ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية أنه من المنتظر أن يبدأ الفرنسيون بين فبراير ومارس القادمين تسليم الجيش اللبناني 7 مروحيات مقاتلة من طراز جازيل بمنصات صواريخ "هوت"، و7 مروحيات من طراز "بوما" لنقل الجنود .. وذلك في إطار الهبة السعودية بقيمة 3 مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني بسلاح فرنسي. وقالت الصحيفة إن هذا التسليم سيتم في هذا الموعد إذا تم تجاوز مسألة الدفعة المالية الأولى من الصفقة مشيرة إلى أنه مما يسهل تسليم هذه المروحيات، وجود أعداد منها مستعملة وقد تم إعادة تأهيلها، وإجراء التعديلات الضرورية عليها. أما المعدات التي تتطلب تصنيعا، فالأرجح ان يتأخر تسليمها، لا سيما الزوارق الحربية الأربعة، ما يعني ان جزءا كبيرا من لائحة المشتريات لن يصل الى بيروت قبل ثلاث سنوات، بحسب أحد العاملين على الملف في باريس. وأوضحت الصحيفة أن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام توّج زيارته الرسمية لفرنسا، امس، بلقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة مانويل فالس ووزير الدفاع جان ليفس لودريان، وأعلن انتهاء المفاوضات بين الجانبين اللبناني والفرنسي "حول بعض الأمور الفنية والتقنية في عقد تسليح الجيش من الهبة السعودية، وإرسال العقد إلى الرياض لدرسه وإعطاء الموافقة عليه خلال شهر، لتبدأ عملية مد الجيش بما يحتاجه من سلاح وعتاد وفقاً للائحة التي أعدتها قيادة الجيش". واعتبرت أن الصفقة اللبنانية السعودية الفرنسية لتسليح الجيش اللبناني دخلت مرحلة جديدة على طريق وضعها موضع التنفيذ. وقد أنجز الجانبان اللبناني والفرنسي، خلال زيارة سلام الباريسية، خطوة جديدة على طريق تنفيذ الاتفاق، من خلال توقيع العميد الركن مارون حتي (نائب رئيس أركان الجيش للتخطيط) على ملحق "المواصفات التفصيلية للمعدات والأسلحة" بالأحرف الأولى. وأشارت إلى أن هذا يعد الملحق أساسياً في الاتفاق، ويتألف من عشرة آلاف صفحة فولسكاب تتضمن لائحة المشتريات النهائية، وهو يتوج صفحتي الاتفاق الأولي اللتين وقعتا في الرياض في الرابع من نوفمبر. وفي الاطار نفسه، يصل الى بيروت الاثنين المقبل، رئيس مجلس ادارة الشركة الفرنسية الوسيطة "اوداس" الاميرال ادوارد غييو، لإبرام ملحق مواصفات لائحة المشتريات، بتوقيع نهائي، فيما يوقع العماد جان قهوجي عن الجانب اللبناني. ومن المنتظر ان يفتح التوقيعان الفرنسي واللبناني البوابة الاخيرة نحو تنفيذ الاتفاق الذي سيستغرق نحو خمسة اعوام، يستكمل فيه الجيش اللبناني، للمرة الاولى، إعادة بناء قوته التسليحية ضمن خطة واضحة، مرفقة بعقد صيانة وتأهيل طيلة خمسة أعوام. وقال أحد المتابعين للمفاوضات ل"السفير" ان اللبنانيين حاولوا الحصول على أطول مدة ممكنة من الصيانة والتأهيل، برغم امتصاصها جزءاً مهماً من هبة الثلاثة مليارات دولار، وقد طلبوا عامين من ضمانة التصنيع والصيانة ما بعد التسليم، وخمسة أعوام إضافية، إلا ان الرأي استقر في النهاية على عقد من خمسة أعوام. ويأمل المفاوضون اللبنانيون، إطالة عقد الصيانة، برغم كلفته التي تصل إلى نحو نصف مليار دولار، وهي كلفة لن تقبل أية حكومة لبنانية بتغطيتها أو وضعها على لائحة أولوياتها.