حلقت أسعار النفط على مستويات قياسية جديدة اليوم حيث تجاوز سعر الخام الأمريكي لأول مرة ال 121 دولار للبرميل ببورصة نيويورك في الوقت الذي تخطى فيه خام برنت ببورصة لندن حاجز ال 119 دولار. وتأتي تلك المستويات في ظل تضافر عدة عوامل أبرزها قلق الأسواق إزاء احتمالات تأثر حجم المعروض العالمي بسبب حالات توقف الإنتاج بنيجيريا التي تعد ثاني أكبر منتج في أفريقيا وبشكل متزامن مع مؤشرات النمو الراهن في مستويات الاستهلاك عالميا. وقد حذرت مؤسسة "جولد مان ساش" في تقرير لها من أن أي تراجع في حجم المعروض النفطي بالسوق العالمي سيدفع الأسعار لمستويات جديدة تتراوح ما بين 150 و200 دولار للبرميل وذلك في غضون العامين . وأشارت شبكة "بلوم برج" الإخبارية إلى أن سعر الخام الأمريكي لتعاقدات شهر يونيو الآجلة قد ارتفعت بحوالي 1.15 دولار أو بنسبة 1% ليبلغ 121.12 دولار. وتشيرالاحصائيات إلى أن سعر العقود الأجلة في بورصة نيويورك قد حققت ارتفاعا بحوالي 94% على ال 12 شهرا الأخيرة. وفي بورصة البترول الدولية في لندن ارتفع سعر خام برنت لعقود شهر يونيو بحوالي 1.56 دولار أو بنسبة 1.3% ليبلغ 119.65 دولار. وتأتي الارتفاعات الجديدة لأسعار النفط خاصة بعد مستوي ال 120 دولار في ضوء أيضا قلق الأسواق إزاء مصير الامدادات البترولية شمال العراق نظرا لعدم استقر ار الأوضاع الأمنية هناك كما إن تأكيد إيران تمسكها ببرنامجها النووي يعكس دور العامل الجيوسياسي كورقة مؤثرة في اتجاهات أسعار النفط خاصة في حال تصعد حدة التوتر من جديد بين واشنطن وطهران. وتأتي الارتفاعات الأخيرة لأسعار النفط ايضا في ضوء انخفاض سعر الدولار أمام اليورو بجانب البيانات الجديدة التي تكشف عن بعض بوادر الانتعاش في أداء الاقتصاد الأمريكي. من جانب أخر أكدت منظمة البلدان العربية المصدرة للنفط (اوابك) " أنه على الرغم من ارتفاع أسعار النفط في عام 2007 بنسبة 13 % مقارنة بعام 2006 فان انخفاض سعر صرف الدولار مقابل اليورو والجنيه الإسترليني بنسبة 8 % أدى إلى ارتفاع تكاليف الاستيراد لدى الدول الأعضاء". وأشارت " اوابك" في افتتاحية نشرتها الشهرية التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، إلى أن الحديث الشائع عن تزايد العوائد المالية لدى الدول الأعضاء نتيجة لزيادة أسعار النفط أمر بحاجة إلى مزيد من الإيضاح. وأوضحت أن انخفاض سعر صرف الدولار ساهم كذلك من ضمن جملة عوامل في تراجع القوة الشرائية للدول المنتجة للنفط وانخفاض قيمة الاستثمارات العربية في الأسواق الأمريكية التي تمثل حوالي 70 % من إجمالي الاستثمارات العربية. وقالت المنظمة انه مع بلوغ أسعار النفط الاسمية مستويات قياسية وهبوط سعر صرف الدولار الذي يمثل العملة الرئيسية لتسعير النفط مقابل العملات الرئيسية الأخرى عاد الحديث مجددا لدى بعض الجهات عن سلبيات تسعير النفط بالدولار في الأسواق العالمية ومطالبة بعض الدول المنتجة باستحداث نظام جديد للتسعير الأمر الذي جعل السوق النفطية في حالة ترقب لما ستؤول إليه التطورات تجاه تلك المسالة. وأضافت أنها تتابع عن كثب تلك التطورات وتتطلع لأن تنجح مساعي الأقطار الأعضاء في تخطي العواقب السلبية الناجمة عن انخفاض الدولار وأن تتمكن من الوصول إلى السبل والسياسات الكفيلة بالمحافظة على القوة الشرائية لإيراداتها البترولية التي تمثل عصب الحياة الرئيسي لاقتصاداتها.