أكد "على بن سعيد الشرهان" - رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعى - أن تكاليف فاتورة الغذاء العربية ارتفعت إلى 37 مليار دولار، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا لتخفيض هذه التكلفة وتعاونًا وثيقًا لتوفير هذه الحاجة الاستراتيجية الماسة مواكبة مع ما تشهده الساحة الاقتصادية من انهيارات تتطلب استعدادًا عربيًا قوميًا لمواجهة مثل هذه الانهيارات. وقال فى مؤتمر بدبى اليوم: "تسعى الهيئة إلى دعم جهود تنسيق المواجهة والاستعداد الاستراتيجى الغذائى العربى، وسيتناول اللقاء القادم للهيئة عرضًا للفرص الاستثمارية المتاحة فى المجال الزراعى بما فى ذلك الإنتاج الزراعى، الإنتاج الحيوانى، والتصنيع الغذائى، وبالأخص بالسودان والتباحث حول موضوع الأمن الغذائى تحت شعار "استثمار زراعى هادف لتعزيز الأمن الغذائى العربى وإيجاد تكامل رأسمالى وزراعى عربى فاعل". وأشار "الشرهان" إلى عقد اللقاء الاستثمارى العربى الثانى انطلاقًا من تسارع الأحداث نحو أهمية توفير الغذاء الآمن لوطننا العربى وتنفيذًا لتوصيات المؤتمر العربى الأول للاستثمار الزراعى والغذائى الذى نظمته الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعى بالقاهرة فى ديسمبر2010. وذكر أن الهيئة العربية عقدت لقاءها الاستثمارى الأول حول الفرص الاستثمارية على هامش فعاليات المعرض الدولى السادس للفلاحة فى المغرب بمدينة "مكناس" فى أبريل الماضي، وتنظم الهيئة خلال يومى 19 و20 ديسمبر الجارى لقاءها الثانى حول الفرص الاستثمارية وتحقيق الأمن الغذائى العربى بالتعاون مع حكومة جمهورية السودان فى مدينة الخرطوم. وأضاف الشرهان: "تواصل الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعى جهودها وخبراتها المتراكمة على مدى 35 عامًا فى مجال الاستثمار الزراعى فى مختلف البلدان العربية، وترتقب للخروج بآليات عملية - من خلال أهداف هذا اللقاء - والتى يمكن إيجازها فى عرض للفرص الاستثمارية الاستراتيجية الواعدة فى تحقيق الأمن الغذائى العربى فى القطاع الزراعى بجمهورية السودان. وتعمل الهيئة على تعبئة الموارد من خلال قيادة صناديق المال العربية لتمويل المشاريع الزراعية والأنشطة التى تسهم فى تحقيق الأمن الغذائى العربى وبشراكة القطاع الخاص؛ وذلك بالدعوة إلى تكامل رأسمالى عربى مشترك مع القطاع الخاص يفى بإيجاد المشاريع الكبيرة التى تؤدى إلى توفير الغذاء وفق صورة استراتيجية عربية شاملة، وتسليط الضوء على استثمارات الهيئة فى الوطن العربى وآفاق تطويرها وتوسعتها نحو إسهام أكبر فى تحقيق الأمن الغذائى العربى، واستقطاب شركاء استراتيجيين من القطاع الخاص، وإيجاد الحلول والمعالجات حيال تذليل معوقات الاستثمار الزراعى لتهيئة المناخ المناسب للاستثمار. وبيَن أن برنامج اللقاء يشمل أربع ورش عمل حول مجموعة من المحاور منها رؤية وتجربة القطاع الخاص فى تعزيز الأمن الغذائى العربى، والفرص الاستثمارية فى القطاع الزراعى فى جمهورية السودان، وتمويل مشاريع العمل العربى المشترك وبناها التحتية فى الوطن العربى مع نظرة خاصة للسودان وعلاقة تطورها فى تعزيز الأمن الغذائى العربى. ويصاحب اللقاء الاستثمارى معرض نوعى لشركات الهيئة على مستوى الوطن العربى يضم 24 شركة زراعية تعمل فى مجال إنتاج وتصنيع المواد الغذائية، وعرض لأنشطة الهيئة فى مجال الأبحاث الزراعية، ونقل وتوطين التقانات الحديثة والبرامج الإنمائية، والفرص الاستثمارية المتاحة فى الدول العربية، ومشاركة مجموعة كبيرة من شركات القطاع الخاص بمختلف قطاعاته. ويشارك فى هذا اللقاء مجموعة كبيرة من مختلف القطاعات العربية، من أبرزها المؤسسات الحكومية السودانية، وهى وزارات المالية والاقتصاد الوطنى ووزارة الزراعة واللجنة العليا للاستثمار وبرنامج النهضة الزراعية، بالإضافة إلى وزارة الشئون الاقتصادية والتنمية ووزارة التنمية الريفية فى الجمهورية الإسلامية الموريتانية. وتشارك فى المؤتمر الصناديق المالية العربية ومنها الصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى بالكويت، والصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية، والصندوق السعودى للتنمية. وتشارك أيضَا فى اللقاء البنوك العربية ومنها البنك الإسلامى للتنمية وبنك الخرطوم والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات والمنظمة العربية للتنمية الزراعية. ومن أبرز شركات القطاع الخاص العربية المشاركة (الشركة الوطنية للتنمية الزراعية) "نادك" السعودية وشركة تبوك للتنمية الزراعية السعودية ومجموعة الخريف السعودية وشركة الراجحى السعودية والشركة المغربية لتكرير السكر "كوسومار" والشركة العربية لإنتاج المحاصيل بالسودان وجميع شركات الهيئة القائمة فى جمهورية السودان، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الخبراء والمستشارين فى مجالى الاستثمار والأبحاث الزراعية.