الكويت: في الوقت الذي تمثل فيه العوائد النفطية لدي الدول الأعضاء في منظمة "أوابك" عصب الحياة الرئيسي لاقتصاداتها، إلا أنه بالرغم من تحقيق "أوابك" زيادة في عوائدها النفطية خلال عام 2007 في ضوء ارتفاع أسعار النفط، إلا أن ثلث تلك الزيادة ذهبت إلى الدول المستهلكة على هيئة زيادة في تكلفة الاستيراد نتيجة انخفاض سعر صرف الدولار. وذكر تقرير "أوابك" الشهري أنه "على الرغم من ارتفاع أسعار النفط في عام 2007 بنسبة 13% مقارنة بعام 2006 فإن انخفاض سعر صرف الدولار مقابل اليورو والجنيه الاسترليني بنسبة 8% ادى إلى ارتفاع تكاليف الاستيراد لدى الأقطار الأعضاء". وأشار التقرير إلى أن انخفاض سعر صرف الدولار ساهم كذلك من ضمن جملة عوامل في تراجع القوة الشرائية للدول المنتجة للنفط وانخفاض قيمة الاستثمارات العربية في الأسواق الأمريكية التي تمثل حوالي 70% من إجمالي الاستثمارات العربية. وقالت المنظمة إنه مع تحقيق أسعار النفط مستويات قياسية وتزامن ذلك مع هبوط سعر صرف الدولار الذي يمثل العملة الرئيسية لتسعير النفط مقابل العملات الرئيسية الاخرى عاد الحديث مجددا لدى بعض الجهات عن سلبيات تسعير النفط بالدولار في الأسواق العالمية ومطالبة بعض الدول المنتجة باستحداث نظام جديد للتسعير الأمر الذي جعل السوق النفطية في حالة ترقب لما ستؤول اليه التطورات تجاه تلك المسالة. وذكر تقرير "أوابك" الذي أوردته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" إنه على صعيد الاقطار الأعضاء في المنظمة التي شكلت وارداتها من منطقة اليورو نسبة 29% من إجمالي وارداتها العالمية خلال السنوات الأخيرة فلا ريب أن انخفاض قيمة الدولار مقابل اليورو اثر بدرجات متفاوتة على الأقطار الأعضاء بناء على درجة ارتباطها التجاري ببلدان تلك المنطقة. وقالت "أوابك" انه في ظل تلك المعطيات فإن استقراءات المهتمين بالصناعة النفطية حول مستقبل الارتباط بين النفط والدولار تباينت بناء على اتجاهاتهم الفكرية والاقتصادية وهو امر ليس بغريب في مسالة تمس عصب الاقتصاد العالمي. هذ وقد قفزت أسعار النفط الخام ببورصة نيويورك للسلع في أخر تداولات الأسبوع بأكثر من 4 دولارات للبرميل وهو ما يمثل أعلى ارتفاع منذ حوالي شهر وذلك في ضوء بيانات جديدة قد تعتبر مؤشراً لحدوث بعض التحسن في أداء الاقتصاد الأمريكي. وتلقي سعر النفط الخام دفعة جديدة نحو مواصلة الارتفاع مع عودة تأثير العامل الجيوسياسي على اتجاهات السوق، حيث أعلنت تركيا استئناف عملياتها العسكرية ضد مواقع المسلحين الأكراد في شمال العراق. وكانت أسعار النفط الخام قد وصلت لمستوي قياسي في 19 ابريل الماضي، حيث سجلت 119.93 دولار وذلك بالتزامن مع انخفاض الدولار. وتأسست منظمة "أوابك" بموجب اتفاقية ابرمت في بيروت في يناير 1968 فيما بين السعودية والكويت وليبيا ثم انضم إلى عضويتها الامارات وقطر والبحرين والجزائر ومصر وسوريا والعراق. وتمارس "أوابك" نشاطاتها واختصاصاتها من خلال اربعة اجهزة هي مجلس الوزراء والمكتب التنفيذي والامانة العامة والهيئة القضائية ومجلس الوزراء هو السلطة العليا التي تحدد سياسات المنظمة بتوجيه نشاطاتها ووضع القواعد التي تسير عليها.