قال أبوبكر وحميدة، مدير مطار معيتيقة الدولي بطرابلس الليبية، إن الطائرة الحربية التي قصفت المطار مساء اليوم لم تصب أهدافها، مشيرا إلى أنها تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر. وأضاف "وحميدة"، في تصريحات لمراسل الأناضول، أن الطائرة حلّقت على ارتفاع عالي قبل أن تسقط صاروخين، إحداهما على مقربة من أحد المدارج وأصاب الآخر منزل مواطن يقطن قرب المطار. وتابع: " نقلت أسرة المواطن المكونة من زوجته وابنته إلى المستشفى ولم تعلم حتى الآن (19: 18 تغ) حجم إصابتهما". ولفت بوحميدة إلى أن الطائرة الحربية تابعة لقوات حفتر وأنها أقلعت من قاعدة الوطية العسكرية (170 كم غرب العاصمة). وفيما قال المسؤول الليبي إن الرحلات الجوية حوّلت بكاملها إلى مطاري مصراتة (غرب) وسرت (شرق) أكد أن "المطار لا يزال بكامل فريقه حتى الآن (19: 18 تغ) وقرار نقل الرحلات إلى مطارات أخرى إجراء احترازي فقط". وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر أمني بمطار معيتيقة إن طائرة حربية استهدفت مدرج المطار. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن المصدر، الذي لم تسمه، أن الطائرة استهدفت المدرج بصاروخين وقعا بمحاذاة المدرج، وأنه لم تحدث أية خسائر بشرية أو أضرار مادية. ورجّح المصدر أن "تكون الطائرة التى قامت بالقصف تابعة للمدعو حفتر". ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من قوات حفتر حول ما ذكرته المصادر. ويعتبر مطار معيتيقة الواقع بطريق الشط- المطار، الوحيد بالعاصمة طرابلس، بعد الدمار الذي لحق بمطارها الرئيسي في اشتباكات مسلحة شهدها محيط المطار في أغسطس/آب الماضي. وتعاني ليبيا صراعاً مسلحًا دموياً في أكثر من مدينة، لاسيما طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق)، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب). ويتهم الإسلاميون في لبيبا، فريق برلمان طبرق بدعم عملية "الكرامة" التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ مايو /أيار الماضي، ضد تنظيم "أنصار الشريعة" الجهادي وكتائب إسلامية تابعة لرئاسة أركان الجيش، ويقول إنها تسعى إلى "تطهير ليبيا من المتطرفين". بينما يرفض فريق المؤتمر الوطني عملية الكرامة، ويعتبرها "محاولة انقلاب عسكرية على السلطة"، ويدعم العملية العسكرية المسماة "فجر ليبيا" في طرابلس والتي تقودها منذ 13 يوليو/ تموز الماضي "قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا"، المشكلة من عدد من "ثوار مصراتة" (شمال غرب)، وثوار طرابلس، وبينها كتائب إسلامية معارضة لحفتر في العاصمة.