قال جيتاجو ردا، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإثيوبي إن "مصر والسودان ستكونان أكثر المستفيدين من سد النهضة الذي تبنيه بلاده"، مؤكداً أن السد لن يلحق أية أضرار بمصر. وكشف "ردا" في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية "اليم اخميس" عن اتفاق تم بين رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائهما الأسبوع الماضي على بدء التفاوض بين البلدين حول السد من خلال اللجنة الثلاثية التي تضم مصر وإثيوبيا والسودان. وقال إن "رئيس الوزراء الإثيوبي أكد أن مشروع سد النهضة الهدف منه هو "تعزيز التنمية في البلاد وليس لإلحاق الضرر بدول المصب". والتقى ديسالين والسيسي الأسبوع الماضي على هامش القمة الأفريقية التي عقدت في ملابو عاصمة غينيا الاستوائية، واتفقا على حزمة من الإجراءات فيما يتعلق باستخداماتهما المائية أهمها أن "الحكومة الإثيوبية تلتزم بتجنّب أى ضرر محتمل من سد النهضة على استخدامات مصر من المياه، كما تلتزم الحكومة المصرية بالحوار البناء مع إثيوبيا، والذى يأخذ احتياجاتها التنموية وتطلعات شعب إثيوبيا بعين الاعتبار"، بحسب بيان للخارجية المصرية. وأعرب المتحدث باسم رئيس الوزراء الإثيوبي، عن ارتياح بلاده من لقاء ديسالين والسيسي على هامش القمة الإفريقية التي عقدت في غينيا الاستوائية الأسبوع الماضي. وقال "ردا" إن "الرئيس المصري تبنى مبدأ الحوار وتبادل المصالح المشتركة بين البلدين، ورئيس الوزراء الإثيوبي بادله بنفس الشعور المشترك، وأكد له رغبة بلاده الصادقة لبناء علاقات مبنية على التفاهم وتبادل المصالح". وأضاف أن "لقاء رئيس الوزراء والرئيس المصري تطرقا كذلك إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية وتم تبادل وجهات النظر حولها"، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي طمأن الرئيس المصري أن السد لن يلحق أية أضرار لمصر والسودان. وأضاف إن رئيس الوزراء الإثيوبي والرئيس المصري اتفقا على العمل بصورة مشتركة في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، متوقعا حدوث نقلة كبيرة في مصير العلاقات الإثيوبية المصرية. وشهدت الأشهر الأخيرة توترا في العلاقات بين مصر وإثيوبيا، مع إعلان الأخيرة عن بدء بناء مشروع سد النهضة، الذي تثور مخاوف داخل مصر بشأن احتمال تأثيره على حصتها السنوية من مياه النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب، وتأثيره على أمنها القومي في حالة انهياره. لكن في الأسابيع الأخيرة تبادلت القاهرةوأديس أبابا تصريحات ودية بشأن الخلاف بينهما، وسط آمال مصرية في إنهاء أزمة سد النهضة، لاسيما في ظل مشاركة وزير خارجية إثيوبيا في مراسم تنصيب السيسي رئيسا، في الثامن من الشهر الجاري، وتوجيه أدهانوم دعوة إلي السيسي لزيارة إثيوبيا. وعقب قيام أديس أبابا بتحويل مجرى النيل الأزرق، أحد روافد نهر النيل، في مايو 2013، وذلك ضمن إجراءات بناء سد النهضة، أصدرت لجنة خبراء دولية تقريرًا أفاد بأن هناك حاجة لإجراء مزيد من الدراسات بشأن آلية بناء السد، حتى يمكن تقدير الآثار المترتبة على بنائه ثم تحديد كيفية التعامل معها، وفقا للحكومة المصرية. وتكونت اللجنة من 6 أعضاء محليين (اثنين من كل من مصر والسودان وإثيوبيا)، و4 خبراء دوليين في مجالات هندسة السدود وتخطيط الموارد المائية، والأعمال الهيدرولوجية، والبيئة، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للسدود. وتم عقد عدة لقاءات تفاوضية بين الجانبين الإثيوبي والمصري شاركت فيها السودان، كان آخرها في الخامس من شهر يناير الماضي بين وزراء مياه السودان ومصر وإثيوبيا، بالعاصمة السودانية الخرطوم. لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق حول مقترح تشكيل لجنة ثلاثية تتولى تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية الخاصة بسد النهضة، وورقة مبادئ بشأن تعزيز بناء الثقة بين الدول الثلاث بشأن بناء السد.