"ألحقني يا ابن المعفرتة، الإعلامية الكبيرة لا تخاف مني، وهذا سيجعل الأرض السفلى كلها تسخر من قدراتي الشيطانية، وربما يحبسوني معها في غرفة واحدة لتجعلني أندم على ما فعلته"، رسالة وجهها أحد العفاريت الصغار بصعيد مصر إستنجادا بالعفريت الأكبر، بالطبع عليه أن يخاف، لأن من سيقابله هو طاردة الأرواح والأشباح وقاتلة الفئران والزواحف القارضة، الإعلامية الكبيرة المتطورة المعفرتة "زحام الصعيد". بالطبع العالم السفلي الآن يبكي بحرقة مما سيحدث لهم لو جاءت زحام الصعيد إليهم، فبدايتها ستقول لمن سيتم ضبطه "مش ندمان إنك عفريت.. طيب مش هتعتذر أنك خوفت الناس"، لتلتفت لفريق عملها وتقول لهم "خلاص.. مش عايزة أشوفه.. روحوا أرموه في العربية وأنا هخليه أليف لما أروحله"، لينتهي المشهد ببكاء حار للعفريت، ليس خوفا من ضبطه، بل خوفا من الحبس معها في بيت واحد. العفريت المسكين سيلاقي مصيرا أسود، ليس بسبب ذنب أرتكبه، بل لوقوعه في يد إعلامية العفاريت، وما سيجده من حديث سيجعله يتمنى الحرق حيا حتى تتركه وشأنه، وربما نجده قريبا يقف أمام مسجد ليشحت ويعلن توبته عن "العفرته" لتتفرغ الإعلامية لصيد اخوته المساكين ليعلنوا التوبة أيضا، ولسان حالهم يقول "الشغلانة لمت". الإعلامية صائدة الأشباح، قامت بعمل حلقة لفتيات ملبوسات، وبعيدا عن كونهن ملبوسات أم لا، ألا أن المتاجرة أصبحت سبيل الحياة، والتجارة "شطارة"، حتى ولو كانت "دعارة"، لتتحول الفضيحة من قرية لا يعرفها أحد، لمادة دسمة لمن لديه حالة فراغ بمصر والشرق الأوسط، وبالطبع لعفاريت العالم السفلى، وبالتأكيد زادت الإعلانات بالحلقة – وهو الهدف الأساسي لها-، فيا سيدتي الفاضلة بعيدا عن كونها تمثيلية أو لا، ولكن لا تجعليني أقول في نفسي "اللي مفضحهوش عبده.. تفضحه زحام الصعيد"، لأن دورك كإعلامية هو مساعدة الناس في السر قبل العلن، وليس أن تفضحيهم وتتاجرى بهم. والآن العالم يخرج الصاروخ من الأرض للفضاء، ونحن نخرج الجن من الجسد، وشتان الفارق بيننا وبينهم، وبدلا من أن تكون الأنظمة هي التي تغيب العقول، تركت الأمر للإعلام، وتفرغت هي للمواطن !!.