قال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن حركته تنتظر دعوة مصر لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي بشأن تثبيت وقف إطلاق النار. ونفى أبو مرزوق في تصريحات صحفية على هامش تفقده لجرحى الحرب الإسرائيلية، في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، مساء اليوم السبت، ما تناقلته وسائل إعلام عن تحديد موعد لاستئناف المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. وأضاف: "حتى الآن لا توجد أي اتصالات لاستئناف التفاوض في القضايا العالقة، لتثبيت وقف إطلاق النار، ونحن في انتظار دعوة الجانب المصري لاستئناف المفاوضات". وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية قد كشفت اليوم على لسان مصادر فلسطينية وصفتها بالمطلعة، عن موعد استئناف المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي منتصف الأسبوع الجاري للنظر في القضايا العالقة. وأشار أبو مرزوق، إلى أن التهدئة، ووقف إطلاق النار، لا علاقة لهما باستكمال القضايا العالقة، كالحديث عن الميناء البحري، وإعادة بناء المطار. واستدرك بالقول: "كافة القضايا العالقة سيتم، بحثها مع الجانب المصري". وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، وهي الهدنة التي اعتبرتها فصائل المقاومة الفلسطينية في بيانات منفصلة "انتصار"، وأنها "حققت معظم مطالب المعركة مع إسرائيل"، ورحبت بها أطراف دولية وإقليمية. وتتضمن الهدنة، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، وقف إطلاق نار شامل ومتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الإعمار. كذلك تشمل توسيع مساحة الصيد البحري إلى 6 أميال، واستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى (الأسرى والميناء والمطار)، خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار. وجاءت هذه الهدنة، بعد حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، واستمرت 51 يوماً، أسفرت عن مقتل 2145 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير الآلاف من المنازل، بحسب إحصاءات فلسطينية رسمية. في المقابل، قتل في هذه الحرب 66 جندياً، و4 مدنيين من الإسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، بحسب بيانات إسرائيلية رسمية، فيما يقول مركزا "سوروكا" و"برزلاي" الطبيان (غير حكوميين) إن 2522 إسرائيلياً بينهم 740 جندياً تلقوا العلاج فيهما خلال فترة الحرب. وفي سياق آخر، رفض أبو مرزوق تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حول وجود حكومة ظل في قطاع غزة تديرها حركة حماس. وتابع:" ليس هناك أي حكومة ظل في غزة، لسبب بسيط، هو غياب حكومة التوافق الوطني". كما رفض اتهام الرئيس عباس لحركته بأنها تريد جعل قرار "السلم والحرب" بيدها، مشيرا إلى أن قرار الحرب ضد قطاع غزة أصدرته إسرائيل، وأن حركته جاهزة في أي وقت للدفاع عن الشعب الفلسطيني. وكان الرئيس عباس، قد صرح في لقاء مع تلفزيون فلسطين، مساء الخميس، أن قرار الحرب والسلم ليس بيد فصيل واحد، وإنما بيد القيادة، وإذا كانت حماس تريد أن يكون قرار السلم والحرب بيدها فلتتصرف وحدها. وأضاف: "يوجد في قطاع غزة، حكومة ظل"، مشيرا إلى أنها "إذا استمرت فليس هناك وحدة".