أعلنت السلطات المصرية أنها قررت فتح معبر رفح مع قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل "بشكل يومي" وذلك بداية من السبت المقبل؛ فالسلطات قررت فتح معبر رفح من الساعة التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء و"بشكل يومي ما عدا يوم الجمعة والإجازات الرسمية للدولة وذلك اعتباراً من يوم السبت 28 مايو/أيار الحالي". وأوضحت أن فتح المعبر يأتي "في إطار الجهود المصرية لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وإتمام المصالحة الوطنية". وذكر مصدر مصري أن هذه الآلية تنص على الإعفاء من شرط الحصول على تأشيرة مسبقة لكل من السيدات الفلسطينيات بمختلف أعمارهن، والذكور أقل من 18 عاما وأكثر من 40 عاما والأبناء القادمين برفقة والديهم والمعفيين من شرط الحصول المسبق على تأشيرة دخول، بحسب تقرير لوكالة "معا" الفلسطينية. وأضاف المصدر أنه سيسمح أيضا طبقا لهذه الآلية للأسر الفلسطينية القادمة للمرور من وإلى قطاع غزة مع ضرورة حملهم لجوازات سفر وهوية فلسطينية، والقادمون للدراسة شرط تقديمهم ما يفيد ذلك، والقادمون عبر منفذ رفح للعلاج بموجب تحويل طبي. وأوضح المسؤول أن الأعمار من 18 عاما وحتى 40 عاما يجب عليهم الحصول على تنسيق مسبق من السفارات المصرية في الخارج أما القادمون إلى مصر من قطاع غزة والضفة الغربية فعليهم الحصول على تنسيق من السفارة المصرية في رام الله. أما الذين لا تنطبق عليهم شروط الدخول المشار إليها سابقا، فتتولى السفارة الفلسطينية في القاهرة التنسيق مع الجهات المعنية في مصر لنقل هؤلاء من وإلى قطاع غزة. وحول دخول الفلسطينيين القادمين من ليبيا نتيجة للظروف الحالية، قال المسؤول المصري إن السلطات في مصر مستمرة في تطبيق القواعد الخاصة بدخول هؤلاء والتي تقضي بالحصول على تأشيرة دخول مسبقة لكافة الفئات العمرية. وفي المقابل ذكرت تقارير إخبارية إسرائيلية أن قرار مصر بفتح المعبر فاجأ الحكومة الإسرائيلية، وستكون له تداعيات كبيرة علي توازن القوى في المنطقة . وأشار السفير السابق عبد الله الأشعل،أن النظام السابق كان يجامل إسرائيل علي حساب الفلسطينيين من خلال إغلاق معبر رفح المستمر. وأضاف الاشعل أن لمصر الحق السيادي في فتح وإغلاق المعبر، ولا يحق لإسرائيل أن تتدخل في مساءلة فتح المعابر حتى لا تعتبرها القاهرة تدخلا في شؤونها الداخلية، فمصر لا يمكنها المشاركة في حصار قطاع عزة الذي يعد جريمة دولية. واستنكر الاشعل كلام تل أبيب حول فتح معبر رفح، حيث تدعى انه يساهم في تهديد امن الشعب الإسرائيلي، وتساءل هل يجوز إبادة شعب غزة عن طريق الحصار من اجل الحفاظ علي امن إسرائيل؟!. وأشار الاشعل أن قرار مصر بفتح معبر رفح يعتبر إحباطا ناجحا للمخطط الصهيوني الذي يهدف إلي تجويع وإبادة أهالي قطاع غزة من خلال الحصار، مضيفا ان المجتمع الدولي والرباعية الدولية كانت تناشد إسرائيل بفك حصار غزة وكانت لا تستجيب. ومن جهة أخرى أوضح حاتم عويضة مدير هيئة المعابر والحدود في قطاع غزة، ان أهالي القطاع يعيشون في ذل ومهانة ولا يمكن لهم العيش بحرية وكرامة في ظل استمرار الحصار، وذكر أن إسرائيل فوجئت بقرار فتح المعبر، بسبب خروج مصر من التبعية الإسرائيلية . وأشاد عويضة بالتغير في السياسة الخارجية المصرية، وذلك من خلال عدم المشاركة في الحصار و فتح معبر رفح بصورة كاملة مع غزة، بالإضافة إلي عدم انخداعها بالحجج الإسرائيلية المطالبة بغلق المعبر. وعلي المستوى الفلسطيني أعرب رئيس دائرة شئون المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ان القيادة الفلسطينية تثمن قرار الأشقاء المصرين تجاه الشعب الفلسطيني المحاصر بفتح معبر رفح بشكل دائم. وقال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن ان فتح المعبر خطوة جادة من الحكومة المصرية من شأنها تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.