خام برنت يقفز لأعلى مستوياته منذ 30 شهراً محيط خاص واصلت أسعار النفط الخام ارتفاعاتها ليقفز خام برنت خلال تعاملات اليوم في بورصة البترول الدولية بلندن لأعلى مستوياته منذ نحو 30 شهرا في ظل الأحداث التي تشهدها ليبيا حاليا والتي تعد ثالث أكبر منتج للنفط في أفريقيا . وقد تجاوز سعر خام برنت مستوى ال 119 دولار للبرميل في ظل التقديرات التي ترجح تراجع انتاج ليبيا البترولي بنحو الثلثين . وتشير في ذلك الصدد مجموعة " جولدمان ساكس " إلي ان عمليات الخفض في حجم الانتاج قد أثارت مخاطر ارتفاعات في أسعار النفط كما ان اى حالات تعثر أخرى في الانتاج البترولي قد تحدث نقصا حادا في المعروض بأسواق البترول العالمية . ويرى مدير دراسات أسواق السلع لدى مصرف بي ان بي باريبا في لندن وذلك في تقرير أوردته شبكة بلوم برج ، أنه عند ظهور دور العامل الجيوسياسي من منطقة الشرق الأوسط وذلك في السوق البترولي ، فأن كل التقديرات التقليدية المتعلقة بتوقعات اتجاه الأسعار اعتمادا على عوامل العرض والطلب ، لا تصبح سارية المفعول . وقد ارتفع سعر خام برنت لعقود شهر أبريل الآجلة بنحو 8.54 دولار للبرميل او بنسبة 7.7 % مسجلا في بورصة البترول الدولية بلندن 119.79 دولار للبرميل وهو ما اعتبر أعلى مستوى للخام منذ 21 أغسطس 2008 . وتقدر ارتفاعات سعر خام برنت خلال الأسبوع الحالي بنحو 12 % . وارتفاع اليوم سعر النفط الخام لعقود شهر أبريل الآجلة في بورصة نيويورك للسلع وذلك بنحو 5.31 دولار أو 5.4 % مسجلا خلال التعاملات الاليكترونية 103.41 دولار للبرميل . وتشير تقديرات مصرف "باركليز كابيتال " " إلى إن نحو مليون برميل من الانتاج النفطي اليومي لليبيا ربما يكون قد توقف ، في الوقت الذي تقدر فيه " جولدمان ساكس " تراجع الانتاج الليبي بنحو 500 الف برميل يوميا . وعلى صعيد متصل يشير تقرير لوكالة الأنباء الكويتية "كونا" ، إلي إن هذا التأثير الكبير لليبيا على أسعار النفط يأتي لكونها تنتج كمية كبيرة تقدر ب 1.6 مليون برميل يوميا بما يعادل 2 % من الانتاج العالمي ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ان ما يزيد من حدة الأزمة ان النفط الليبي من النفوط النادرة الممتازة وهو النفط الخفيف المعروف بالحلو. وتشير تصريحات الخبراء إلى ان النفط الليبي لا يمكن تعويضه نوعيا وان كان يمكن تعويضه كميا حيث ان دول منظمة "أوبك" لديها قدرة إنتاجية تزيد عن الانتاج الحالي بما يقدر بين 5 إلى 6 ملايين برميل يوميا. وأضاف التقرير إن ما قد لا ينتبه اليه البعض في أهمية النفط الليبي ان المصافي الأوروبية التي تستورد هذا الخام لا يمكنها ان تعمل بكفاءة بنسبة مئة في المائة أو ما يعرف بالتشغيل الأمثل وستواجه مشاكل فنية إذا ما استخدمت في عملها نفوطا أخرى غير النفط الخفيف الحلو. وأضاف أنه على اقل تقدير قد تعمل هذه المصافي بكفاءة بنسبة 70 % علاوة على ان الدول المستوردة للنفط الليبي في أوروبا وأبرزها ايطاليا والمانيا وفرنسا سوف تعاني من تأخر وصول شحنات النفط بسبب بعد المسافة عن الدول المنتجة بعكس ليبيا. وأشار التقرير إلي انه من المتوقع ان تزداد أسعار النفط سخونة وارتفاعا بعدما أخذت الشركات النفطية العاملة هناك وأبرزها " توتال" الفرنسية في تصفية عملها هناك وترحيل ممثليها والعاملين لديها في الحقول النفطية الليبية تخوفا من تعرضهم لمكروه بعدما زادت حدة الاشتباكات بين المتظاهرين والنظام الليبي. وأضاف التقرير أنه بالرغم ان كبير الاقتصاديين في البيت الأبيض اوستان جلوسبي توقع ان الأسعار عند هذه المستويات لن تعوق الانتعاش الاقتصادي الا ان بعض الخبراء وبينهم كويتيون توقعوا ان تؤثر هذه الأسعار سلبا على الاقتصاد العالمي. وتتجه ألان الأنظار إلى منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" لاتخاذ قرارات بشأن زيادة انتاج أعضائها لكن مازال أعضاء في "أوبك" لا يرون ما يدفع لعقد اجتماع استثنائي قبل الاجتماع الرسمي المقرر في يونيو المقبل.