القاهرة: في الوقت الذي أثرت فيه الأزمة المالية العالمية التي تجتاح العالم في كبرى المؤسسات مالية حول العالم، ما جعلها تستغني عن نسب متفاوتة غير ضئيلة من اليد العاملة لديها، إلا أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة نجت من هذه الأزمة. وفى هذا الصدد أكد الأمين العام لاتحاد المصارف العربية فؤاد شاكر، أهمية الدور الإستراتيجي للمشاريع الصغيرة في دفع عجلة الاقتصاد في معظم دول العالم، مشيراً إلى أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة نجت من هذه الأزمة، ما يدعم أهمية هذه المشاريع في بناء الاقتصادات الدولية الناجحة. واعتبر شاكر، في كلمة خلال افتتاح مؤتمر المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإسكندرية بعنوان "التوجه الاستراتيجي للحاضر والمستقبل"، أن إنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى جانب المشاريع الكبرى "يؤمن توازناً اقتصادياً يساعد الدول على دفع عجلة التنمية والوصول إلى مراحل نمو مرتفعة وتقضي على البطالة". وأكد شاكر أن المشاريع الصغيرة "تحتاج دائماً إلى دعم حكومي لتستطيع التواصل"، مشيراً إلى أن "أكثر من 80% من حجم المشاريع في العالم هي صغيرة ومتوسطة، منها 35% صناعات يدوية تشجع على الابتكار والاختراع ورفع مستوى الدخل للأفراد. ولم يغفل التحديات الكبيرة في المنطقة العربية المتمثلة في " تفعيل دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة، منها صعوبة التمويل وضعف هياكل التدريب وبرامجه، وتنمية مهارات أصحابها، وغياب الشبكات التسويقية الفاعلة، إضافة إلى ارتفاع معدلات الفساد في بعض البلدان، وعدم نفاذ القوانين وضعف ثقافة العمل الحر عند الشباب". وأعلن المدير العام لاتحاد مصارف مصر علي عبد العزيز فايز، أن مصر "تتبنى سياسة تفعيل دور المشاريع الصغيرة خصوصاً بين الشباب، وتدرس المعوقات التي تواجها". واعتبر أن "استراتيجية النهوض بالمشاريع الصغيرة تتطلب تضافر جهود الحكومة والقطاع المصرفي، إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني لتوفير البرامج الخاصة بنوعية هذه المشاريع التي يحتاج إليها المجتمع، ما يساهم في توفير فرص عمل للشباب ونشر ثقافة العمل الحر في ما بينهم".