قصف الطيران الحربي، التابع لقوات اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، معسكرًا تابعًا ل "كتيبة 17 فبراير" (التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي) في مدينة بنغازي دون وقوع أضرار بشرية، بحسب قائدين أحدهما في الكتية والآخر في قوات حفتر. وقال أحمد الجازوي، المتحدث باسم "غرفة ثوار ليبيا" والقائد بالكتيبة، لوكالة الأناضول، إن "الطيران الحربي التابع لحفتر قصف مقر المعسكر الواقع بمنطقة قاريونس غرب مدينة بنغازي دون أن يسفر القصف عن وقوع أضرار في الأرواح". وأوضح الجازوي أن "إحدى القذائف أصابت بوابة المعسكر والأخرى أصابت إحدى القواطع الداخلية للمعسكر". من جانبه، قال العميد صقر الجروشي، آمر سلاح الطيران الحربي في قوات حفتر، للأناضول، إن "هذه الضربة هي من ضمن عملية كرامة ليبيا التي أطلقها الجيش الوطني (اسم يطلق على قوات حفتر) ضد المتطرفين والإرهابيين في ليبيا". وأضاف الجروشي: "الضربة ستربك هذه المليشيات المتطرفة"، مؤكدًا أن هناك عملية عسكرية وشيكة ضد من وصفها ب "معاقل الإرهاب". وفي تصريحات للأناضول، نفي آمر قاعدة بنينا الجوية بمدينة بنغازي، العقيد سعد الورفلي، أن تكون الطائرة التي قصفت معسكر كتيبة 17 فبراير قد خرجت من القاعدة. وقال الورفلي الذي أعلن انضمامه لقوات حفتر في 20 من الشهر الجاري إن "هناك قواعد جوية كثيرة تابعة للجيش الوطني (قوات حفتر) أما أنا لا علم لي بتوجيه ضربة جوية اليوم". ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الليبية على ما ذكرته المصادر. وفي الوقت نفسه، عثرت سلطات الأمن المحلية لمدينة بنغازي على جثة أحد منتسبي جهاز الشرطة (تابع لوزارة الداخلية) مقتولاً داخل سيارته بإحدى مناطق المدينة. وقال مسئول أمني محلي، رفض نشر اسمه، للأناضول، "عثرنا اليوم على جثة الشرطي محمد العبار بوحدة البحث الجنائي بمديرية الأمن ببنغازي موجودة داخل سيارته بمنطقة الصابري بالمدينة". وأضاف المسئول الليبي: "كانت الجثة عليها آثار لإطلاق النار في صدره وبطنه"، مشيرًا إلى أن الجثة نقلت إلى مركز بنغازي الطبي للاستخراج إجراءات الدفن. وشهد يوم 16 من الشهر الجاري اشتباكات مسلحة بين كتيبة "رأف الله السحاتي" الإسلامية، انضمت إليها قوات من "كتيبة 17 فبراير"، التابعتين لرئاسة أركان الجيش الليبي، وبين قوات تابعة لحفتر الذي أعلن عملية عسكرية أطلق عليها "الكرامة" بغرض ما أسماه تطهير ليبيا من "المتطرفين، والتكفيريين"، فيما تقول الحكومة الليبية إن تلك التحركات تمثل "محاولة انقلاب على السلطة". ومن حينها، تشهد الأوضاع الميدانية في ليبيا تصعيدًا أمنيًا ومحاولات من قوات حفتر للسيطرة على مدينة بنغازي، وكذلك محاولة مسلحين اقتحام مبنى المؤتمر الوطني العام بالعاصمة الليبية طرابلس؛ ما أسقط إجمالا ما لا يقل عن 80 قتيلا و150 جريحًا. وتعد غرفة ثوار ليبيا من أهم التنظيمات المسلحة والتي أنشئت بقرار من رئيس المؤتمر الوطني العام، نوري أبوسهمين، في أواخر شهر أغسطس الماضي. وتضم كافة قيادات المقاتلين الثوار السابقين الذين يشرفون على تشكيلات مسلحة وقد تم ضمها إلي رئاسة أركان الجيش الليبي في نوفمبر الماضي، للإشراف على الأوضاع الأمنية بالعاصمة طرابلس، بعد جدل حول شرعيتها وتبعيتها، وسحب ترخيص عملها.