اتهم إيزيديون نازحون من قضاء سنجار بمحافظة نينوى، شمال العراق، تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ومسلحين سنة متحالفين معه بتخيير أهالي القضاء (الذي سيطروا عليه الأحد الماضي) من الإيزيدين بين اعتناق الديانة الإسلامية أو مواجهة عقوبة القتل. وفي بلدة شيخان (شرقي الموصل)، ذات الأغلبية الإيزيدية، والتي تحوي معبد "لالش" أهم مزار للديانة الإيزيدية في العالم والخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة (جيش شمال العراق)، تحدث إيزيديون نازحون من سنجار إلى مراسل الأناضول، بغضب ومرارة عن وقائع رأوها بأم أعينهم في الأيام القليلة الماضية في المناطق التي نزحوا منها، مبدين امتعاضهم من تعرّضهم للإهمال وتركهم فريسة سهلة للمتطرفين. وفي التلال المحيطة ببلدة شيخان، تبحث العائلات النازحة عن ظل شجرة تقي بالدرجة الأولى الأطفال حر الصيف في بيئة شبه صحراوية، والكثير يضطرون إلى وضع ستائر وخيام بسيطة لنفس الغرض، بحسب جولة لوكالة "الأناضول". وفي حديث مع أحد المشرفين على استقبال النازحين (من أهالي شيخان)، قال إنه وحده استقبل ما لا يقل عن 500 عائلة، مشيرًا إلى أن عدد النازحين يزداد باضطراد. من جانبه، قال خالد صباح، الذي نزح من سنجار نتيجة هجمات عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" من سنجار ويقيم اضطراريا في معبد لالش :"لو أن قوات البيشمركة سلمتنا الأسلحة لدافعنا عن سنجار، ولما سمحنا لعناصر الدولة الإسلامية بالدخول إلى سنجار". وأشار صباح إلى أن "عناصر داعش والمسلحين المتطرفين من خلال مكبرات الصوت يعلمون الأهالي بالخيار بين اعتناق الإسلام أو مواجهة عقوبة القتل، وهذا ما يسبب الرعب هناك". والتقط طرف الحديث أحد رجال الدين في معبد "لالش" قائلاً إن المسلحين المتطرفين المسلحين بعد قتلهم عشرات الرجال من أهالي سنجار قاموا أيضا بأخذ عدد مماثل من النساء معهم كسبايا. وأضاف رجل الدين الإيزيدي لوكالة "الأناضول"، مفضلا عدم نشر اسمه :"نزح عشرات الآلاف من أهالي سنجار إلى الجبل (سنجار) خشية الوقوع في أيدي العناصر المتطرفة، وهناك مخاوف كبيرة من وقوع كارثة إنسانية هناك". ويقع جبل سنجار في غرب محافظة نينوى هو عبار عن ارتفاعات بطول 70 كم تحيط به أراضٍ منبسطة شبه صحراوية من جميع الأطراف، والتي سيطرت عليها الجماعات المتشددة يوم الأحد الماضي، والغالبية الساحقة من سكان المنطقة هم من الكرد الايزيديين، بالإضافة إلى اقلية مسلمة من الشيعة والسنة من العرب والكرد. ويحد قضاء سنجار من الناحية الشرقية قضاء تلعفر ذات الغالبية التركمانية المسلمة بغالبية شيعية بالاضافة إلى أقلية سنية، وقد نزح التركمان الشيعة من تلعفر عقب سقوط مناطقهم بيد مسلحي الدولة الإسلامية. ويعتقد الإيزيديون أن اللجوء إلى معبد لالش سيحميهم من التهديدات، ولا يمكن للعناصر المتطرفة الوصول إليهم هناك، ويؤمنون أن الله سيجعل المعبد (لالش) ورجال الدين الصالحين حصنا حولهم ويحميهم، بحسب النازحين. رجل دين إيزيدي آخر في معبد لالش بعد أن أكد أن تصريحه للإعلام ليس إلا لحماية أتباع الديانة، قال: "الإيزديوين لن يبدلوا دينهم الذي ورثوه عن أجدادهم، حتى وإن كلفهم ذلك حياتهم". ووجّه رجل الدين الإيزيدي، خلال حديثه للأناضول، مفضلا عدم نشر اسمه، انتقادات لاذعة للمسؤولين في إقليم شمال العراق، والمنظمات الدولية المعنية، قائلا: "لم تُقدم خدمة مناسبة للنازحين، وما المنظمات الدولية الإنسانية إلا أسماء ولم نر أيا منها على أرض الواقع". وخلال كلمة لها بالبرلمان الثلاثاء الماضي، قالت النائبة فيان دخيل، عن المكون الإيزيدي من التحالف الكردستاني، إن المسلحين قتلوا 500 رجل إيزيدي على الأقل وأخذوا النساء والأطفال كعبيد ليبيعوها في سوق النخاسة قبل أن تنهار وتجهش بالبكاء خلال إلقاء كلمتها. وبحسب شهود عيان فإنه عقب سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ومتحالفين سنة معه على قضاء سنجار ( المعقل الرئيسي لأتباع الديانة الإيزيدية ) قاموا بقتل الكثير من الأهالي واختطفوا النساء كسبايا وأخذوا الأطفال كأسرى وغنائم الحرب، وهناك عشرات الآلاف من الأهالي الذين نزحوا إلى جبل سنجار وبقوا محاصرين فيه.