أكد أسامة صالح رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة باتت عماد الاقتصاد المصرى والمنقذ له من الاستمرار فى أزمته الحالية. وأوضح أنها تمثل الحل الأمثل لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الشباب الذين ينضمون سنوياً إلى سوق العمل، والمقدر أن يصل عددهم إلى 30 مليون شاب بحلول عام 2020. جاء ذلك بمناسبة افتتاح أعمال المنتدى المصرفى العربى الخاص بدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والذى يقام تحت رعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية، وينظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة واتحاد بنوك مصر ومؤسسة التمويل الدولى، حيث يستمر المنتدى على مدى يومين بالقاهرة، ويعقد تحت عنوان "المشروعات الصغيرة والمتوسطة .. الخيار الاقتصادى الإستراتيجى العربى"، بمشاركة أكثر من 250 شخصية مصرفية عربية ودولية تمثل مختلف المصارف والمؤسسات المالية والغرف التجارية بالدول العربية ونخبة من صفوة الخبراء العرب والأجانب. كما أكد صالح على أهمية تعاون الجهات المختلفة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأهمية توفير التمويل اللازم لها، خاصةً وأن الحصول على التمويل يعد أحد أهم المشكلات التى تقف عقبةً أمام توسع هذه الشركات واستمرار نشاطها، وعدم قدرتها على توفير الضمانات الكافية التى تشترطها البنوك والمؤسسات المالية للحصول على التمويل منها، وهو ما يتطلب توفير آليات ونماذج من التمويل الميسر لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وكذا تقديم المزيد من الحوافز والتيسيرات لهذا القطاع الاقتصادى الحيوى والمهم، والذى من شأنه الإسهام بقوة فى تعزيز معدلات النمو المستدام والحد من نسب الفقر وخلق المزيد من فرص العمل للملايين من أبناء الشعب المصرى. وأكد رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة على أهمية انعقاد هذا المنتدى الاقتصادى العربى على أرض مصر خاصةً خلال هذه المرحلة الفارقة من عمر الاقتصاد الوطنى، مؤكداً لضيوف المنتدى حرص الدولة المصرية بمختلف كياناتها على الاهتمام بهذا القطاع الاستراتيجى ووضعه على صدر أولوياتها، حتى تستفيد من قدرته على دفع عجلة النمو بوصفه وسيلةً فعالة فى توجيه المدخرات الصغيرة إلى الاستثمار، فضلاً عن ارتباطه بكافة فروع الصناعات الأخرى المغذية للاقتصاد الوطنى. كما وجه أسامة صالح الدعوة إلى جميع الحضور من ممثلى كبرى البنوك والمصارف المصرية والعربية لبذل مزيد من الجهد وإبداء المزيد من التفهم والدعم لشباب رواد الأعمال وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى مصر وشتى الدول العربية، وذلك من خلال توفير التمويل اللازم لمشروعاتهم، من منطلق الدور المحورى والمهم الذى تقوم به المصارف العربية كشركاء فى عملية دعم الاقتصاد العربى، ومساندة الاقتصاد المصرى من أجل استعادة نشاطه، بما من شأنه أن يعود بالنفع على جميع الأطراف وأشار رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة خلال كلمته التى ألقاها فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إلى أن الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة تولى ريادة الأعمال وتطوير قدرات الشباب اهتماماً كبيراً، إيماناً منها بأن المشروعات الصغيرة والمتوسطة هى السبيل الأمثل لدفع قاطرة الاستثمار والنمو فى الوقت الراهن بمصر، وذلك على غرار العديد من دول العالم التى نجحت من قبل فى التصدى لتداعيات الأزمة المالية العالمية والكثير من أزماتها الداخلية بتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وعدد من الدول الأوروبية ودول جنوب شرق آسيا، فضلاً عن الصين التى استطاعت، بفضل دعمها للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتهيئة المناخ الصحى لها، أن تصبح الاقتصاد الثانى الأقوى عالمياً. وأضاف أن مركز "بداية" لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتابع لهيئة الاستثمار، وكذلك برنامج "عيادات الأعمال" الذى تسهم الهيئة فى تنظيمه، يعملان على تقديم الدعم والمساندة الفنية للشباب والمواطنين البسطاء من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وذلك من أجل مساعدتهم على تخطى صعوبات المرحلة الاقتصادية الراهنة، والانتقال من القطاع غير الرسمى الذى يعمل به الغالبية العظمى منهم إلى القطاع الرسمى، فضلاً عن العمل على تعزيز القدرة التنافسية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتقديم الدعم والمساندة اللازمة لها من أجل النمو وإتاحة المزيد من فرص العمل على طريق تحقيق العدالة الاجتماعية، ومضاعفة القيمة المضافة للاقتصاد الوطنى. كما وجه صالح الدعوة إلى الجمعيات الأهلية لأن تدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لما تسهم به هذه المشروعات فى القضاء على البطالة، والاستفادة من القوة الشبابية التى لا يستهان بها، والتى تحظى بها مصر، لدفع عجلة الاقتصاد القومى وتحقيق النفع لأبناء الوطن. جدير بالذكر انه تم خلال المنتدى مناقشة دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى تنمية الاقتصادات العربية، والتجارب العربية والدولية فى تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك الآليات غير التقليدية لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث قامت السيدة ريم السعدى المدير التنفيذى لمركز "بداية" لريادة الأعمال وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالهيئة العامة للاستثمار باستعراض - خلال مشاركتها فى ثانى جلسات المنتدى - المبادرات المختلفة التى تبنتها الهيئة العامة للاستثمار من أجل مساعدة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، موضحةً العديد من ملامح الإستراتيجية التي تنتهجها هيئة الاستثمار للنهوض بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال دعم ورعاية رواد الأعمال ومساعدتهم فى النفاذ إلى التمويل والحصول على كافة الخدمات والاستشارات اللازمة لتنمية أعمالهم.