يحكى أن مظاهرة خرجت في إحدى الدول العربية بمناسبة ذكرى وعد بلفور، وكان المتظاهرون يصرخون ويكررون هتافا واحدا «فليسقط وعد بلفور»، ولما كان من المعتاد أن يخرج مع المظاهرات رجال أمن سريون يحثون الناس على المشاركة لزيادة حجمها أمام الكاميرات، اضطر رجل بسيط و«ثقيل سمع» ان يغلق دكانه ويشارك في المظاهرة وهو يهتف «فليسقط واحد من فوق»، فهكذا هو سمع الهتاف بسبب ثقل سمعه! تروى هذه الحكاية الطريفة على سبيل توضيح فكرة ان العديد من الناس العرب يرددون كلاما دون معرفة فحواه أو معناه، بل وفي بعض الأحايين يقولون كلاما يصب في مصلحة خصومهم لا في مصلحتهم، أو تشيع بينهم مفردة تكون محط استهجان أو استحسان من قبل الجميع دون أن يدرك أحد حقيقتها، والمثل يتجلى في كلمة صهيون وصهيوني! يقع جبل صهيون في القدس، وهو موقع مقدس في الديانات الثلاث، حيث يعتقد اليهود أنه يضم قبر الملك داود، والمسيحيون يؤكدون أنه المكان الذي حلَّ فيه الروح القدس على التلاميذ وبدأت حياة الكنيسة، والمسلمون الاوائل بنوا مسجدا في جبل صهيون، كما توجد في بعض الدول العربية «آل صهيون» الكرام، عائلات صهيونية منسوبة لهذا الجبل او لجبل آخر في اللاذقية يحمل الاسم ذاته، وكل من انتسب لهذه المواضع العربية هو «صهيوني». نقلا عن " الانباء " الكويتية الحركة الصهيونية حركة سياسية تطالب اليهود بالعودة إلى جبل صهيون وإقامة دولة إسرائيل، وكل من يصف اليهود في العالم بالصهيونية هو لا يفعل أكثر مما تنادي به هذه الحركة السياسية (!) أما «صهيون» فاسم لمواقع عربية وناس عرب.