وجه رئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستاسياديس الشكر للرئيس السيسى على التطور المستمر للعلاقات بين البلدين، منوها بأن زيارته لمصر تؤكد الالتزام المشترك لبحث التعاون العميق بين البلدين. وفيما يلي نص كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك : "أود أن أشكر الرئيس السيسي وأصدقاءنا المصريين لضيافة هذه القمة المهمة، كما أعبر عن شكري لمصر لمبادرتها في إقامة التعاون الثلاثي الذي بدأ منذ عام 2013 والذي يسير نحو التطور.. إن انعقاد الاجتماع الثلاثي على هذا المستوى هو دليل ملموس على رفع مستوى القمة الثلاثية للتعاون والتزامنا المشترك لبحث المزيد من تعميقها.. إن التعاون الثلاثي يستند إلي 4 ركائز أولا التعاون على أساس أولوليات دولنا وكذلك القضايا ذات الاهتمام المشترك خاصة عن طريق التنسيق الدبلوماسي على المستويين الإقليمي والدولي والذي يكون دائما بالاحترام التام للشرعية الدولية ومبادئ خريطة الأممالمتحدة، ثانيا اتخاذ مبادرات لمصلحة دولنا وشعوبنا من خلال الدعم الفعال لشراكتنا في مجالات مثل الطاقة والاقتصاد والسياحة والثقافة والنقل البحري ومجالات أخري، ثالثا إقامة جبهة مشتركة لمقاومة الأخطار التي تهدد منطقة شرق المتوسط مثل الإرهاب والتفرقة العنصرية وهو ما يهدد الدول ومستقبلها، رابعا أن هذا التعاون الثلاثي يهدف إلي أن يكون نموذجا للتعاون الإقليمي في منطقتنا. وفي هذا الإطار أريد أن أوجه أن هذا التعاون ليس موجها ضد أية دولة أخرى، ويستند هذا التعاون إلي المبادئ والقيم المشتركة مثل تطبيق القانون الدولي وكذلك الهدف المشترك وهو دعم السلام والاستقرار والأمن والرخاء في شرق البحر المتوسط، لذلك فإننا ندعو دول المنطقة التي تشاطر معنا هذا الحلم أن تشاركنا في هذا الجهد.. وفي خلال اجتماعنا اليوم تم بحث آخر المستجدات الإقليمية والدولية وكذلك مناقشة آخر التطورات في مصر والقضية القبرصية والاستفزازات التركية التي تقوم بها تركيا في المنطقة وخاصة على المستوى الاقتصادي، كذلك تم التشاور فيما يتعلق بالطاقة وقضية الشرق الأوسط والإرهاب والتطورات في العراقوسوريا وليبيا ولبنان. ونتيجة لذلك تبنينا إعلان القاهرة وهو عبارة عن مستند بالغ الأهمية والذي يشكل نقطة انطلاق لألولويتنا على مستوى التعاون الثلاثي وكذلك جميع القضايا التي تهمنا، وتم مناقشة الوضع في مصر وأبدينا دعمنا الكامل لجهود الرئيس السيسي والشعب المصري لتطبيق خريطة الطريق وكذلك محاولات تطوير الاقتصاد والسياسية والانتخابات البرلمانية القادمة التي ستواصل مسيرة البلاد نحو الديمقراطية، كما أعربنا عن تضامنا في الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب وإدانة العمليات الإرهابية الأخيرة ضد قوات الأمن المصرية وأكدنا أننا سنبذل كل جهودنا لدعم مصر في حربها ضد الإرهاب، وأكثر من ذلك فإن الأحداث الأخيرة في منطقتنا تؤكد على ضرورة استقرار مصر لما لها من تأثير كبير في العالم العربي وباستطاعتها أن تؤثر بشكل فعال على مواجهة التحديات الإقليمية وخاصة الإرهاب أينما وجد في سوريا أو العراق أو ليبيا أو لبنان أو غيرها من الدول. كذلك أود الإشارة إلي أنه تم المناقشة مع رئيس وزراء اليونان بأن قبرص واليونان يشكلان أقوي حليف لمصر وسفير داعم لها داخل الاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية لأن توسيع علاقات الاتحاد الأوروبي مع مصر سيكون له فوائد كبيرة في مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، كذلك ناقشنا القضية القبرصية وضرورة إنهاء التقسيم غير المقبول من خلال إيجاد حل شامل ودائم يعيد وحدة الجزيرة كما تحددها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاقيات القمة بين الجانبين وهي دولة تتمتع بجنسية وسيادة واحدة. واتفقنا كذلك على أن حل القضية القبرصية لن يعيد فقط وحدة الجزيرة وإنما سيسمح لسكانها الشرعيين أن يتمتعوا برخاء في دولة عصرية أوروبية تحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية لكافة سكانها الشرعيين وليس أتراك وقبارصة يونانيين، ويشير إعلان القاهرة إلي أن شيئا من هذا القبيل سيساهم بشكل فعال في المحاولات المبذولة من أجل تحقيق الاستقرار والسلام في منطقتنا ويمكن أن يشكل نموذجا ملموسا لحل القضايا العالقة منذ أمد بعيد باستخدام الحوار وليس باستخدام القوة، ولكي تنجح هذه المفاوضات يجب على الجانب القبرصي التركي وخاصة تركيا أن تبدى النية الحسنة وتتخذ موقفا من خلال اتخاذ خطوات إيجابية فعالة في هذا الاتجاه، وقد أجمعنا على إدانة الإجراءات غير الشرعية لتركيا في المنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية قبرص، مؤكدين أن هذه العمليات الاستفزازية تعيق عملية المفاوضات والاستقرار والأمن في الشرق الأوسط، وناقشنا كذلك دعم التعاون في مجال الطاقة إيمانا بأن التعاون في هذا المجال من شأنه زيادة التعاون على المستوى الإقليمي من أجل استقرار ورخاء المنطقة، وجددنا موقفنا الثابت من أجل إحلال سلام شامل في الشرق الأوسط على أساس قرارات مجلس الأمن والتي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للعيش إلي جانب الدولة الإسرائيلية. وفي هذا الإطار أشيد بالدور الإيجابي الذي لعبته مصر والرئيس السيسي للوساطة بين السلطة الفلسطينية والإسرائيلية ونعتبر أن جميع الجهود المبذولة من المجتمع الدولي بما فيها الاتحاد الأوروبي يجب أن تعزز جهود مصر في هذا الاتجاه، وأجدد التجديد على التزام قبرص ببذل أقصي جهد للمصالح والقيم المشتركة لشعوب دولنا والمنطقة وتتطلع إلى اجتماعنا القادم".