وصف سفير مصر لدى الخرطوم أسامة شلتوت، العلاقات السودانية المصرية "بالإستراتيجية"، لافتا إلى أن زيارة الرئيس البشير الأخيرة للقاهرة شكلت انطلاقة جديدة للعلاقات بين الخرطوموالقاهرة، وقال"لابد من ترجمه تلك العلاقات التاريخية والمتميزة وإنزالها على أرض الواقع، بما يعود بالنفع على شعبي وادي النيل، وصولا إلى تكامل حقيقي بين البلدين. وكشف السفير أسامة شلتوت-في حوار مع وكالة السودان للأنباء بثته مساء اليوم الاثنين- أن الفترة القادمة ستشهد زيارات لوفود وزارية مصرية للسودان لتعزيز العلاقات بين البلدين، لافتا إلى مشاركة وزير الخارجية سامح شكري، في اجتماعات الدورة الثانية للمنتدى العربي الروسي، واجتماع دول الجوار الليبي، ونوه إلى الترتيبات الجارية إلى عقد اللجنة العليا المشتركة على مستوى رئيسي البلدين، والتي ستناقش العديد من الملفات السياسية والاقتصادية. وقال شلتوت، إن مصر لن تكون موطنا لانطلاق أي دعوة ضد النظام في السودان، كما انه يوجد اتفاق بين قيادة البلدين ومؤسساتها المختلفة على الاحترام المتبادل فيما يخص ذلك، مبينا أن السودان أكد أنه لن يكون قاعدة لانطلاق أي معارضة ضد النظام في مصر. وأكد السفير المصري بالخرطوم،-خلال الحوار- أن أول زيارة خارجية للرئيس عبدالفتاح السيسي بعد تنصيبه رئيسا للجمهورية كانت للسودان، وجاءت كبادرة من الرئيس انطلاقا من فكر راسخ لدى المواطن المصري بأن العلاقات مع السودان تعد من أولويات واهتمام القيادة في مصر وأنها علاقات إستراتيجية وتاريخية وتتميز بخصوصية وقواسم مشتركة وهذا التميز لا يوجد مثيله بين الشعوب العربية مثل شعبي وادي النيل. وتابع "أن زيارة الرئيس عمر البشير لمصر كانت هامة من حيث التوقيت والمضمون، و جاءت في وقت المنطقة العربية تشهد كثيرا من التحديات ولابد من مجابهتها في إطار شراكة بين مصر والسودان"، مشيرا إلى أن المباحثات الثنائية التي جرت بين الرئيسين في القاهرة هدفت إلى تفعيل العلاقة بين البلدين وتحقيق طموحات الشعبين على أرض الواقع. وأوضح أن الرئيسين اتفقا على ترفيع اللجنة المشتركة إلى مستوى رئاسي وهى خطوة مهمة، تؤكد أن هناك رغبة حقيقية على تعزيز ودفع تلك العلاقات، ومصر لا يوجد لديها لجان على مستوى رئاسي إلا مع دولتين الجزائر والمغرب، وبالتالي تعد هذه ثالث لجنة تعقد على المستوى الرئاسي في مصر، واللجنة المشتركة على المستوى الرئاسي ستبحث في جميع مسارات العلاقات وتضم جميع مؤسسات الدولة بوزاراتها وجهاتها الفنية، لافتا إلى أنه سيتم تحديد موعد انعقاد اللجنة المشتركة وفقا لارتباطات قيادتي البلدين. وقال شلتوت أن الاستثمارات المصرية بالسودان لا تزال دون طموحات شعبي البلدين، وهناك إرادة حقيقة لزيادتها، مشيرا إلى أن هناك توجيها من القيادة المصرية لرجال الأعمال للاستثمار في السودان، بجانب قيام وفود استثمارية بزيارة السودان في إطار التكامل الاقتصادي المنشود. وأكد أن مصر لديها اهتمام بديون السودان الخارجية، وتعمل على شطب هذه الديون بالتنسيق مع الدول الغربية خصوصا دول نادي باريس ونحن نعمل حاليا على دعوة الدول الغربية للنظر بجدية في شطب هذه الديون في إطار مبادرة شطب ديون الدول الفقيرة الأكثر مديونية (هيبيك) ونمضي في هذا الاتجاه بالتعاون مع الجانب السوداني. وشدد شلتوت، على دعم مصر وتأييدها للحوار الوطني في السودان الذي أعلنه الرئيس البشير، ونأمل أن يكون حوارا شاملا يفضى إلى استقرار السودان، كما تدعم مصر أيضا كل الجهود الرامية لاستتباب الأمن والاستقرار في السودان انطلاقا من حرصها على دعم الحوار، لافتا إلى ان مصر وجهت الدعوة لرئيس الآلية الأفريقية ثامبو أمبيكي لزيارة القاهرة للتعرف على الجهود التي تقوم بها مصر، والتقى بالرئيس السيسي الذي أكد له دعم مصر الكامل للحوار الوطني ودعم جهود الوساطة الإفريقية دون شروط، وهناك تواصل دائم بين القيادة في البلدين وقادة الفكر لدعم الحوار الوطني. وأكد السفير المصري بالخرطوم، أن معبر "أرجين"-غرب النيل-الذي سيتم افتتاحه مارس المقبل، سيكون له دور بارز في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتكاملية بين البلدين، وأن الحدود ستكون أداة للتكامل، مشيرا إلى أن معبر "قسطل-أشكيت" الذي افتتح مؤخرا، يعد معبرا بريا هاما جدا يربط بين السودان ومصر ويخدم اتفاقيات الحريات الأربع (التنقل والإقامة والعمل والتملك) ويربط بين شعبي البلدين وله بعد اقتصادي وتجارى هام وانه في حاله تفعيل اتفاقات الحريات الأربع سيصبح خط الحدود بين البلدين خطا وهميا. وقال أن الدراسات تشير إلى أنه من المتوقع أن يتضاعف التبادل التجاري إلى ثلاثة أضعاف عما هو عليه في الفترة الحالية لأنه بلا شك سيخفض تكلفة نقل المنتجات والبضائع والسلع بين البلدين، والطريق سيفتح الأبواب للمنتجات المصرية للعبور من خلال السودان والانتشار في العديد من دول الجوار السوداني، كذلك فإن السودان سيستفيد من الموانئ المصرية للتصدير للعالم الخارجي، وأوروبا أو دول الجوار المصري في إطار الكوميسا والتجارة العربية الحرة مما سيدعم التجارة البينية على مستوى القارة الإفريقية. وأكد أن هناك تحديات تواجه الدول العربية جميعا تتمثل في مكافحة الإرهاب خصوصا تنظيم داعش الإرهابي الذي يهدد كيانات وجود الدول العربية، ومصر في هذا الإطار تبذل جهودا واضحة وتنسق مع كافة الدول العربية لمكافحة الإرهاب في المنطقة، وكذلك الجامعة العربية، مشيرا إلى أن التنظيمات الإرهابية سواء داخل مصر أو خارجها أو سوريا والعراق تهدف إلى زعزعة الاستقرار في البلدان العربية من هذا المنطق هناك حوار دائم بين مصر والدول العربية في إطار مكافحة الإرهاب.