قال وزير الخارجية سامح شكري، انه تم التأكيد خلال زيارته لإثيوبيا أمس على مبدأ "الكل رابح" فيما يخص ملف مياه النيل بحيث يكون كل من الطرفين رابحا ولا يتم التأثير على مصالحه واحتياجاته. وأوضح شكري أن مبدأ الكل رابح هو مبدأ أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا هايلى ماريام دسالين خلال اجتماع القمة الذي عقد بينهما مؤخرا في "مالابو" على هامش القمة الإفريقية في أواخر شهر يونيو الماضي. وقال وزير الخارجية "هناك تفهم تام من الجانب الإثيوبي لما تشكله هذه القضية من ثقل وأنها جوهرية خاصة وأنها تتعلق بحياة المصريين, فاعتماد مصر علي مياه النيل شيء معروف ومعلوم للجانب الإثيوبي وكان أساس الحديث والحوار هو الإقرار بأن مصر لها حقوق مائية وهذا الاحتياج لمصر لا يمكن المساس به لارتباطه بحياة الشعب المصري, فهناك وسائل كثيرة للتعامل مع هذه الأمور بما لا يؤثر سلبا علي أيا من الطرفين, سواء فيما يتعلق باحتياج أثيوبيا للتنمية وتوليد الطاقة واحتياج مصر للمياه لتلبية احتياجات الشعب المصري في مياه الشرب والزراعة. وأكد وزير الخارجية أن هناك مجالات متعددة للتعاون بين مصر وأثيوبيا يجب تنميتها حتى يتم استخلاص مصلحة الشعبين ويتم تحقيق التنمية. جاء ذلك في تصريحات لوزير الخارجية سامح شكري الذي عاد إلى القاهرة في ساعة مبكرة من صباح اليوم "الجمعة " قادما من أديس أبابا وذلك تعليقا على نتائج زيارته الهامة لإثيوبيا. وكان شكري يرد بذلك على سؤال لموفد أنباء الشرق الأوسط حول ما كان يتردد سابقا عن انه في ملف مياه النيل بين مصر وإثيوبيا سيكون هناك طرف رابح وطرف خاسر, والآن بدأ يتردد مصطلح الكل رابح, فهل أصبح هذا المصطلح واقعيا الآن. وكان شكري قد التقى منتصف الليلة الماضية - للمرة الرابعة خلال يوم واحد - مع وزير خارجية إثيوبيا تيودروس ادهانوم الذي حرص على أن يكون في وداع وزير الخارجية المصري بمطار أديس أبابا قبيل مغادرته والوفد المرافق. وفى ذات السياق وردا علي سؤال حول ما إذا كانت هناك مؤشرات إيجابية لقرب التوصل لحلول فيما يتعلق بالمسائل الخلافية حول سد النهضة, قال شكري:"نحن لا نريد أن نقول أنها مسائل خلافية, فعلي مدي سنوات طويلة كانت هناك صعوبة في تناول قضايا تهم البلدين, ولكن تجاوزنا هذا، ونحن الآن نتحدث عن قضايا ذات أهمية للجانبين وكيفية توحيد الرؤى تجاهها من خلال الإطار العام الذي وضعه الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي خاصة فيما يتعلق بعد الإضرار بمصالح مصر المائية وتفهم مصر للاحتياجات الإثيوبية للتنمية, مضيفا "أن هذا الأمر يحتاج إلي تفاهم وتعاون وحوار مستمر سواء في الإطار الفني من خلال اللجنة الثلاثية حول سد النهضة, أو من خلال تناول هذا الموضوع من خلال المشاورات السياسية. وردا علي سؤال حول أبرز نقاط التقرير الذي سيقدمه شكري للرئيس عبد الفتاح السيسي عقب عودته للقاهرة, قال وزير الخارجية سامح شكري" بالطبع سيشمل الرسالة التي نقلتها من الرئيس السيسي إلي رئيس الوزراء الإثيوبي والأجواء الإيجابية التي كانت متمثلة في كافة مراحل الزيارة, فرئيس الوزراء الإثيوبي خلال لقائي معه كان حديثة قاطع وواضح وهو الذي صاغ ما تحدثت عنه من قبل, عندما قال "يجب أن نعتبر مصر وأثيوبيا