قصفت طائرة يرجح أنها تابعة لقوات اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، صباح اليوم الجمعة، موقعاً على الجانب الليبي من معبر رأس جدير الحدودي مع تونس، بحسب شهود عيان. ولم يتضح على الفور ما إذا كان القصف قد أسفر عن وقوع إصابات بشرية، كذلك لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من قبل مصادر أمنية رسمية. على الجانب التونسي من الحدود، نقل مراسل الأناضول عن شهود عيان قولهم، إنهم شاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد من مكان يبعد نحو 2 كيلو متر عن المعبر بالجانب الليبي. وبحسب شهود عيان فإن حركة المعبر تسير بشكل طبيعي، غير أن تشديداً أمنياً لوحظ في المكان. وفيما لم يحدد شهود العيان طبيعة الموقع المستهدف، كانت طائرات تابعة لحفتر، استهدفت مواقع في طرابلس، وغريان، وزوارة وغيرها من مدن غرب ليبيا، خلال الأيام الماضية، قال عسكريون مقربون من اللواء المتقاعد إنها مواقع تضم مخازن للذخيرة وآليات عسكرية تابعة لقوات "فجر ليبيا". وتعاني ليبيا صراعاً مسلحًا دموياً في أكثر من مدينة، لاسيما طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق)، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب). ويتهم الإسلاميون في ليبيا، فريق برلمان طبرق بدعم عملية "الكرامة" التي يقودها حفتر منذ مايو/ أيار الماضي، ضد تنظيم "أنصار الشريعة" الجهادي وكتائب إسلامية تابعة لرئاسة أركان الجيش، ويقول إنها تسعى إلى "تطهير ليبيا من المتطرفين".