رخا: 30 يونيو كلمة السر لصياغة دبلوماسية جديدة بيومى: قطع المعونة الأمريكية "وهم" وواشنطن تنصح فقط ملف العلاقات المصرية الخارجية من أهم الملفات التي كان لا بد من إعادة ترتيب أوراقها بعد ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالرئيس الإخوانى محمد مرسي، خصوصا أنه قام بقطع علاقات مصر مع دمشق لإرضاء السلفيين، وأحدث شرخا في العلاقات المصرية الخليجية، فضلا عن القيام بدور "المتسول" من روسيا وألمانيا وغيرها، فأنزل مصر من عليائها إلى الهاوية. ويرى السفير رخا أحمد حسن -مساعد وزير الخارجية السابق، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية- أنه لابد أن تبنى الحكومة الحالية على ما تم بالنسبة للعلاقات المصرية الخليجية، والانطلاق لتعظيم الخطوات التي تمت بعد ثورة 30 يونيو، وأشار إلى أن العلاقات المصرية مع الدول العربية، خاصة دول الخليج، يتم تحديدها دائما على مستوى القمة، وتكون مبنية على قرارات محددة المسار، وتنظيم العلاقات بين مصر والدول الخليجية بعد حالة الفتور التي مرت بها قبل 30 يونيو، خصوصا مع السعودية والكويت والإمارات. وقال إن فشل الإخوان المسلمين في السلطة بمصر أسعد دول الخليج كثيرًا التي كان يمثل لها الإخوان "بعبع" يهدد كياناتهم، خاصة بعد ظهور مجموعة من الخلايا الإخوانية في الإمارات والكويت، وسقوط الإخوان في مصر يحسن وضع السياسة الخارجية بين مصر ودول الخليج. الخليج وسوريا وأكد أن وضع العلاقات المصرية الخليجية وصل إلى حالة لم يتخيلها أحد في ظل تواجد الرئيس المعزول، لدرجة أن دول الخليج اشترطت الحصول على ثمن الوقود قبل تصديره لمصر، في الوقت التي كانت تعطيه لمصر كهدية في أوقات الأزمات. وعلى صعيد العلاقات "المصرية – السورية" يقول رخا إن مصر أعلنت منذ بداية الأزمة السورية أنها عنصر مهم في حل هذه الأزمة، وقرار قطع العلاقات مع سوريا كان متسرعًا خاصة بعد إعلان الجهاد في سوريا، ولكن إعلان وزير الخارجية الحالى نبيل فهمى أنه لا نية للجهاد في سوريا، كانت بداية على الطريق الصحيح، لتكون مصر عنصرا محايدًا في حل الأزمة السورية، دون قطع العلاقات مع أي طرف، حتى تتمكن مصر أن يكون لها دور في الحل السياسي هناك وتنفيذ مطالب الشعب السورى وتطلعاته. وأكد أن السبب الحقيقى وراء قطع الرئيس المعزول العلاقات مع النظام السورى هو محاولة لاسترضاء السلفيين في مصر ومساندته في أحداث 30 يونيو، مشيرًا إلى أن قطع العلاقات مع النظام السورى أفقد مصر دورها في مساندة الشعب السورى. ودعا رخا إلى عدم استمرار القطيعة بين القاهرةودمشق وضرورة تحسين العلاقات الدبلوماسية وفتح مكتب لرعاية المصالح المصرية بسوريا ولكن بتمثيل دبلوماسي عالٍ. وقال: إن الولاياتالمتحدة "ملعب" السفير نبيل فهمى، لأنه شخصية معروفة على المستوى الدبلوماسى وله نشاط كبير من خلال مراكز الأبحاث والندوات هناك. ولفت إلى أنه لن تواجه "فهمى" أي مشكلة في تعامله مع النظام الأمريكى لدراسته، لعمله هناك فترة طويلة وفهمه للعلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن تعرفه على القضايا والملفات المهمة بالكونجرس والخارجية الأمريكية والبيت الأبيض، خصوصا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت تقدير الوضع الحالى في مصر، وتأكدهم أن الشعب المصرى تغير جذريًا بعد ثورة 30 يونيو، ولن يسمح لأى فصيل يحكمه. خطوات مهمة وأشار إلى أن الخطوات الأولى لوزير الخارجية في إجراء حوارات مع الوسائل الإعلام العالمية أمر مطلوب للتأكيد للمجتمع الدولى أن ما حدث في مصر يوم 3 يوليو ليس انقلابًا عسكريًا، ولكنها إرادة الشعب الذي خرج منه أكثر من 30 مليونا للتعبير عن رغبتهم في عزل مرسي. واستطرد قائلًا: إن العلاقات "المصرية – الإسرائيلية" وإبرام عملية السلام كانت اختيارية بالنسبة لمصر وليست مفروضة عليها، مشيرًا إلى أن المواجهة لم تنته بعد، منوهًا إلى أن القضية لم تنته ويوجد جزء كبير فيها يسمى ب"لب الصراع"، وهى القضية الفلسطينية، ولا بد أن يتم التواصل مع أمريكا للضغط على دولة الاحتلال لإقامة حدود 4 يونيو 1967. وعن العلاقات مع أفريقيا يرى السفير رخا ضرورة التوازن بين دبلوماسية القمة