علي الرغم من استمرار شكاوي المواطنين بالإسكندرية من تلوث ماء الشرب ورائحته الكريهة إلا أن الدكتور أحمد حسام الدين أستاذ هندسة البيئة بمعهد الصحة العامة أكد في تصريحات صحفية له إن العينات الدورية التي تجري علي مياه الشرب بالإسكندرية أثبتت جودة المياه التي تضخ من الشبكات ومطابقتها لمواصفات وزارة الصحة. , موضحا أن ذلك يرجع إلي أن المياه تأتي من الترعة الخاصة بمياه الشرب خلف أبيس.. كما أكدت شركة مياه الشرب بالإسكندرية علي موقعها علي الإنترنت أنها تعد من أوائل الشركات التي طبقت أنظمة المراقبة والتحكم في وحدات تنقية وإنتاج مياه الشرب أما زمان فقد عرفت مصر مهنة السقاية والسقا هو الشخص المسئول عن نقل المياه من نهر النيل إلي المساجد والمدارس والمنازل والأسبلة وذلك لضمان وصول المياه النظيفة الي الأهالي. وكان السقاءون يحملون القرب المصنوعة من جلد الماعز علي ظهورهم وبعضهم قد يجلب معه برميلا كبيرا مملوءا بالمياه ركبت فيه حنفيات وتجره الدواب. ويقول الدكتور نبيل السيد الطوخي في كتابه طوائف الحرف في مدينة القاهرة أنه بنهاية القرن ال18 كان هناك ثماني طوائف للسقايين بالقاهرة منهم من يقوم بنقل الماء علي ظهور الجمال, أو الحمير, ومنهم( سقايين الكيزان) وكانوا يطوفون الشوارع والأسواق حاملين قرب الماء علي ظهورهم لتوزيعها بالكيزان علي الأهالي. رخصة السقا بعد تدريب شاق وكان السقا يحضر الماء إلي الأسبلة التي يدفع ثمنها الأغنياء لسقاية الفقراء, أما سقاية المنازل فيحصل السقا علي ثمن خدمته عن طريق وضع علامة علي باب المنزل, كلما أتي ببرميل ثم يكرر وضع العلامات حتي يصل إلي العدد المتفق عليه مع صاحب المنزل ويتقاضي عندها أجره, ولكن هذه الطريقة كانت عرضة للمسح, فلجأ السقاءون إلي طريقة أخري بإعطاء صاحب المنزل مجموعة من الخرز, وفي كل مرة يأتي بالماء يأخذ واحدة وعندما ينتهي الخرز يتقاضي أجرته كاملة من صاحب البيت.. ولم يقتصر دور السقا علي ذلك فقط بل إمتد الي إطفاء الحرائق, كما لعب دورا في نقل الأخبار وقام بدور رسول الغرام داخل معاقل الحريم. ولكن العمل كسقا كان يستلزم توافر بعض الشروط ومنها القدرة البدنية العالية فلابد للمتقدم أن يحمل قربة وكيسا مملوءا بالرمل يزن حوالي67 رطلا لمدة ثلاثة أيام وليال دون أن يسمح له بالجلوس أو النوم! وعندما يجتاز هذا الإختبار الصعب كان يسمح له بممارسة هذا العمل شريطة أن يحصل علي رخصة من الإدارة المحلية التابع لها, وهي تحمل كل بياناته, بالإضافه الي أوصافه الشخصية مثل طوله ولون عينيه. كما كان يلزم أن يتصف السقا ببعض الصفات ومنها أن يكون أمينا وحريصا علي عدم تلوث المياه أثناء نقلها, ولابد أن تكون القربة غير مصبوغة لكي لا تتلوث المياه باللون, ولا تكون بها أي ثقوب تنقص من كمية المياه. وقد وصل عدد السقايين في الإسكندرية في نهاية القرن ال19 إلي424 سقا و55 سقا في البيوت. ولكن مهنة السقا أخذت في الاحتضار حينما تأسست شركتان بالإسكندرية لمعالجة المياه وضخها في المواسير عام1860, ثم تم بيع الشركتين من خلال الحكومة المصرية لشركة مياه الإسكندرية و هي شركة إنجليزية ذات مسئولية محدودة تم تمصيرها عام.1958