دعت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، دلاميني زوما إلى تجديد الجهود الرامية لحل النزاع حول إقليم الصحراء، وتمديد فترة بعثة الأممالمتحدة "المينورسو" في الإقليم. وفي بيان صادر عن الاتحاد الأفريقي، تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، اليوم الأربعاء، حثت زوما مجلس الأمن الدولي على ضرورة انتهاز الفرصة للنظر في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" الصادر مؤخراً حول إقليم الصحراء، واعتماده. وكان بان كي مون قد دعا خلال تقرير له بشأن تطورات النزاع في الصحراء، الخميس الماضي، إلى توفير "مراقبة دائمة وغير منحازة لحقوق الإنسان في الصحراء وبمخيمات تندوف (في الغرب الجزائري)"، معبراً في الوقت نفسه عن ارتياحه للجهود التي يبذلها المغرب من أجل تحسين أوضاع حقوق الإنسان في المنطقة وتعاونه مع الهيئات الأممية في هذا المجال. كما عبر المسؤول الأممي في نفس الوقت عن "ارتياحه للرغبة التي عبرت عنها جبهة البوليساريو (المصالبة بانفصال إقليم الصحراء) للتعاون مع هيئات الأممالمتحدة التي تعنى بحقوق الإنسان". يشار إلى أن المغرب انسحب من الاتحاد الأفريقي عام 1984 بعد اعتراف الاتحاد بعضوية إقليم الصحراء فيه. ويعقد مجلس الأمن الدولي، غدا الخميس، اجتماعا لبحث تطورات قضية الصحراء، قبل أن يصوت في وقت لاحق من الشهر الجاري على قرار يقضي بتمديد عمل هذه البعثة الأممية بالصحراء من عدمه. وفي نهاية شهر أبريل/ نيسان من كل عام يعقد مجلس الأمن الدولي، اجتماعاً لبحث تطورات قضية الصحراء والتصويت على قرار التمديد. وتأسست بعثة الأممالمتحدة"المينورسو" إلى إقليم الصحراء بقرار لمجلس الأمن الدولي رقم 690 في أبريل/ نيسان 1991، ومهمتها الأساسية العمل على حفظ السلام، ودأب مجلس الأمن الدولي على التجديد لها سنة واحدة في شهر أبريل/نيسان من كل عام. وبدأت قضية إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء تواجد الاحتلال الإسباني بها، ليتحول النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو إلى نزاع مسلح استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأممالمتحدة. وتشرف الأممالمتحدة، بمشاركة جزائرية وموريتانية، على مفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو؛ بحثاً عن حل نهائي للنزاع حول إقليم الصحراء منذ توقيع الطرفين اتفاقًا لوقف إطلاق النار عام 1991، ويعطل استمرار هذا النزاع الإقليمي تطبيع العلاقات بشكل طبيعي بين المغرب وعدد من الدول الإفريقية في مقدمتها الجزائر. وتقدم المغرب منذ 2007 بمشروع لمنح إقليم الصحراء حكمًا ذاتياً موسعاً، لكن جبهة "البوليساريو" التي تنازع المغرب الصحراء ترفض هذا المقترح، وتصرّ على ضرورة تحديد مستقبل الإقليم بين البقاء ضمن سيادة الدولة المغربية أو الانفصال عن طريق استفتاء لتقرير المصير.