ودبلوماسية على المستوى الوزارى، مطالبًا الرئيس المؤقت أن ينشئ علاقات شخصية مع الدول الأفريقية من خلال الزيارات المتبادلة وعدم الاقتصار على التواصل معهم عن طريق استقبالهم في مصر حتى لا يشعرون بالتعالى عليهم، ودور وزير الخارجية في الملف الأفريقى دور "مكمل" بحل كل الموضوعات على أسس علمية وعلى أساس المنفعة المشتركة. "وهم" قطع المعونة ويرى السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تصريحات ومقابلات الاتحاد الأوربي وأمريكا للمسئولين المصريين ليست تدخلا في الشأن المصرى، لأنها غير ملزمة لنا، ولكنها في إطار النصائح، باعتبارها دولا صديقة. بيومي يشير إلى أن مطالبات أمريكا بالإفراج عن الرئيس "المعزول" محمد مرسي لا تتعدى كونها نصيحة، لتطمئن أن الوضع في مصر مستقر، وأنها تتعامل مع حكومة شفافة، من منطلق أن مصر بلد صديقة يوجد بينها تعاون في جميع المجالات، مستدركا: لكن التهديدات الأمريكية بقطع المعونة لمصر لن يتم تنفيذها، لأن المعونة الأمريكية لمصر تدخل في إطار الأمن القومى الأمريكى، حتى إن رفضها الكونجرس الأمريكى سوف تقدمها الإدارة الأمريكية لأنه متعلق بالأمن القومى الأمريكي، والإدارة المسئولة والرئيس المسئولين عنه بعيدًا عن الكونجرس. وأوضح أنه يوجد تعاون اقتصادى وثقافى ودبلوماسي وعسكري بين واشنطنوالقاهرة، وتم إبلاغها -من خلال السفير المصرى هناك- بأن الوضع في مصر يسير على الطريق الذي تم الإعلان عنه من قبل القوات المسلحة، كما يتم التواصل بين الجنرالات في الجيشين للطمأنة بأن الأمور تسير في الطريق الصحيح. ويرى أن أمريكا من صالحها أن يستقر الوضع في مصر، وخاصة على الحدود، وأنها لن تقاتل لصالح فرد أو فصيل معين لأنها تعمل لمصالحها المتمثلة في الاستقرار بمصر، ويرى أن ثورة 30 يونيو ثورة تصحيح مسار مع دول الخليج العربى التي تعاونت مع الشعب والحكومة المصرية فور تأكدها أن الجيش المصرى أراد تنفيذ مطالب الشعب وحمايته، وأن ما حدث ليس انقلابًا عسكريًا. وقال: إن دول الخليج لم تكن في حالة ارتياح من تواجد الإخوان المسلمين في الحكم في مصر، لذلك كان يوجد حالة من الفتور في العلاقات بين مصر ودول الخليج، لذا فور عزل مرسي عادت العلاقات والمودة من جديد على ما كانت عليها. مصر وإيران وعن العلاقات المصرية الإيرانية يرى السفير محمود فرج -رئيس مكتب المصالح المصرية في إيران السابق- أنه لا مبرر لقطع العلاقات بين القاهرة وطهران، خصوصًا في ظل وجود مكتب لمصالح المواطنين في البلدين، مشيرًا إلى أن إطلاق اسم السفارة على مكتب المصالح تحفظ عليه الرئيس الأسبق مبارك، أما مرسي فقد تحفظ عليه لأسباب تتعلق بأنصاره من التيار الإسلامى المتشدد. ويرى فرج أن الرؤية الأمنية الدينية ما زالت عائقًا أمام عودة العلاقات المصرية - الإيرانية، كما أن الرئيس المعزول تراجع خطوات عدة بعد إقدامه على إعادة العلاقات المصرية - الإيرانية، خشية فقد دعم السلفيين والتيار الدينى المتشدد في مصر. رئيس مكتب رعاية مكتب المصالح المصرية في إيران السابق أكد أن إعادة العلاقات بين البلدين يستفيد منها الشعب والحكومة المصرية بشكل كبير على مستوى السياحة أو التعاون الاقتصادى، كما يتم في معظم دول الخليج التي يوجد بينها وبين إيران خلافات حقيقية على جزر وحدود بينهما، ولكن هذه الدول لم تقطع علاقتها مع الإيرانيين كما فعلت مصر. وأشار إلى أن التيارات المتشددة في مصر والتي كان يميل إليها الرئيس المعزول جعلت من التقارب مع الإيرانيين فزاعة للمصريين على غير الحقيقة، وللأسف استمع إليها الدكتور مرسي الذي من المفترض أن يعمل لصالح جموع الشعب المصرى وليس لفصيل معين، ما يدلل على أنه كان على استعداد لبيع علاقاته بأى دولة كما فعل مع الإماراتوإيران وسوريا لصالح جماعته وأنصاره من المتشددين الإسلاميين. واعتبر فرج عملية التخويف وجعل إيران "بعبعا" للتشيع في مصر أكذوبة كبيرة، معللا بأنه يوجد سنة في إيران ولم يتشيعوا، وليس من الطبيعى أن السائح الإيرانى خلال فترة تواجده في مصر يستطيع نشر التشيع لأن معظم الشعب المصرى سني، ولن يقبل بالتشيع أو نشره، ولكن جميع الأنظمة تصنع "بعبعا" للشعب المصرى لتلوح به وقت الضرورة.