بغداد: كشفت وثائق أمريكية اليوم الثلاثاء عن تعديل قواعد الاشتباك بالنسبة للجيش الأمريكي فى العراق بما يخولها مطاردة المسلحين داخل الأراضى السورية والإيرانية, وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن منظمة "ويكيليكس" كشفت عن الوثائق التى تعود الى العام 2005 والتى أكد مسئولون أميركيون صحتها. وتلخص الوثائق قواعد الاشتباك للقوات الأمريكية المتمركزة فى بغداد ووسط العراق, وبموجب الوثائق يسمح للقوات الأميركية بملاحقة المسلحين والأعضاء السابقين فى حزب البعث العراقى الى داخل الأراضى السورية والإيرانية. يذكر أن الولاياتالمتحدة تتهم سورية بعدم القيام بما يكفى لوقف تسلل المقاومة من أراضيها الى العراق ،كما تتهم إيران بدعم المسلحين وتسهيل عبورهم الحدود الى العراق. وحول عبور الحدود الدولية، تشدد الوثائق على ضرورة الحصول على إذن من وزير الدفاع قبل عبور الجنود الأمريكيين الحدود مع سوريا أو إيران، أو التحليق فوق الأجواء السورية والإيرانية.وفى بعض الحالات يتطلب الأمر موافقة الرئيس جورج بوش. لكن الوثائق تشير الى انه فى بعض الحالات، لا يتطلب الأمر مثل هذه الموافقة المسبقة, وتتضمن الوثائق أيضا تعليمات حول التعامل مع الزعيم الشيعى العراقى الشاب مقتدى الصدر، والذى تم تجميد وضعه ك"خصم معاد"، لن تتم مهاجمته مع مساعديه إلا فى حالة الدفاع عن النفس. وتقول "ويكيليكس" إنها تشجع نشر المواد المسربة على موقعها وأن هدفها بالكشف عن الوثائق السرية هو فضح السلوك غير الأخلاقى الذى تقوم به الحكومات و هيئاتها, وقد انتقدت القيادة العسكرية الأميركية فى بغداد المنظمة بسبب عرضها للوثائق على موقعها الالكتروني, وتعتبر قواعد الاشتباك فى العراق عالية السرية. ومن جهة أخرى دعت الحكومة العراقية إيران اليوم الثلاثاء بوقف ما وصفته ب"التجاوزات على الحقول النفطية المشتركة بين البلدين" مرفقة طلبها، الذى قدم عن طريق الخارجية مذكرة من وزارة النفط توضح طبيعة هذه التجاوزات فى وقت تتحدث أنباء عن اختراق إيرانى مستمر للأراضى العراقية. وقال وكيل وزارة الخارجية العراقية محمد الحاج حمود:" إن وزارة الخارجية العراقية أرسلت إلى الحكومة الإيرانية عن طريق سفارتها فى بغداد مذكرة أعدتها وزارة النفط العراقية حول التجاوزات الإيرانية على الحقول النفطية المشتركة"، غير انه لم يوضح طبيعة هذه التجاوزات ومواقعها تحديدا. وأضاف أن الخارجية العراقية تعاملت مع هذا الأمر بشكل مباشر وذلك بإرسال مذكرة وزارة النفط العراقية إلى الحكومة الإيرانية التى تطالب بإيقاف كل النشاطات التى تتعلق بهذه الحقول إلى حين التوصل إلى اتفاق بين البلدين. وأشار المسئول العراقي إلى أن وزارته لم تتلقَ حتى الآن أى جواب من الجانب الإيرانى لكنه لم يستبعد أن تتسلمه قريباً، منوها بان وفدا عراقيا سيسافر الى إيران لبحث قضايا الحدود ومن ضمنها الحقول النفطية المشتركة بين البلدين, معرباً عن أمله فى التوصل لنتائج طيبة بهذا الشأن, لكن المسئول العراقي لم يحدد موعد زيارة وفد بلاده لإيران. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد على حسينى إن وفداً عراقيا سيصل لطهران خلال الشهر الحالى لإجراء مفاوضات بشان إتفاقية الجزائر الحدودية بين البلدين التى وقعت فى العام 1975، لكنه لم يشر إن كان الوفد سيبحث مع المسؤولين العراقيين موضوع التجاوزات على الحقول العراقية النفطية من قبل بلاده. وكان نائب رئيس هيئة النزاهة موسى فرج قال فى تصريح صحافى الأسبوع الماضي، إن إيران استولت على أكثر من 15 بئراً نفطيا فى منطقة الطيب الحدودية جنوب العراق, وأشار إلى أن تقارير عراقية وثقت التجاوزات الإيرانية على الآبار العراقية، وذلك بقيامها بالحفر المائل، وتجاوز الحدود والاستيلاء على الآبار النفطية بعد طرد الكوادر الهندسية العراقية العاملة فيها. فى سياق متصل، أكد مسؤول أمنى عراقى فى محافظة ديالى الواقعة شمال شرق العاصمة بغداد، أن مجموعة إيرانية مؤلفة من ثمانية أشخاص يعتقد أنهم عناصر فى الاستخبارات الإيرانية تسللت إلى داخل الأراضى العراقى عبر منطقة نفط خانة الحدودية جنوب مدينة خانقين، ومعهم شاحنات من الأسلحة. ووفقا للمصدر فإن أربع شاحنات إيرانية مغطاة دخلت الأراضى العراقية عبر قاطع حران الحدودي، واتجهت إلى مدينة مندلى مرورا بناحية قزانية التابعة لمحافظة ديالى، مؤكدا أن الشاحنات، ووفقا لمعلومات استخبارية دقيقة تحمل كميات كبيرة من الأسلحة، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية العراقية تتابع الموضوع. يشار إلى أن القوات الأمنية العراقية مخترقة من قبل الميليشيات المسلحة الموالية لإيران، وهى فى الغالب من يعمل على تسهيل دخول هذه المجاميع المسلحة إلى الأراضى العراقية, وتعد محافظة ديالى التى لها شريط حدودى مع إيران واحدة من أكثر المناطق التى لا تزال تشهد نشاطا كبيرا من قبل الميليشيات التابعة والموالية لإيران. وفى تفسير سر تزامن من هذه التقارير التى تدين طهران فى العراق، يقول محللون إن هذه التقارير جزء من التسريبات الأمريكية عما يجرى فى العراق، وذلك فى سياق صراع ليّ الأذرع مع إيران. ويستاءل هؤلاء المحللون عن الدوافع التى جعلت الإدارة الأمريكية تصمت طويلا عن الوجود الإيرانى الكبير فى العراق لولا توحّد المصالح ضد الشعب العراقي.