سامح راشد: الخارجية المصرية فشلت في إقناع المجتمع الدولي بثورة 30 يونيو إبراهيم يسري: مصر ارتكبت أخطاء جسيمة في إدارة أهم الأزمات الخارجية جمال بيومي: التنظيم الدولي للإخوان استطاع تشويه صورة 30 يونيو واجهت الخارجية مشاكل عقب ثورة ال30 من يونيو والإطاحة بالرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، وتراجع مستوى العلاقات مع الدول الخارجية. وانقطعت العلاقات الخارجية بشكل نهائي مع تركيا، تمثل ذلك في سحب السفير المصري من تركيا وإبلاغ السفير التركي في القاهرة أنه شخصا غير مرغوب بوجوده في مصر. كان لزاما علي الخارجية المصرية وضع تفسير انتقال السلطة في 3 يوليو للعالم الخارجي علي قمة أولوياتها لان هذا كان يمثل المعضلة في منعطف تراجع العلاقات المصري الخارجية إلى الخلف. الاتحاد الأفريقي وقال سامح راشد المحلل السياسي والاستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إن تعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي حتى وجود رئيس منتخب كان أمرا معروفا ومن احد الثوابت لدي الاتحاد الأفريقي رفض الانقلاب أو تغيير الأنظمة بشكل غير ديمقراطي أو بالقوة، ويؤدي تلقائيا إلى اتخاذ الاتحاد هذا القرار ومصر لم تكن البلد الوحيد الذي تعرض لهذا القرار. وأوضح أن سياسة مصر الخارجية بشكل عام في الفترة الماضية قامت على سعي مصر بإقناع المحيط الإقليمي والدولي بأن التغيير الذي حدث في 3 يوليو ساندته قوي شعبية وليس انقلابا عسكريا، وهو تحدث بذلك وزير الخارجية نبيل فهمي في وقت سابق. فشل محاولات الإقناع وأكد أن مصر لم تنجح في إقناع المجتمع الدولي بتفسير النظام القائم لأسلوب انتقال السلطة بدليل عدم تغير المواقف الخارجية بشكل يعكس نجاحه باستثناء الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي وهو تغير نسبي سببه ارتباط الولاياتالمتحدةالأمريكية بمصالح في مصر بغض النظر عن طبيعة النظام الحاكم، فلم يكن السبب هو نجاح النظام الحالي في إقناع المجتمع الدولي بتفسيره لما حدث في 30 يونيو. أما العامل الثاني فهو التحديات أو التهديدات التي تواجه مصر بشكل عاجل وخطير مثل أزمة سد النهضة في أثيوبيا والوضع في ليبيا والملف السوري. مصالح مشتركة وأشار سامح راشد إلى أن الفترة الماضية في عمر العلاقات المصرية الأمريكية كشفت أن روابط الصلة بين البلدين أقوى من أن تنقطع بهذه السهولة وأن المصالح تجبر الطرفين على وجود حد ادني من التعاون. الخليج وأضاف أن المساعدات المالية من دول الخليج غير مشروطة بدعم مصر للإمارات والسعودية في ملفات سياسية معينة لأن الموقف السياسي في مصر يصب في مصلحة الخليج فهو لا يعدو كونه نوع من التوافق لا يحتاج لان يخضع لشروط مسبقة. سياسة مبارك وبيّن أن سياسة مصر الخارجية بعد 30 يونيو تشترك مع سياسة نظام مبارك في بعض الأمور منها العودة إلى التحالف مع دول الخليج، ولكنها تختلف معها في أمور منها أن مصر أصبحت على استعداد للتحرك بشكل أقوى للحفاظ على أمنها القومي على خلاف عهد مبارك. رؤية مفقودة واعتبر راشد أن السياسة الخارجية في عهد مبارك ثم المجلس العسكري بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي وعهد الدكتور مرسي لم تكن لديها رؤية واضحة أو فلسفة تحكم علاقاتها مع الخارج، معتبرا أن تلك الرؤية ما زالت مفقودة حتى الآن، لكن هناك تغيرا نسبيا، وبالتالي فلا يمكن القول بأن مصر اختارت ملامح سياسة خارجية معينة ولا زلنا في انتظار تبلور سياسة خارجية واضحة ومتكاملة. استرداد حقول الغاز ومن جانبه قال السفير إبراهيم يسري مساعد وزير الخارجية السابق ورئيس جبهة الضمير الوطني إن الدور المصري الدولي والإقليمي أصبح ضعيفا وتراجع إلى الخلف، وأن هناك أخطاء جسيمة في إدارة العلاقات مع الخارج، مشيرا إلى أن أهم الأزمات الخارجية التي فشلت الدولة في حلها هي إدارة ملف أزمة سد النهضة الأثيوبي، بالإضافة إلى استرداد حقول الغاز التي استول عليها الكيان الصهيوني في البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب الحدود الليبية التي تم إهمالها فكان يجب دعم الثورة الليبية من البداية. مصر راكعة وأوضح أن مصر تحولت إلي دولة خاضعة لبعض دول الخليج نظير حزمة النقود التي أرسلتها السعودية والإمارات وهذا جعل مصر في حالة ركوع وليست مصر التي كانت تقود الإقليم قبل ذلك. وأضاف إبراهيم يسري أن تصريحات وزير الخارجية نبيل فهمي عكست ثقافته وتعليمه الأمريكي ومدى الخضوع للولايات المتحدةالأمريكية الذي بدأ منذ عهد مبارك أما في عهد السادات فكانت العلاقة قائمة على الندية إلى حد ما. وهم الإعلام وأوضح أن ما روجه الإعلام المصري من الرئيس السيسي سيحرر البلاد من التبعية الأمريكية مجرد "وهم" لأن أمريكا هي التي "صنعت الانقلاب"، مستدلا بحديث السيسي الذي قاله إنه على اتصال يومي بوزير الدفاع الأمريكي. نجاح الخارجية ويرى السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية السابق أن الخارجية المصرية نجحت في توضيح الصورة الحقيقية لما يحدث في مصر، وأن ما حدث في 30 يونيو ثورة وليس انقلابا عسكريا، وقد بدأت العلاقات تعود شيئا فشيئا، معتبرا أن زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي إلى أمريكا مؤشر على ذلك، وقال إن العلاقات بين مصر أوشكت أن تقترب من طبيعتها. وأوضح أن السيسي لن يغير في السياسة الخارجية شيئا على اعتبار أنها قامت بدور محترم في كل العصور وما حدث هو مجرد تغيير في التناول والأسلوب فقط. الإخوان واختتم حديثه أن التنظيم الدولي للإخوان نجح في بداية الأمر في تشويه صورة ثورة 30 يونيو والحصول على تأييد بعض الدول فيما يخص عدم الاعتراف بثورة 30 يونيو بشكل رسمي، لكن لا يمكن للتنظيم أن يستمر في مجابهة الخارجية المصرية. اقرأ فى هذا الملف "30 يونيو عام من الواقع والحلم" * إغلاق القنوات وقصف الأقلام.. عنوان المرحلةبعد30 يونيو * خبراء اقتصاديون: الحكومات أدارت المرحلة بمنظور قصير المدى * فتاوي استباحة الدماء عنوان للمرحلة والامن يفرض غرامة علي ملصقات دينية * توقعات بانتهاء الارتباك السياسي بمصر.. وخبراء: الوضع معقد * «الثلاثون من يونيو» وانقسام المجتمع المصري * السيسي في قصر الرئاسة.. ثورة شعب أم انقلاب عسكري ** بداية الملف