وفق ما أظهره مقطع مصور تداوله ناشطون على مواقع التواصل عقب الانسحاب الإسرائيلي التدريجي إلى مواقع التمركز الجديدة داخل القطاع أظهر مقطع مصور محيط مركز توزيع المساعدات الأمريكي الإسرائيلي وسط قطاع غزة وقد تحول إلى منطقة مهجورة محاطة بأسلاك شائكة وتلال رملية، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الموقع. وتداول ناشطون هذا المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيا إلى مناطق تمركزه الجديدة داخل القطاع بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ووثق المقطع المصور، الذي التقط غرب شارع صلاح الدين في محور "نتساريم"، خلو المكان من القوات الإسرائيلية بعد تفكيكها المركز وانسحابها شرقا، وفق ما نقل مراسل الأناضول عن مصادر محلية فضلت عدم الكشف عن هويتها. ويظهر المقطع سياجا من الأسلاك الشائكة يحيط بالمركز الذي كان الجيش الإسرائيلي يستهدف فيه الفلسطينيين المنتظرين للحصول على المساعدات بالقصف والرصاص، إلى جانب تلال رملية أقامتها القوات خلال فترة سيطرتها. ولم يتبق من هذا المركز، الذي حوله الجيش الإسرائيلي إلى مصيدة موت للفلسطينيين المجوعين، سوى ذكريات موجعة لأهال فقدوا أبناءهم وهم يبحثون عن لقمة العيش. وبعيدا عن إشراف الأممالمتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، باشرت تل أبيب منذ 27 مايو الماضي، آلية لتوزيع المساعدات عبر ما تُعرف ب"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية". وعمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف منتظري المساعدات في أماكن التوزيع التي رفضتها الأممالمتحدة، ما أسفر عن مقتل ألفين و615 فلسطينيا وإصابة أكثر من 19 ألفا و182 آخرين. وأطلق الفلسطينيون ومسؤولون أمميون على هذه المراكز اسم "مصائد الموت"، وذلك لتعمد الجيش قتل الفلسطينيين فيها. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، الجمعة عند الساعة 12:00 ظهرا بتوقيت القدس (09:00 ت.ج)، بالتزامن مع بدء الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا داخل قطاع غزة إلى ما يعرف ب"الخط الأصفر"، وفقا لما نص عليه الاتفاق. وشمل الانسحاب مدينة غزة باستثناء حي الشجاعية شرقا، فيما منع الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين الاقتراب من بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمالا، ومنطقة معبر رفح ومحور فيلادلفيا جنوبا، إضافة إلى المناطق الشرقية من خان يونس حيث توجد قواته، وساحل القطاع غربا. كما انسحب الجيش من مناطق مركزية كانت تضم مراكز توزيع المساعدات الإنسانية التي سيطر عليها لفترات طويلة، ما أتاح عودة تدريجية لحركة المدنيين والطواقم الإغاثية في تلك المناطق. وجاء الاتفاق بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة وفود من تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي ترامب، في 29 سبتمبر الماضي، خطة من 20 بندا تتضمن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة ووقف إطلاق النار ونزع سلاح حركة حماس. وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و211 شهيدا، و169 ألفا و961 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.