أكد رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي الدكتور علي الشرهان أن قيمة السلع الغذائية التي تحتاجها الدول العربية سنويا وتضطر لاستيراد معظمها من الخارج تتراوح بين 18 إلى 20 مليار دولار وهو يعرف بالفجوة الغذائية. وأوضح الشرهان في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش مشاركته في فعاليات المنتدى الاقتصادي للقطاع الخاص والمجتمع المدني ضمن فعاليات قمة الكويت الاقتصادية أن رأس مال الهيئة يبلغ 65 مليون دولار وهو مبلغ صغير جدا مقارنة بحجم الفجوة الغذائية العربية. وأفاد أن الهيئة تسعى بشكل دؤوب إلى زيادة رأس مالها بما يمكنها من مجاراة حاجة الدول العربية للاستثمار والإنماء الزراعي والغذائي وسد الفجوة الغذائية أو جزء كبير. وبين الشرهان أن الهيئة تسهم في إنتاج ضروريات المواد الغذائية مثل اللحوم البيضاء والحبوب والأعلاف كجزء أساسي من الدور المنوط بها, مشيرا إلى أنها تملك العديد من الشركات القابضة التي تعد من وسائل تعزيز أدائها ومضاعفة دورها في تحقيق التنمية للدول العربية. وذكر أن لدى الهيئة تصورات مشتركة مع عدة منظمات عربية ودولية صديقة وعدد كبير من مؤسسات القطاع الخاص ضمن تحركها في تعزيز الأمن الغذائي العربي معربا عن تفاؤله بان تكون قمة الكويت خطوة هامة على طريق سد الفجوة العربية الغذائية. وقال الشرهان أن من ابرز المعوقات التي يواجهها القطاع الزراعي في الوطن العربي هي ارتفاع تكاليف نقل المواد الخام معربا عن أمله أن تجد القمة العربية الاقتصادية حلولا ناجعة لهذه المشكلة وغيرها من مشاكل القطاع الزراعي العربي. وكان الدكتور أحمد جويلي الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية بشدة الأنظمة العربية لتجاهلها أزمة الغذاء التي تعصف بشعوبها، محذراً من اتساع الفجوة الغذائية بالعالم العربي في ظل تراجع الاستثمار الزراعي، وتوسع الدول العربية في عمليات الاستيراد من الخارج، والتي بلغت نحو 75 مليون طن من الغذاء بقيمة إجمالية تصل إلى 17 مليار دولار سنويا خاصة مع ارتفاع فاتورة الغذاء العالمي بنحو 50 % خلال الأعوام الخمسة الماضية والتي ساهمت في تعرض 100 مليون شخص جدد للفقر. وشدد جويلي خلال ندوة أقامها منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية تحت عنوان "القدرة التنافسية للاقتصادات العربية" على حاجة الدول العربية للمزيد من التكامل فيما بينها، لافتا في تصريحاته التي أوردتها صحيفة "البيان" الإماراتية إلى أن نسبة التجارة العربية البينية تتراوح من 8 إلى 10 % فقط من حجم التجارة العربية الإجمالية بسبب عدم وجود فوائض إنتاجية تسمح بنمو هذه التجارة. وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن "الارتفاعات الحادة في أسعار الغذاء تحولت إلي أزمة عالمية حقيقية" ويأتي ذلك تزامنا مع إطلاق الولاياتالمتحدة أجراس الخطر حيال ارتفاع أسعار المحاصيل الضرورية التي يلهث ورائها فقراء العالم.