كشف العداون الصهيوني الأخير على قطاع غزة عن تطور قدرات المقاومة الفلسطينية العسكرية، فظهرت خلال المعركة صواريخ "R160"، "J80"، وبندقية القنص "غول"، إلا أن هذا التطور لم يكن على الوجه المطلوب، خاصة مع تكتم العدو الصهيوني على خسائره ولاسيما البشرية. لكن لم يكن يتخيل أحد أن تصل المقاومة إلى داخل القدس بهذه الصورة، وفي العمق الصهيوني، لتظهر على الساحة مفخخات المقدسيين البشرية "داعس"، فمئات الصواريخ التي أطلقتها المقاومة اتجاه الكيان الصهيوني في ثلاثة أشهر طيلة العدوان الصهيوني على القطاع لم تحدث نكاية بالعدو كما أحدثته عمليات الدهس الثلاث الأخيرة التي نفذها المقدسيون. العملية الأولى نفذها محمد نايف جعابيص (22 عامًا) في الرابع من أغسطس من العام الجاري، مستخدمًا جرافة قادها باتجاه حافلة مستوطنين صهاينة، قلبها مرتين، ما أسفر عن مقتل مستوطن، وإصابة ستة آخرين. وفي الثاني والعشرين من أكتوبر من نفس العام، نفذ الأسير المحرر عبد الرحمن إدريس الشلودي (22 عامًا) العملية الثانية، حيث استقل سيارته باتجاه مجموعة من الصهاينة قرب محطة القطار الخفيف قرب حي الشيخ جراح شمالي القدس، ما أدى إلى مقتل مستوطنة وجرح ثمانية مستوطنين آخرين، فيما أطلقت الشرطة الصهيونية النار على الشاب من مسافة صفر تسببت له بنزيف حاد ما أدى إلى استشهاده. أما العملية الثالثة، نفذها إبراهيم العكاري في الرابع من نوفمبر 2014، في شارع " شمعون هتصديق " في منطقة الشيخ جراح في القدسالشرقية، وأدت العملية إلى مقتل ضابط، وإصابة 14 مستوطنًا. عمليات الدهس الثلاث ليست بالجديدة، لكنها اتخذت شكلاً من التنظيم نوعًا ما، ففي العام 2008 قتل 3 صهاينة، وأصيب نحو 70 مستوطنا بينهم جنود في عملية دهس نفذها فلسطيني بواسطة جرافة في القدس، فيما شهد العام 2009 أربعة عمليات نفذها مقدسيون أستهدفت في المقام الأول جنود صهاينة. المراقبون يرون أن الفترة المقبلة ستشهد تصعيدًا من قبل المقدسيين، خاصة مع الأحداث المشتعلة على أطراف المسجد الأقصى، والاقتحامات المستمرة من قبل المستوطنين المتطرفين والمسئولين اليهود.