قالت صحيفة "جلوبال بوست"، إن تركيا تعرضت لضغوط كبيرة من واشنطن لتدخل ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد داعش، إلا أن الحكومة التركية رفضت ذلك كما رفضت استخدام قواعدها الجوية لشن غارات على التنظيم، وزاد على ذلك الموقف المتراخي لها إزاء المعارك الدائرة في مدينة عين العرب كوباني. وعدّدت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني أمس الثلاثاء، خمسة أسباب جوهرية تدفع تركيا إلى التباطؤ في الدخول في تحالفات ضد داعش أو اتخاذ موقف معاد للتنظيم بشكل عام. وأوضحت أن أول تلك الأسباب هو أن القيادة السياسية لتركيا لا تثق كثيرًا في الغرب، وهو ما أظهرته كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في جامعة مارمارا في إسطنبول حين تساءل: "أتظنون أنهم أتوا بطائراتهم وصواريخهم للمحاربة من أجل تحقيق السلام؟! كلّا، لقد أتوا من أجل الاستيلاء على حقول النفط تحت حماية تلك الطائرات"، كما لم تتوان الحكومة التركية عن إعلان عدم رضاها بسبب موقف الغرب من الحرب في سوريا. وأضافت الصحيفة، ثاني أسباب تكاسل تركيا عن محاربة داعش، أن علاقات الغرب بتركيا دائمًا ما كانت متوترة، وكل ما فعلته الحروب في سوريا والعراق هو أنها أبرزت اختلاف المصالح والرؤى بين تركيا وباقي دول الغرب، كما أن جميع قادة تركيا من قبل أردوغان وعلى مر تاريخ البلاد حاولوا جاهدين إثبات أن تركيا تعيش خارج عباءة الغرب، ولكنها عادت إلى أحضان القوى الغربية بعد أن تلاشت قوى الدولة العثمانية. وتابعت الصحيفة، السبب الثالث هو أن في سوريا تتعارض الأولويات والمصالح بين أمريكاوتركيا، فتركيا لديها 900 كيلومتر حدودية مع سوريا، وفي حال مشاركة تركيا للعمليات العسكرية ضد داعش فإن ذلك سيعني احتمالية تضررها من الحرب الدموية هناك، ما جعل من أولويات تركيا هو خلق استراتيجية لوضع حدًّا لهذه الحرب وليس المشاركة في إشعالها، وكان الحل بالنسبة لأنقرة هو الإطاحة ببشار الأسد الذي تراه المصدر الرئيسي للصراعات. وأردفت الصحيفة، السبب الرابع هو أنه ليس كل الأتراك يكرهون داعش، حيث إن حصار التنظيم الإرهابي للأكراد في كوباني يعزز من قمع تركيا لاستقلالهم وهو ما سيؤدي بشكل غير مباشر لهزيمة بشار الأسد، لذلك نجد أن قطاع كبير من الأتراك السنيين المؤيدين لأردوغان يتعاطفون مع تنظيم داعش، حتى أن الكثير من الأتراك ينظرون إلى هذه الحرب على إنها حرب طائفية يحقق فيها الجانب السُنّي تقدّما في مواجهة الطوائف الأخرى. واختتمت الصحيفة بالسبب الخامس، حيث إن تقاعس تركيا عن محاربة داعش قد يكون بمثابة مؤشر على أن علاقة الأولى بالغرب تشهد تطورًا، ففي أثناء ما يسمى بالحرب الباردة عملت تركيا كالقمر الصناعي للغرب، أما الآن فهي تريد أن تحقق من علاقاتها بالغرب أكبر استفادة ممكنة، فهي حتى وإن بددت في ظاهر الأمر تفعل ما يتناغم مع مصالح الغرب فهي حتمًا ستقوم بذلك بطريقتها هي، والتي تحقق مصالحها في المقام الأول.