في عالم يتحرك بسرعة فائقة، قد نجد أنفسنا نركض دون توقف، وننسى في بعض الأحيان أن نلتفت إلى الداخل، إلى صحتنا النفسية. اليوم العالمي للصحة النفسية هو فرصة لنقف فيها معًا، ونُسلّط الضوء على أهمية الاهتمام بالصحة النفسية. يُعرَف اليوم العالمي للصحة النفسية بأنه مناسبة عالمية يُحتفَل بها في العاشر من أكتوبر من كل عام، حيث أُطلِق للمرة الأولى في عام 1992 وفقًا للاتحاد العالمي للصحة النفسية والعقلية، وهي منظمة غير حكومية تسعى إلى تعزيز الوعي بأهمية الصحة العقلية على مستوى العالم، وتسليط الضوء على قضايا الصحة النفسية ورفع مستوى الوعي المجتمعي. حيث يوجد أكثر من مليار شخص حول العالم (حوالي واحد من كل ثمانية) يعاني من اضطرابات الصحة النفسية، بما في ذلك حالات مثل القلق والاكتئاب، وذلك وفقًا للبيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. وعلى الصعيد العالمي، يُعاني واحد من كل سبعة مراهقين (من 10 إلى 19 عامًا) من اضطراب نفسي. أهداف اليوم العالمي للصحة النفسية: وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يهدف اليوم العالمي للصحة النفسية إلى تحقيق هدفين رئيسيين؛ أولًا: ضمان تقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي لمن يحتاجون إليها. ثانيًا: تعزيز قدرة الأفراد والمجتمعات ونشر الوعي بأهمية الصحة النفسية. حملات اليوم العالمي للصحة النفسية: تنطلق في كل عام حملات توعوية مختلفة تحمل شعارات متعددة؛ ففي عام 2020 انطلقت حملة تحت شعار "زيادة الاستثمار في الصحة النفسية"، ثم عام 2021 حملة "الرعاية الصحية العقلية للجميع"، وفي عام 2022 حملة "نجعل الصحة النفسية والرفاهية أولوية شاملة للجميع"، وفي عام 2023 حملة "جعل الصحة النفسية والرفاهية للجميع أولوية عالمية". وفي العام الماضي أقامت منظمة الصحة العالمية حملة تحت شعار "الصحة النفسية في مكان العمل"، حيث هدفت إلى أهمية تهيئة بيئات عمل تعزز الصحة النفسية للعاملين، وأخيرًا في عام 2025 حملة تحت شعار "جعل الصحة العقلية والرفاهية للجميع أولوية عالمية" وذلك وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. كما تستهدف الحملات أيضًا تقوية أواصر التعاون بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني. في اليوم العالمي للصحة النفسية، ندعو الجميع إلى الاهتمام بصحتهم النفسية والعمل معًا لتعزيز الوعي بأهميتها، وبناء مجتمع يدعم الصحة النفسية للجميع. وبالرغم من إدراك كثيرين لأهمية الصحة النفسية، إلا أن الواقع يكشف أننا لا نمنح عقولنا ما تستحقه من رعاية حقيقية. فغالبًا ما نتجاهل علامات الإجهاد والقلق ونؤجل الحديث عن مشاعرنا، خشية الوصم أو بدافع الانشغال اليومي. إن الاهتمام بالصحة النفسية لا يقتصر على علاج الاضطرابات، بل يشمل ممارسات بسيطة تبدأ بالراحة الكافية، والتعبير عن المشاعر، وطلب الدعم عند الحاجة. ومن هنا، يصبح اليوم العالمي للصحة النفسية فرصة للتأمل: هل نعامل عقولنا باللطف ذاته الذي نمنحه لأجسادنا؟ الإجابة الصادقة هي بداية الطريق نحو مجتمع أكثر وعيًا وتوازنًا.