أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ترحيبه بالذين اجتمع معهم السبت 8 نوفمبر لتعزيز العلاقات الفريدة بين حضارتين أنارتا تاريخ البشرية والتعايش، وتتعرضا لحملة شرسة من التطرف والإرهاب. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيس السيسي بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، مع أنتونيس ساماراس رئيس وزراء اليونان، ورئيس جمهورية قبرص نيكوس اناستاسيادس. وقال الرئيس السيسي "إن مصر استضافت اليوم أول قمة ثلاثية تجمع مصر تدشينا لمرحلة جديدة من التعاون الثلاثي الذي بدأ منذ أكثر من عام مع دولتين من الدول الأكثر دعما لمصر لاستكمال خارطة المستقبل وفهم حقيقة ما تمر به البلاد، وتعاونا في مجالي الاستثمار والتجارة، مشيرا إلى أن المباحثات شهدت تطابقا في وجهات النظر إزاء كافة الموضوعات محل البحث". وأضاف أنه بدا أثناء المشاورات عزم الدول الثلاث على تطوير العلاقات في مختلف المجالات إنطلاقا من المصالح المشتركة والاستفادة القصوي من جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما يمثل نموذجا إقليميا، والعمل على تفعيل الاستفادة الكاملة من الاتفاقات الموقعة في كافة المجالات، وهو ما ينبع من الاحترام لقواعد القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، خاصة سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية. وأضح الرئيس السيسي أنه تم التشاور إزاء القضية الفلسطينية وجهود السلام والتطورات في سوريا والعراق ومكافحة الإرهاب والقوي الداعمة له وسبل تعزيز هذه الجهود، فضلا عن دعم شرعية المؤسسات المنتخبة في ليبيا، كما تم استعراض جهود اليونان وقبرص لتكثيف التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي من منطلق فهمهما للواقع المصري. ونوه بأنه تم الاتفاق على استمرار الاتصالات والتنسيق في كافة المحافل لحماية المصالح المشتركة، كما تم التأكيد على عزمنا على مواجهة الإرهاب والتطرف بمنتهي الحزم، والتعاون في المجال الأمني لدحر مجموعات الإرهاب وكشف داعميها، مضيفا أن مصر تولي اهتماما كبيرا لهذا التعاون الثلاثي وتعطي دفعة جديدة لحماية مصالحها ودعم الاستقرار في شرق المتوسط وتحقيق الاستقرار والسلام لشعوبنا.. وستواصل مصر بالدفع نحو تعزيز العلاقات على المستوي الثنائي والثلاثي مع قبرص واليونان. من جانبه، قال الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس، خلال المؤتمر الصحفي، "إن القمة دليل على الالتزام بدعم وتعميق التعاون بين الدول الثلاث، موضحا أن هذا التوجه يستند إلي أولويات دولنا واهتمامهم المشترك والتنسيق في ظل احترام القانون الدولي والشرعية، واتخاذ مبادرات لدعم الشراكة في مجالات التجارة والصناعة والطاقة والسياحة والنقل البحري، وإقامة جبهة مشتركة لمواجهة أخطار الإرهاب والتفرقة على أساس الدين في منطقة شرق المتوسط، بالإضافة إلى أن التعاون يهدف لأن يكون نموذجا للتعاون الإقليمي البناء في منطقتنا الحساسة". وأكد أن هذا التعاون والحوار ليس موجها ضد أي دولة أخري، وأنه يستند إلى مبادئ وقيم القانون الدولي لدعم السلام والرخاء في شرق البحر المتوسط، وبالتالي ندعو دول المنطقة إلي أن تشاركنا في هذه الجهود، مشيرا إلى أنه تم دراسة أفكار حول التعاون الثلاثي والتطورات الداخلية في مصر، والاستفزازات التركية في المنطقة القبرصية، والتطورات في ليبيا وسوريا والعراق. وأضاف رئيس قبرص أنه تم تبني إعلان القاهرة، الذي يشكل نقطة انطلاق لأولوياتنا في التعاون الثلاثي والقضايا التي تمت مناقشتها.. وأبدينا دعمنا الكامل للرئيس السيسي والشارع المصري لاستكمال خارطة الطريق وإجراء الانتخابات وتطوير الاقتصاد المصري، كما أعربنا عن تضامنا مع مصر في حربها ضد الإرهاب لتحقيق الأمن والاستقرار، وأكدنا أننا سنبذل كل جهودنا لدعم مصر في مكافحتها للإرهاب. وشدد على أن الأحداث الأخيرة في المنطقة تؤكد ضرورة استقرار مصر لتتمكن من مواجهة التحديات الإقليمية، خاصة الإرهاب أينما وجد في سوريا أو ليبيا أو غيرها، منوها بأن قبرص واليونان أقوي حليف لمصر وسفير دائم لها فى الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الدولية الأخري لما فيه فائدة في مواجهة التحديات التى تلقاها المنطقة. وأوضح الرئيس القبرصي أنه تم بحث القضية القبرصية وإعادة وحدة الجزيرة القبرصية داخل دولة فيدرالية تحددها قرارات مجلس الأمن والاتفاقات بين الجانبين، مبينا أنه تم الاتفاق على أن حل القضية سيسمح لسكان الجزيرة أن يتمتعوا بالرخاء سواء كانوا القبارصة الأتراك أو القبارصة اليونانيين، ليكون ذلك نموذجا لحل المشاكل من خلال الحوار وليس من خلال القوة. ودعا الجانب القبرصي، تركيا إلي إبداء حسن النية واتخاذ خطوات بناءة في هذا الاتجاه، مدينا الإجراءات غير الشرعية التركية في إقامة منطقة تجارة حرة خالصة مع الجانب القبرصي التركي. ولفت إلى أنه تمت مناقشة دعم التعاون في مجال الطاقة في ظل اكتشافات مهمة من البترول والغاز في منطقة شرق المتوسط يمكن أن تكون دعامة للتعاون المشترك في المنطقة، متابعا "إن عملية السلام في الشرق الأوسط تم بحثها، وتم التأكيد على ضرورة التوصل إلى سلام شامل ودائم على أساس إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل فى إطار القرارات الدولية ذات الصلة. وأشاد رئيس قبرص بالدور الإيجابي لمصر والرئيس السيسي للتوصل إلي الهدنة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، مؤكدا مجددا إلتزام قبرص بالعمل على تفعيل المصالح والقيم المشتركة لشعوب المنطقة والعالم.