مكرم محمد أحمد أتمني من القائمين علي أمر النادي الاهلي ان يوقفوا حملتهم علي حارس المرمي اللاعب عصام الحضري ، وأن يخففوا من غلواء غضبهم تجاهه ويسارعون الي التصالح معه ، وأن يساعدوا جمهور النادي العريق علي ان يتفهم بدرجة أكبر من السماحة دوافع عصام الحضري للسفر الي سويسرا لان عصام لم يهرب بليل لانه ارتكب جريمة نكراء ، ولم يرتكب خيانة ضد ناديه الذي رفض عرض احترافه ، لكنه اثر ان يأخذ مصيره بيده عندما رأي القائمين علي أمر النادي يضعون العراقيل أمام فرص تعاقده مع النادي السويسري ، ويغالون في تقدير ثمن احترافه للحيلوله دون سفره . وقد يتفهم الانسان دوافع النادي العريق للحفاظ علي لاعب كبير يشكل غيابه مشكلة كبيرة للفريق يصعب تعويضها في زمن قصير ، ولعل القائمين علي أمر الاهلي استشعروا أن خروج الحضري علي طوع ناديه يحمل في طياته نوعا من نكران الجميل للنادي الذي التقطه وساعده علي تنمية مواهبه وصنع منه نجما كبيرا ، لكن الاهلي كان ينبغي ان يضع في حسبانه ان الحضري دفع ايضا لناديه الكثير ، وساهم في رفع رايته سنوات طويله .. ومن حق الحضري بعد هذا المشوار الطويل ان يفكر في الاحتراف كلاعب دولي في بلد مثل سويسرا ، خصوصا ان العرض السويسري يمكن الحضري من تغيير نمط حياته وحياة أسرته ويعطيه فرصة الخروج الي العالمية ، فضلا عن أن الاحتراف حق متاح لكل اللاعبين ، وينبغي أن يكون القرار الاول والاخير في صفقة الاحتراف من حق الللاعب قبل ناديه ، خصوصا اذا ما تعلق الخلاف بقيمة اللاعب ، وأظن انه كان من العدل ان يتيح النادي الاهلي لعصام الحضري فرصة ان يكون صاحب الرأي الاول والاخير في قضية احترافه ، فضلا عن أن الحضري هو الاقدر علي تقييم ثمن احترافه ، اما ان يتجاهل النادي تماما رغبة اللاعب وطموحه فذلك يشكل نوعا من عقود الاذاعان التاي تصادر علي حرية اللاعب وارادته ، خصوصا اذا ما كان الاهلي قد قبل مبدأ التفاوض مع النادي السويسري . وما فعله الحضري فعله قبله عدد من اللاعبين المصريين ، لكننا لم نحس ردود أفعال مماثله لما حدث الحضري، ولم نر مثل هذا الغضب الشعبي الواسع الذي غذاه وقوف جماهير الاهلي الي جوار ناديها ، وبالطبع فان جزءا من الصدمه يعود الي توقيت رحيل لاحضري في غمرة فرح مصري كبير بفوز الفريق القومي بالبطولة الافريقة ، ولو ان الاهلي تفهم دوافع الحضري ورغبته الجارفه في السفر و الاحتراف لكان سفر اللاعب احول الي حفل اكريم يليق بتاريخه مع الاهلي ، ولكان النادي طوق عنق الحضري بالمزيد من العرفان بالجميل ، لكن الاهلي تصرف بغضب زائد ، في الوقت الذي كان الحضري يمارس فيه حقه في تقرير مصيره . عن صحيفة الاهرام المصرية 26/2/2008