بين حرب ضروس أتت على الأخضر واليابس وتضييق وحصار صهيوني و آخر عربي أغلق معابره أمام مصابيهم وجرحاهم ونسائهم وكهولهم – إلا من رحم ربي - يعيش الفلسطينيون سنين عجاف ، سجلتها قوائم قتلاهم ومصابيهم وصور العالقين الذين ينتظرون الغوث والمدد على أسوار المعابر . رفح المصرية تم تشيد المعبر بعد الاتفاق المصري الإسرائيلي للسلام سنة 1979 , وانسحاب الإسرائيليين من سيناء عام 1982 , وظلت تديره هيئة المطارات الإسرائيلية إلى 11/9 /2005, حيث رفع الكيان الصهيوني سيطرته عن قطاع غزة , وبقي مراقبون أوربيون لمراقبة الحركة على المعبر. بداية المعاناة كانت بداية المأساة لأهالي مدينة رفح عندما احتلت إسرائيل كلا من قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية سنة 1967 . وبالتالي لم يكن يفصل بين رفح المصرية والفلسطينية أي حدود، وتشكلت علاقات اجتماعية كبيرة بين سكان رفح المصرية والفلسطينية. وبعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 وتنفيذ الشق الخاص برسم الحدود الفلسطينية المصرية تم فصل رفح المصرية عن رفح الفلسطينية وبالتالي تم تشتيت العائلات وفصلهم عن بعضهم البعض مما أدى إلى خلق كارثة إنسانية وخاصة بعد أن تحكمت إسرائيل بمعبر رفح وأصبحت القوات الإسرائيلية تمنع مرور الفلسطينيين من خلال هذا المعبر. سكان غزة قالت رشا جمال (من غزة) طالبة دراسات عليا بكلية الهندسة , جامعة الإسكندرية ," لمحيط " أن دراستها في الجامعة كانت تبدأ في 15 /9/2013 , فذهبت في شهر 8 لاتخاذ الإجراءات اللازمة للسفر عبر معبر رفح , إذ أنه لابد من التسجيل للسفر قبلها بشهر , فأخذت السلطات المصرية تماطل وتتحجج – على حد قولها - بتعطل أجهزة الحاسوب , وانه لا يمكن لأحد أن يسجل للسفر قبل شهر 10 , إلى أن استطاعت تسجيل اسمها في 22/10 , وعندما قررت السفر في الميعاد المحدد لها , لم تستطع , نظرا لأن السلطات المصرية , لم تسمح إلا بدخول أعداد قليلة فقط من المعبر – بحسب قولها - لم تكن هي منهم , وتكرر هذا الأمر عدة مرات , إلى أن استطاعت في النهاية دخول مصر في 8/12 , بعد انتهاء السنة الدراسية , ومع ذلك تطلب منها إدارة الكلية دفع رسوم السنة التي لم تدرسها لم تقتصر معاناة أهل غزة على حالة (رشا ) فقط , بل تمتد لتشمل آلاف الفلسطينيين، من بينهم مئات العالقين في الأراضي المصرية في انتظار عودتهم إلى القطاع، ومئات العائلات المقيمة في الخارج ووصلت إلى غزة لزيارة الأهل، ومئات الطلبة في جامعات الخارج، سواء من هم في طريق العودة إلى القطاع أو ممن ينوون مغادرته بعد قضاء إجازاتهم مع ذويهم. الإسرائيليون يدخلون مصر بدون تأشيرة أو رسوم المحلل السياسي الفلسطيني عبد القادر ياسين قال لشبكة الإعلام العربية "محيط" بأنه لا يسمح بدخول أي شخص من المعبر إلا من يحمل تأشيرة للدخول إلى مصر , وحتى من يحمل تأشيرة يتركوه عند الجانب المصري من المعبر لساعات قبل أن يسمحوا له بالدخول , وبعد أن يدفع رسوم 165 جنيه عند دخول مصر , ونفس المبلغ عند الخروج منها , علما بأن معبر طابا مفتوح للإسرائليين 24 ساعة بدون تأشيرة وبدون رسوم , وبدون مكوثهم لمدة طويلة أمام المعبر, فقط دقائق . كما أكد أن المعبر يُفتح لحملة الجوازات غير الفلسطينية ويُمنع الفلسطينيون تماما من دخول مصر في الوقت الحالي , فيما عدا عدد من الجرحى , أودع معظمهم في العريش , ثم نقلوا إلى القاهرة . تلك الازدواجية في المعاملة , يؤكدها الأكاديمي المصري د. حسن نافعة فعندما سأله صحفي أميركي , كيف تسمحون ل 6 سفن إسرائيلية محملة بالسلاح أن تمر بقناة السويس إلى إسرائيل ., فقال له هذا معبر دولي لا نستطيع أن نتحكم فيه , فقال له معبر رفح أيضا معبر دولي لماذا تتحكمون فيه على هذا النحو ؟ فلم يستطع نافعة الرد على سؤال الصحفي ! وعلى صعيد أخر قال سامح شكري وزير الخارجية المصري، إن معبر رفح لم يُغلق في أي مرحلة من المراحل وأنه مفتوح بصفة دائمة، مؤكدًا أن التكرار المتعمد من قبل العديد من الأطراف في اختزال الحظر القائم على غزة فقط من خلال معبر رفح إغفال متعمد أن الحصار مفروض من سلطة الاحتلال، موضحًا أن إسرائيل تتحكم في 6 معابر وهى مسئولة عن فتحها أو إغلاقها .