مهنة السقا لم تندثر في مصر بسبب تخاذل الحكومات سعر الجركن يتراوح ما بين 5 إلى 10 جنيه " السقا قديماً" يقوم برش الشوارع الترابية بغية تبريدها في فصل الصيف "السقا قديماً" يستخرج رخصتان ورقية وأخرى معدنية "السقا" من قربة لجركن يكاد أن تظهر مهنة السقا مرة أخري بصورة مختلفة في حياتنا اليومية وخاصة في المناطق الريفية والأطراف المترامية في أنحاء الجمهورية المصرية والتي لم تنظر إليها الحكومات المصرية حتى الآن ولم توفر لهم أقل متطلبات الحياة اليومية وهي المياه النظيفة ، فبالرغممن أن "السقا" أتخذ شكلاً مختلفاً عن الماضي فهو لم يعد يحمل القربة على ظهره بل أصبح يركب العربة "الكروا" واستبدل القربة بمجموعة من "الجراكن" البلاستيكية ، إلا أن كليهما أتفقا على أن يسقوا العطشى مقابل أجر حتى إذا اختلفوا فيه . مهنة بالصدفة التفت شبكة الإعلام العربي " محيط "ب" محمد منصور"البالغ من العمر خمس وثلاثون عاماً والمقيم بمحافظة الشرقيةو الذي يعملفي مهنة "السقا"منذ خمس سنواتلتوفير المياه النظيفةلجيرانهفي المنطقة المحيطة به، وروي لنا "محمد"قصتهوالتي بدأت بقدومهإلى القاهرة للبحث عن عمل ولكنة لم يجد فعاد إلى قريتهبفكرة ليست بجديدة وهي عمل مشروع توصيل المياهالنظيفة إلى جرانه مقابل أجروالذين كانوا يسيرون لمسافات بعيدة من أجل الحصول على مياه صالحة للاستخدام ، فأخذ عربته"الكروا" وبعض "الجراكن" البلاستيكية وقام بملئها من منطقة بعيدة وبيعها لجيرانه. ويري "محمد " أن الحكومة هي التي وفرت له هذه المهنة بطريقة غير مقصودة ففي ظل تقاعس الحكومات عن توفير المياه النظيفة للمواطنين جعلت محمد يمتهن مهنة السقا ، وأكد "محمد " أن هناك من رأى فكرتة وقام بتقليدها وأصبح هناك تنافس بين تجار المياه ، ويتراوح سعر "الجراكن" حسب حجمها ما بين 5 إلى 15 جنيهاً "للجركن" الواحد . تاريخ السقا والجدير بالذكر أن"السقا" في الماضي كان منحني الظهر يتجول في بلاد الله تحت شمسه وسماءه ، فيصبغ وجهه بالسواد القمحي ، وتتخذ قدمه شكلاً مفلطحاً من فرط الوقوف والمشي ليلاً ونهاراً ، وكانت مهنة السقاية كانت معروفة لدي الجميع ، أما الآن فهم عملة نادرة تكاد أن تكون في عالم الاندثار. وكان للسقا دور مهم في الحياة المصرية القديمة لاعتماد البيوت والديار على السقا اعتمادا كاملا فلم يكن هناك حينها صهاريج المياه أو الصنابير أو الثلاجات فكان السقا هو مصدر المياه الوحيد في كل بيت يحمله من الآبار أو الأنهار أو الخليج يحمل " الروايا " ( وعاء خاص لنقل الماء) من ماء النيل إلى المنازل. كما يقوم " السقا " يقوم بعملية رش الأسواق والأزقة والشوارع الترابية بغية تبريدها في فصل الصيف وإخماد الأتربة بالجو كما يعمل على توزيع الماء للعطشى من المارة مجانا ، إلى جانب حرفته التي تدر عليه ربحا وفيرا يقوم بتسليف المال إلى المحتاجين من معارفه وأقاربه وزبائنه في حالات الزواج والختان والأفراح والمرض بالإضافة إلى حسم الخلافات والمشكلات التي تقع بين الأهالي وذلك من خلال صلته بالجميع قربة السقا وتعتبر القربة من أهم أدوات السقا وكانت تصنع من جلد الماعز المشدود وكان يتم وضع مادة الشبة لتنقية المياه من رواسب طمي النيل والشوائب وهي مفروضة فرض العين علي كل سقا لنقل الماء نظيفا إلى كل بيت. رخصة السقا الورقية كل مهنة قديمة كانت تحتاج إلى رخصة لحاملها لكي يمتهن هذه المهنة بعد عمل الكشف الصحي عليه والتوقيع الطبي ومدي لياقته في هذه المهنة ولان مهنة السقا مهنة صعبة فكانت تمنح له رخصه ورقيه صادرة من "نظارة الداخلية" باسم السقا وطوله ولون عيونه وجنسيته ومكانه ليتنقل بين شوارع القاهرة سنة 1877 ميلادية ومرسوم عليها صور للسقا حامل قربة المياه . رخصة السقا المعدنية كانت تمنح لكل سقا يحمل قربة علي ظهره لنقل المياه من النيل إلى الدياررخصة معدنية عليها اسم المدينة والرقم بالعربي والانجليزي والسقا بالعربي والانجليزي ، وكانت توضع علي كتفه برباط من الجلد لمعرفة كل صاحب مهنة من خلال شوارع المحروسة.