكبر بعد ربنا كان للدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله، وكان مثلي الأعلى. كيف جاء سفرك لكندا منحة أم تشجيع عائلي؟ بعد أن أثبت نفسي في العديد من المشاريع الإدارية والتسويقية، ساعدني بروفيسر جون براين (دكتور بالجامعة الكندية) في تكملة دراستي بكندا. متي بدأت دخول مجال التنمية البشرية؟ في ال16 من عمري تأثرت جدا بأفكار علماء التنمية البشرية والفلاسفة إلى أن ألهمني ربي الطريق الصحيح وأكملت منذ ذلك الحين. كلمنا عن مؤلفاتك؟ وهل تعكف الآن على تأليف كتاب جديد؟ ألفت كتابا واحدا فقط اسمه "بداية الطريق" وانتهيت منه هذا العام، وأتوقع له نجاحا باهرا إن شاء الله، خصصا وأنه حاز على إعجاب الكثير من الشخصيات المهمة بالخارج، كما أنه كافٍ ليكون خير صديق لأي شخص طيلة مراحل حياته. ويوجد الكثير لديّ لأكتبه، ولكني أتبنى نظرية البيع قبل الإنتاج، بمعني أن الكتاب المقبل "مش هبتدي فيه غير لما يبيع نفسه في الأول". حدثنا عن كتاب بداية الطريق؟ الكتاب يشمل معظم المشاكل والحلول التي واجهتني، خصوصا وأني عانيت كثيرا جدا، فبدأت أقوم بتدوين أهم وأخطر الفترات التي تؤثر في حياة الإنسان على هيئة رحلة يقوم بها القارئ. وبدأ الموضوع صدفة، حيث كنت أتكلم مع معلمي واقترحت عليه فكرة الكتاب، فقال لي: "هذا الكتاب سيحقق نجاحا باهرا إذا تمت ترجمته ونشره بكندا، وسيكون هو المنهج الذي سأقوم بتدريسه، فأعجبت بالفكرة وبالفعل تم نشر الكتاب وحقق ما لم أتوقعه أنا شخصيا وتم تمويله في الخارج عن طريقة الجامعة الكندية وحقق أرباحا تقترب من 90 ألف دولار". وفي مصر سأقوم بنشره مجانا وسأتحمل تكاليف طباعته ونشره، لأني لا أفضل أن أربح من وراء نعمة العلم الذي وهبني الله إياها. علمنا أنك تدرس كتابك في إحدى الجامعات الأجنبية كيف وأنت ما زلت طالبا؟ أنا طالب في مصر، لكني بالخارج حاصل على درجة الدكتوراة، وبدأت في تدريس كتابي ولكني اعتذرت عن الاستمرار حتى آخر العام، نظرا لظروف عملي بمصر، كما أني لا أريد ولا أتمنى أن اضطر إلى السفر للخارج وما أريده تحقيق ذاتي في الناحية العلمية ببلدي. كيف عُرض عليك التدريس في هذه الجامعة؟ الطبيعي بالخارج أنهم يختارون أفضل الشخصيات الحاصلة على درجة الدكتوراة ليبدأ التدريس للطلاب، وتم اختياري وقمت بالتدريس لمدة أسبوعين فقط، بسبب ارتباطي بالعمل وأهلي في مصر فعدت لأرى كيف ستسير الأمور. ما هو شعورك وأنت تدرس في جامعة أجنبية وبلدك موجودة؟ انتظر فرصتي إلى الآن في مصر. في رأيك ما الحلول لإصلاح النظام الإداري المصري؟ التخطيط ثم التخطيط من خلال علماء وأساتذة بلدنا بالخارج وليس عن طريق المسؤولين الحكوميين. ومنذ أسبوعين تقريبا قال لي صحفي أجنبي "تخيل ماذا يحدث لو أن الحكومة المصرية أمرت بعودة جميع العلماء والمشهورين في جميع المجالات بالإجبار، وأمرت بعودتهم للعمل بمصر لمدة سنتين فقط؟ ماذا يمكن أن يحدث؟ وفكرت كثيرا جدا وذهبت بخيالي إلى بعيد، وحزنت لأن شخصا غير مصري يفكر في هذه الفكرة، والمصريين ما زالوا في صراع مع أنفسهم ولا يُشغلون بالهم بالتطور، نحن نعاني من مشكلة الصراع على الكراسي، فلماذا لو كانت مشكلتنا هي الصراع على التقدم والعلم؟! أتمنى إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية بشكل عام، فالمشكلة ليست في رئيس أو وزير، المشكلة في الإدارات السفلي التي تحتاج بالفعل إلى ثورة، واطلعت مؤخرا على استطلاع بسيط أجرته إحدى الشركات وكانت نتيجته أن هناك أكثر من 71% من العاملين بالحكومة لا يجيدون استخدام الحاسب الآلي! في رأيك ماذا ينقص سوق العمل المصري ليرتقي اقتصاديا؟ من وجهة نظري، الذي ينقص السوق المصري هو سياسة التعليم في حد ذاتها، حيث إن الطلاب في أثناء المرحلة الجامعية ومن خلال دراستهم للمواد لا يوجد لديهم ربط لما يتعلموه وما يرووه في الواقع، فالسؤال المتكرر في معظم التخصصات بالجامعة ماذا ستفيدني تلك المواد عندما أبدأ العمل؟ وما اقتراحاتك للقضاء على هذه السلبيات؟ هذه الفجوة الكبيرة تدمر السوق المصري، واقترح فكرة قمت بتنفيذها بالخارج ولاقت قبولا بشكل جيد، وهي وجود مادة كنشاط في سنة التخرج يقوم متخصصين في المجالات المختلفة ومن لديهم خبرة في العمل بشرح هذا المادة وتسمى "التأهيل لسوق العمل". يكون هدف هذه المادة بشكل كبير تقليل الفجوة بين المناهج الجامعية والواقع العملي ومواكبة التطورات الخارجية من التكنولوجيا وخلافه، وأتمنى الدعم في هذه الفكرة وأنا مستعد من خلال تنفيذي لها بالخارج، أن أقوم بتنفيذها بجامعة القاهرة ودون مقابل تماما.. ولكن هل من مجيب؟! ما نصائحك ليحدد كل شخص مصيره بنفسه؟ لأهمية هذا السؤال قمت بتخصيص بابا كاملا من كتابي الخاص في الجزء الثاني تحت عنوان (حدد مستقبلك بنفسك) للتحدث عن كيفية تحديد المصير أتمنى من الجميع أن يلقي نظرة عليه وإبداء الرأي فيما كتبت. لماذا لجأت لجامعة أجنبية ولم تنتظر أن تتخرج وتأخذ الدكتوراة من مصر؟ منذ صغر سني كنت أسعى للتميز عن غيري، والحمد لله حدث ذلك من خلال دراستي، فالموضوع صعب جدا في مصر أن أعمل محاضرا في الجامعة بهذا السن، خصوصا أن التعليم المصري في الحقيقة لا يعطي كل ذي حق حقه، ففضلت أن أختصر الطريق على نفسي وأتجنب الروتين. كلمنا عن مشروعمك الخاص "وكالة لاين للإعلان"؟ كانت حلمي منذ سن العاشرة، وسعيت إليه بجدية حتى حققته وأنا عمري 18 عاما، وكنت تقريبا أصغر صاحب شركة في مصر لدرجة أن الشركة في بدايتها لم تكتب باسمي نظرا لصغر سني، وهي متخصصة في التسويق والإعلان، وبفضل الله وفي خلال سنتين حققت أهدافا كثيرة منها، وهذا كان السبب في محاربة بعض كبار رجال الأعمال لي، والآن الشركة تمر بمرحلة إحلال وتجديد لمواكبة التطور، ولرغبتي في زيادة التخصصات بها. أخيرا ما أمنياتك المستقبلية وأحلامك التي ترغب في تحقيقها؟ أمنياتي كثيرة جدا وليس لها حدود، ولا أشبع من تطوير نفسي، وأمنيتي الأولى حاليا أن تدعمني الدولة وأتطوع للعمل بجامعة القاهرة دون تعيين، وأنا على استعداد بكافة الدلائل والمستندات أن أثبت جدارتي في تدريس نشاط التأهيل إلى سوق العمل، ووقتها سأنسى فكرة السفر تماما، وأتمنى أن أفيد بلدي بالدكتوراة التي حصلت عليها، فمصر أفضل شيء يمكن تسويقه في العالم كله، ولكنه لم يستغل بعد.