كتبت مرارا وتكرارا عن أطفال دور الأيتام الذين تتم المتاجرة بهم وعلي حسابهم لجمع التبرعات والحصول علي أموال الزكاة والصدقات. وقلت إن أفضل تجارة عند البعض حاليا هي فتح أو إنشاء دار باسم رعاية الأيتام والحصول علي عدة لقطاء من الوزارة المختصة وجمع التبرعات بدعوي مساعدتهم وتعليمهم وإيجاد الأسر التي تتولي رعايتهم وكفالتهم. وانتظرت أن يكون هناك مسئول يستطيع أن يقدم لنا شرحا أو تفسيرا عن آلية عمل هذه الدور وكيفية ممارسة الرقابة عليها خاصة علي ما تجمعه من أموال وتبرعات.. ولكن أحدا رغم عنف ما وجهته من اتهامات لم يتحرك ولم تبادر دار واحدة لرعاية الأيتام إلي توضيح موقفها أو تقديم كشف حساب لحجم ما تقوم به من عمل وما حصلت عليه من تبرعات. وقلت إن الأمر كله محير ومشبوه ومثير للتساؤل خاصة مع هذا الانتشار الكبير المفاجئ في كل مكان لدور الأيتام في كل الأحياء والمحافظات وكأن الأيتام في مصر لم يكن لهم وجود من قبل..! والآن جاء وقت الحقيقة وبدأت الشكاوي تأتي من داخل هذه الدور وأمر المستشار عبد المجيد محمود النائب العام بإجراء تحقيقات فورية حول تعرض الأطفال المقيمين بمؤسسة ليلة القدر للأيتام للمعاملة المهينة والعنف والإهمال من قبل القائمين علي هذه المؤسسة، وانتدبت النيابة العامة الطبيب الشرعي للانتقال إلي المؤسسة لتوقيع الكشف الطبي علي أطفال المؤسسة لبيان ما بهم من إصابات وتعديات. ونحن نأمل أن يمتد التحقيق إلي باقي دور رعاية الأيتام، وأن تقوم لجنة من المجلس القومي للطفولة والأمومة بزيارة هذه الدور والاطلاع علي ما فيها من تجاوزات وانتهاكات، فالأمر المؤكد أن النتائج ستكون مذهلة، وما ستكتشفه سيكون مروعا وسيشكل صدمة للرأي العام الذي كان يعتقد أنه يساعد الأيتام بينما الحقيقة أنه يساعد علي الاتجار باللقطاء وتعذيبهم..! [email protected]