طالبت المفوضية السامية لحقوق الإنسان الجيش العراقي، بوقف ما أسمته "القصف العشوائي بحق المدنيين" في مدينتي الفلوجة والرمادي "غرب"، داعية البرلمان لعقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع الإنساني المتدهور في المدينتين. ومفوضية حقوق الإنسان هيئة حكومية مستقلة تراقب الانتهاكات التي تحدث بحق حقوق الانسان وتقدم تقارير رسمية حول هذه الانتهاكات إلى الحكومة ومجلس النواب. وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان دهام العزاوي: "إن ما يجري في الفلوجة والرمادي من قصف عشوائي للسكان المدنيين وتدمير المنازل بالأسلحة غير التقليدية وقطع الطرق والاتصالات الهاتفية هو انتهاك لحقوق المدنيين الذي أكد عليه الدستور العراقي والقوانين الدولية والعراقية". وأضاف، في مؤتمر صحفي بمبنى البرلمان، وحضره مراسل "الأناضول": "ندعو القوات المسلحة العراقية إلى تنفيذ مضامين القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين العزل، وإيقاف القصف المدفعي الجوي على الأحياء المدنية الآهلة بالسكان". كما طالب العزاوي بضرورة إبعاد الجيش عن مناطق الاحتكاك المباشر مع المدنيين لمنع إعطاء الإرهابيين ذريعة لاتخاذهم دروعًا بشرية، وفتح معابر لتسهيل عودة المواطنين النازحين إلى منازلهم. من جانبه، دعت عضو مفوضية حقوق الإنسان، بشرى العبيدي، مجلس النواب العراقي إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع الإنساني المتدهور في الفلوجة والرمادي وتطويق تداعياتها السلبية على الوحدة الوطنية، وتخصيص ميزانية عاجلة لتلافي آثار النزوح القسري للمدنيين وتعويض المتضررين من العمليات العسكرية. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات العراقية حول ما ذكره المصدر. وتخضع مدينتا الفلوجة والرمادي وناحية الكرمة تحت سيطرة عناصر من تنظيم (داعش) ومسلحين من العشائر الرافضة لسياسة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي منذ نحو أربعة أشهر. وتشهد محافظة الأنبار، ذات الأغلبية السنية، منذ بداية عام 2014 اشتباكات متقطعة بين قوات الجيش وبين ما يعرف ب "ثوار العشائر"، وهم مسلحون من العشائر يصدون قوات الجيش، التي تحاول السيطرة على مدينتي الرمادي والفلوجة. كما تشهد المحافظة، منذ 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عملية عسكرية واسعة النطاق ينفّذها الجيش، تمتد حتى الحدود الأردنية والسورية، لملاحقة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، المرتبط بتنظيم القاعدة، والذي تقول حكومة بغداد إن عناصر تابعة له متواجدة داخل الأنبار. وبدأت منذ خمسة أيام قوات الجيش العراقي بشن عمليات عسكرية واسعة لمناطق أطراف مدينة الفلوجة واستعادت عدة أحياء كانت تخضع لسيطرة عناصر "داعش". ومكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان "UNHCHR" هي وكالة دولية تابعة لمنظمة الأممالمتحدة تهدف للترويج وحماية حقوق الإنسان بحسب ما ورد في الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي نص عليها الاعلان العالمي لحقوق الإنسان العام 1948.