تصدى مقاتلون ايزيديون اليوم الثلاثاء، لهجوم شنه عناصر "داعش" على جبل سنجار المحاصر من قبل عناصر التنظيم بمحافظة نينوى شمالي العراق، بحسب مقاتل ايزيدي. وقال نواف خديدا سنجاري، آمر مفرزة قتالية ايزيدية بجبل سنجار، إن عناصر من تنظيم "داعش"، معززين بعدد من العربات المصفحة شنوا هجوماً من محورين على جبل سنجار في وقت باكر من صباح اليوم الثلاثاء، مشيراً إلى أن المقاتلين الايزيديين المتحصنين في الجبل تمكنوا من صد الهجوم. وأوضح أن المقاتلين الايزيديين استخدموا الأسلحة المتوسطة والقذائف الصاروخية لصد هجوم عناصر التنظيم وإجبارهم على التراجع، مرجحاً "وقوع خسائر بصفوف المهاجمين"، لم يبيّن حجم تلك الخسائر كما لم يذكر الخسائر في صفوف المقاتلين الايزيديين. ولفت سنجاري إلى أن "طائرات التحالف الدولي كانت تحلق في سماء المنطقة أثناء الاشتباكات إلا أنها لم تتدخل". وبحسب مصادر ايزيدية رسمية يوجد نحو 1200 عائلة ايزيدية تقطن في جبل سنجار ولم تنزح عنه رغم الأحداث الأخيرة، كما يتحصن فيه إضافة إلى تلك العوائل نحو 6 آلاف مقاتل ايزيدي ويساندهم المئات من قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) وقوات وحدات حماية الشعب الكردي YPG الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي PYD. ويسيطر تنظيم داعش على معظم أجزاء قضاء سنجار غرب الموصل والذي يقطنه أغلبية من الأكراد الإيزيديين منذ الثالث من أغسطس/آب المنصرم، إلا أن المعارك تدور في محيطها، حيث تسعى قوات كردية من إقليم شمال العراقوسوريا لطرد مسلحي التنظيم. وتتحدث تقارير صحفية وناشطين ايزيديين عن قيام التنظيم بارتكاب جرائم بشعة، من قتل وخطف وسبي الالاف من الايزيديين المدنيين. والايزيديون هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، ويقدر عددهم بنحو 600 ألف نسمة، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، سوريا، إيران، جورجيا، أرمينيا. وبحسب باحثين، تعد الديانة الإيزيدية من الديانات الكردية القديمة، وتتلى جميع نصوصها في مناسباتهم وطقوسهم الدينية باللغة الكردية. ويشن تحالف دولي، بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، غارات جوية على مواقع ل "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراقوسوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.