بالرغم من الاطفال هم المستقبل والامل وهم الشريحة العريضة من سكان هذا الوطن.. إلا أننا نتعامل معهم بكل اهمال وتخلف ودون اي تنمية لمهارتهم بأى شكل من الاشكال. ما حدث في "دار ايتام مكةالمكرمة" يحدث في اماكن كثيرة في كل انحاء الجمهورية منها المدارس والورش التي يعمل فيها الاطفال بالمخالفة للقانون الذي لا احد يفعل قوانينه، وهذا الموضوع سنتناقش فيه يوميا او ثلاثة ثم لا نهتم الا بعد وقوع كارثة اخري. المصيبة الاساسية هي غياب الاشراف الرقابي من قبل مؤسسات الدولة كمثل باقي القطاعات التي تعاني من الاهمال والاشراف الغير موجود على الاطلاق.. واذا كان موجودا فهو روتيني ليس اكثر ولا اقل ولا لدية السلطة التي تأمر باغلاق او تعليق تصريح الجمعية او الغلق المؤقت. التحويلات التي تتم للجمعيات الاهلية يجب ان تكون تحويلات بنكية الا أن غالبية دور الايتام التي تتبع توجهات بعينها لا تلتزم بالتحويل البنك الذي يمكن الرقابة على مصادر الدخل والانفاق مما يجعلها تتلقي تبرعات بشكل شخصي من جهات اغلبها خليجية وعربية وفي هذه الحالة تكون هذه الاموال خارج نطاق الرقابة، وتعتمد اغلب دور الايتام على هذا النوع المخالف من التمويل ان لم يكن مشبوها. في الحقيقة يجب التفريق بين الايتام واللقطاء لان هذه الدور هي لرعاية اللقطاء الذين يتم العثور عليهم اطفال رضع في مقالب الزبالة وفي المستشفيات الصغيرة وبجوار دور العبادة، ويتم تسليمهم للدار بموجب محضر رسمي. الواقع في بعض الجمعيات الاهلية الصغيرة وهنا ليس الكل ولكن البعض فقط يعتمد في تمويله على جزء كبير من استغلال الاطفال سواء في تشغليهم بالمخالفة للقانون والبعض الاخر يعتمد ايضا على الاتجار في اعضائهم البشرية من خلال عدد من المستوصفات المشبوهة وهذا موجود بشكل كبير في عدد من المحافظات الصغيرة ودور الايتام الملحقة بمستوصفات بالمناطق الشعبية، لان باختصار شديد ليس لهم من يبحث عن حقوقهم. هذا المقال ليس تشويها لدور الايتام في مصر فيوجد عدد كبير جدا لدور الايتام في مصر تعتمد على تمويل مشروع وتقوم بالعمل بشكل شريف جزاهم الله خيرا ما هو مقصود هنا هو الدور التي تديرها ادارات مشبوهة كمثل التي وقع فيها المشكلة الاخيرة اسامة غير مؤهل اصلا لادارة دار للايتام ومن سهل له هذا انشاء الدار هو ثري سعودي والدة اسامة كانت تعمل لدية خادمة في المملكة العربية السعودية، بالاضافة لعدد من العلاقات مع اعضاء الحزب الوطني. فكل من يعرف اسامة قبل الثورة كان يعرف انه لدية علاقات قوية داخل القسم والمرور وما شابة ذلك، بالاضافة لسوء سمعته واتهامة في اكثر من قضية وتزويره لعدد من المستندات. المفاجئة الاكبر وهي أن مدام الهام شريكته في تأسيس الدار التي كان يدر عليهم دخلا عظيما، اقامت عليه قضية خلع منذ ما يقارب العام وحكم لصالحها، أى هي طليقته وليست زوجته كما تدعي على شاشات التليفزيونات المختلفة في محاولة ناجحة لها للترويج على دار الايتام الذي قامت بانشائه مؤخرا وكانت تحاول ان تضم الاطفال لها وكأنه حقا مكتسبا. ارجو من الجهات المعنية الكشف البدني والنفسي على الاطفال الذين اغلبهم اصلا من الفتيات. بالاضافة إلى ما سبق اين الدور الرقابي لوزارة الشئون الاجتماعية على الجمعيات الاهلية ودور الرعاية المختلفة فمنذ شهور انتشر عدد من الفيديوهات الخاصة بتعذيب مدمني مخدرات داخل مصحة نفسية الا ان الموضوع لم يأخذ نفس الصدي الدائر حاليا.. كما أن ما لم يتم تصويره هو ما ابشع. والرقابة الدورية والمفاجئة هي الحل والتفتيش على كل شئ وليس فقط مصادر التمويل والانفاق ودفاتر الجميع يعرف من يقوم بتظبيطها من محاسبين قانونيين عديمي الضمير الذين يعاونون مجموعة من عديمي الضمير في تسهيل استغلال الاطفال تحت عناونين "دار الايتام".