الطعام يحتل مكانة كبيرة خلال شهر رمضان في ماليزيا كوالالمبور 6 تموز/يوليو (د ب أ)- في كشك خاص به خارج مسجد في وسط كوالامبور، وقف رضوان بكري وهو يمسح عرقه من جبهته قبل أن يضع عودا طويلا آخر من قصب السكر في إحدى آلات عصر قصب السكر. وهناك كانت تقف والدته إلى جانب الابربق البلاستيك شبه الخاوي الذي لم يمتلأ بعد بالعصير للزبائن في جيب كامبونج بارو الذي يقطنه مسلمو الملايو حيث أنه لم يتبق وقتا طويلا على موعد الافطار. وقال رضوان /20 عاما/ وهو يصب العصير الطازج في الابريق "عصير القصب مناسب جدا بعد الصيام، فإنه لا يرهق المعدة". وأضاف "حتى عندما كنت طفلا، كنت أساعد والدي في بيع عصير القصب خلال شهر رمضان. فهو يدر علينا عائدا جيدا". لكن سرعان ما تختفي الرائحة الطيبة لعصير القصب بسبب الرائحة القوية للحم الماعز المتبل داخل الخبز الهندي في الكشك المجاور. وتصطف مئات من الاكشاك الاخرى في الشوارع، مستعدة لجذب الزبائن من خلال روائح الثوم والبصل السوتيه والتوابل المقلية واللحم والسمك المشوي، والتي تنبعث جميعها في الجو الحار المليء بالرطوبة. وقال مسلمين عبد الرحمن وهو يحمل حقيبة بلاستيكية مليئة بالدجاج المقلي واللفائف المحشوة والسمك المشوي مع صلصلة الفلفل الحار "اشتريت هذا الطعام لاسرتي حتى نتناوله سويا عند الافطار. والافطار شكل من أشكال الاحتفال". وكتب زايد محمد مستشار الشؤون الاسرية في عمود له في صحيفة "نيو ستريتس تايمز" اليومية الانجليزية معلقا على البازارات المنتشرة في ماليزيا "من الشائع أن نرى زائرين يغادرون بأكياس من الاطعمة كما لو كانوا يشترون للحي باكمله". لكن ذكرت نورهايني قاسم صاحبة كشك أن بازارات الغذاء جزء من الاسلوب الذي تحتفل به ماليزيا بشهر رمضان ولا تلهي المسلمين عن أداء الفروض خلال الشهر. وأضافت "يحب الماليزيون الطعام. اتذكر إنه عندما كنت صغيرة كنا نبيع الطعام خلال رمضان". ويبدو أن الحكومة تقر ذلك حيث يبدو المركز الاسلامي للسياحة في ماليزيا سعيدا بدعم البازارات كمقصد سياحي في البلد الذي تهيمن عليه أغلبية إسلامية. وذكر المركز في الدليل الخاص به "ربما الجانب الاكثر خصوصية وتميزا في رمضان في ماليزيا هو البازارات الرمضانية التي يمكن رؤيتها في كافة أرجاء البلاد تقريبا والتي تقدم مجموعة متنوعة للغايةمن أشهى المأكولات". وعلى بعد أمتار فقط من مدخل البازار، سرعان ما بدأ زارجان شريف طالب الدراسات الاسلامية وزملائه إفطارهم بطبق من العصيدة وقطعة من فطيرة الدجاج والبلح وعصير البرتقال البارد. وقال شريف "الطعام شيء ثانوي في شهر رمضان. فإن علاقتنا بالله وبأسرتنا وجيرانا دائما ما تأتي في المقام الاول". وبعد أن تناول الافطار وقبل أن يبدأ الصلاة، توجه زارجان إلى الشارع مع اثنين من زملائه وهو يحمل طبقا كبيرا مليئا بأكياس العصيدة ليعطيها للمارة مجانا