واشنطن: كشف تقرير أميريكي حديث أن الصين تهيمن على إنتاج 97% من عناصر الأرض النادرة، محذر من أن احتكار المارد الصيني له أبعاد مؤثرة، على المنظور الطويل، بخاصة على البنتاجون. وجاء إعداد التقرير، الصادر عن مكتب "المحاسبة الحكومي" والذي وصف الصين كقوة عسكرية واقتصادية تنمو في سرعة، بطلب من الكونجرس في خضم قلق من احتمالات خفض الصين إمدادات المعادن النادرة التي تشتد الحاجة والطلب عليها، وتأثير ذلك في الاستخدامات الضرورية. وبالفعل تمكنت الصين من تأمين إنتاج 97% من هذه المعادن، وينتج منجم واحد في باوتو في منطقة منغوليا الداخلية في الصين، نصف المعادن النادرة في العالم، و التي تدخل في الصناعات التكنولوجية وكافة الأجهزة الإلكترونية تقريباً، والهواتف المحمولة، وأجهزة الكومبيوتر والصواريخ الموجهة. وعلى سبيل المثال تنتج الصين ما يزيد على 99% من الديسبروسيوم والتيربيوم، و95% من النيوديميوم الموجود فى العالم وتلك المواد ضرورية لصناعات التكنولوجيا ذات الطاقة الصديقة للبيئة. وووفقا للباحث في "مركز الدراسات الآسيوية في معهد التراث" دين تشانج: تشمل تلك المنتجات: المواد الخام، والمعادن، والمعادن الطبيعية النادرة التي لا يمكن استنساخها صناعياً. ولفت التقرير إلى شيوع استخدام المواد الأرضية النادرة في الأنظمة الدفاعية، بحيث تدخل في صناعة الذخيرة الموجهة لدقة إصابة الهدف، الليزر، أنظمة الاتصالات والرادارات، وإلكترونيات الطيران، وأجهزة الرؤية الليلية، والأقمار الاصطناعية، وغيرها الكثير من الصناعات الحيوية. كما أوضح المكتب الحكومي الأميركي في تقريره أن الصين قلصت إنتاجها وزادت ضرائب التصدير على المواد النادرة، بنسبة من 15 إلى 25 في المئة. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع ديف لابان، إن البنتاجون يرصد هذا التطور منذ سنوات، و "يبحث في الخيارات المحلية لزيادة وفرة العناصر الأرضية النادرة على رغم تطوير مصادر محلية جديدة، وإعادة تنشيط المصادر المحلية السابقة وتحويل المخزون الوطني لتشمل مواد أرضية نادرة". وجدير بالذكر أنه يوجد في جنوب كاليفورنيا منجم للمعادن الأرضية النادرة، ومن أكبر المناجم خارج الأراضي الصينية، إلا أن التقرير الأخير أشار إلى افتقاره إلى مرافق معالجة خامات تلك المعادن وتحويلها إلى مكونات كاملة مثل المغناطيس الدائم.