دولة واحدة لا يفصلهما إلا واقع جغرافي, وهذا الواقع يتلاشي أمام الرغبة المشتركة في تدعيم العلاقات". وأكد شكري أن هذه روح طيبة وإيجابية نثمنها كثيرا, وقال "وبالتأكيد سيكون عندنا نفس التوجهات ونسير سويا إلي تحقيق مصالحنا المشتركة. كما أكد وزير الخارجية أنه وجد خلال زيارته للعاصمة الإثيوبية حفاوة وكرما وإخوة ورغبة حقيقية لإيجاد أفضل السبل لتدعيم العلاقات المصرية الأثيوبية والتشاور المستمر حول مختلف القضايا الإفريقية. واستطرد شكري في تصريحاته حول زيارته لأديس أبابا "أن مصر وأثيوبيا دولتان كبيرتان في القارة الإفريقية وتقع علي عاتقهما مسؤوليات خاصة في حفظ السلم والأمن في إفريقيا, مضيفا "أن الزيارة كانت فرصة طيبة للتشاور في مختلف القضايا التي تهم القارة الإفريقية والمشاكل التي تهم البلدين ومحاولة احتوائها والتوصل إلي حلول تؤدي للاستقرار وتنهي حالات الصراع". وأوضح الوزير سامح شكري أن مباحثاته مع المسئولين الإثيوبيين علي رأسهم رئيس الوزراء هايلى ماريام ديسالين تركزت حول العلاقات الثنائية بين القاهرةوأديس أبابا والتطور الكبير الذي شهدته منذ لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي, مشيرا إلي انه عقد لقاء خلال الزيارة مع السفير الأثيوبي في القاهرة محمود درير حيث تم تناول بعض الأفكار الخاصة بدعم العلاقات علي مستوي الشعبين المصري والإثيوبي. وقال شكري "أن وزير الخارجية الإثيوبي تودروس أدهانوم أحاطه علما بأن وفدا شعبيا أثيوبيا سيزور القاهرة خلال الأيام القادمة, مضيفا " أن هذا أمر طيب, والوفد سيضم قطاعات مختلفة من المجتمع الأثيوبي في مجالات الفكر والفن والسياسة , وهذا شيء يؤدي إلي التواصل والتعارف المباشر ويجعل هناك روابط. وأكد وزير الخارجية أن هناك الآن مرحلة لبناء الثقة لاستكشاف المواقف ولتحديد الأمور فيما يتعلق بوضع المصالح, كما أن هناك روحا ايجابية من الجانبين المصري والإثيوبي, ونوعا من المرونة للوصول إلي نقطة توافق والتعامل مع هذه الأمور علي انه لا بد أن نصل إلي تفاهم يؤدي إلي تحقيق مصلحة مشتركة. وقال الوزير سامح شكري "لن يحقق طرف شيئا علي حساب الطرف الآخر, ولا يجب أن تكون هذه هي العلاقة بين الجانبين, فيجب أن تكون هناك رعاية متبادلة لمصلحة كلا منا للآخر وتفاهم متبادل, فأنا ليست لدي غضاضة في أن يصل الأمر لأن يكون الوزير الإثيوبي متفهما لمصالح مصر والعكس صحيح يكون وزير الخارجية المصري متفهم للرؤية الإثيوبية ونصل إلي النقطة التي تحقق مصالح البلدين. وتابع شكري قائلا أمامنا خطوات ولقاءات متواصلة ومراحل مختلفة كلها ستكون مهمة في أن نظل نعمل في ظل هذه الروح ونتناول هذه القضايا بشكل موضوعي وبشكل فيه التناول الواقعي بدون الإفراط في التشبث بأي مواقف سابقة أو معطيات تجاوزتها معطيات العلاقة الجديدة التي نحاول الآن ترسيخها. وردا علي سؤال حول ما إذا كانت القاهرة ستجري مشاورات مع الجانب السوداني لإبلاغه بما دار في زيارة أثيوبيا , أكد وزير الخارجية أن السودان شريك رئيسي وكان متفاعلا في إطار اللجنة الثلاثية كما كان عنصرا إيجابيا فيها حيث تم التوصل إلي توافق ثلاثي وكانت المساهمة السودانية في هذا الأمر لها أهميتها ونقدرها كثيرا ونستمر في التعاون الثلاثي في هذا الإطار.