قال مسئول عراقي إن الجماعات المسلحة تستغل الألغام ومخلفات الحرب مع إيران في تصنيع متفجرات، لاستخدامها في هجماتهم. لكن مسئول حالي استبعد قدرة المجاميع المسلحة على الوصول إلى حقول الألغام، بينما حذر مسئول ثالث من انجراف تلك الألغام والمخلفات، مع السيول إلى الأراضي الزراعية، شرقي محافظة ديالى شمالي البلاد. وقال دلير حسن سايه عضو اللجنة الأمنية في المجلس المحلي السابق لديالى :"إن التنظيمات المسلحة تستغل المخلفات والألغام الحربية لتصنيع العبوات والقنابل واعتمادها في تفخيخ السيارات". وفي تصريحات لوكالة "الأناضول"، أوضح سايه أن لجوء المسلحين إلى الاستفادة من حقول الألغام جاء بعد الضربات التي تلقتها من قبل الأجهزة الأمنية، والتي شملت تفكيك وتدمير مئات المعامل التي كانت هذه الجماعات المسلحة تستخدمها في تصنيع العبوات والمواد المتفجرة. وأشار إلى وجود آلاف الأطنان من المواد المتفجرة وأكثر من عشرة آلاف عبوة ناسفة ولغم وكميات كبيرة من قذائف الهاون والصواريخ مختلفة الأنواع ضمن الشريط الحدودي لديالى مع إيران الممتد من محافظة السليمانية شمالا إلى محافظة واسط جنوبا. في السياق، طالب حمد معروف الجواري، قائمقام بلدة بلدروز، 35 كم شرق مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالي، بإزالة الألغام ومخلفات الحرب مع إيران من أجل تفويت فرصة استغلالها مستقبلا من قبل الجهات المعادية. لكن الجواري استبعد في الوقت ذاته قدرة المجاميع المسلحة على الوصول إلى حقول الألغام واستغلالها في تصنيع العبوات والمتفجرات في ظل الحماية المشددة لقوات الحدود لها. وفي تصريحات ل"الأناضول"، بين أن مناطق الألغام مسيطر عليها ضمن وحدته الإدارية، لافتا إلى أن مخلفات الحرب العراقية الإيرانية تنتشر على طول الشريط الحدودي مع إيران في المنطقة المحرمة، وتشمل ألغام وصواريخ، ويصعب على أي شخص دخولها . وطالبت محافظة ديالى السلطات الاتحادية بتطهير وإزالة الألغام ومخلفات الحرب العراقية الإيرانية التي تقع ضمن الشريط الحدودي للمحافظة مع إيران. وفي السياق، حذر ازاد حميد شفي رئيس مجلس إدارة بلدة مندلي التابعة لمحافظة ديالي، من أن المناطق الحدودية لناحية مندلي والمحاذية لإيران تحوي أكثر من مليون لغم من المقذوفات والصواريخ، وهو خطر يهدد حياة سكان الناحية. وفي تصريحات للأناضول، طالب شفي مجلس محافظة ديالي بتخصيص ميزانية خاصة للناحية للتعاقد مع شركات مختصة بإزالة ورفع الألغام وإبعاد الخطر عن سكان الناحية. من جانبه، حذر صادق الحسيني رئيس لجنة الأمن في ديالى، في تصريحات لوكالة الأناضول، من انجراف الألغام، التي خلفتها الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، مع السيول إلى الأراضي الزراعية في شرق ديالى. وقال الحسيني إن "حقول الألغام والمخلفات غير المنفلقة (النشطة) مزروعة في منطقة خانقين وسلسلة جبال حمرين وهناك مخططات لدى الجهات العسكرية خصوصا الهندسة العسكرية لإزالتها". وأشار إلى أن هيكلة الجيش وإلغاء وزارة الدفاع بعد سقوط النظام (نظام صدام حسين في 2003)، أتلفت تلك المخططات، داعيا إلى الاستعانة بضباط الهندسة العسكرية في الجيش السابق لإزالة الألغام. وطالب الحسيني الحكومة المحلية والمركزية باستقدام شركات عالمية مختصة بإزالة ورفع ألغام الحروب وتطهير الشريط الحدودي مع إيران. وحذر من صعوبة الوصول إلى حقول الألغام أو كشفها من قبل أي شخص دون مخططات هندسية لمرور سنين طويلة على زرعها واندثارها في الأرض بحيث أصبحت مخفية ولا يمكن إزالتها إلا من قبل شركات متخصصة ومعدات فنية حديثة.