قال خبير سوداني اليوم الخميس، إن توتر العلاقة بين الخرطوموجوبا سيصب في "مصلحة المتمردين في كل من البلدين وسيفضي إلى اشتعال حرب بالوكالة بينهما"، متوقعاً "التصعيد" بينهما. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، أوضح آدم محمد أحمد عميد كلية العلوم السياسية بجامعة "الزعيم الأزهري" في الخرطوم، إن توتر العلاقة بين عاصمتي البلدين الجارين سيكون من مصلحة المتمردين في كل منهما، لأن حكومة كل من البلدين ستدعم المتمردين في الدولة الأخرى لخوض حرب بالوكالة عنها. وأشار إلى أن هذا الأمر "كان واقعاً قبل أن تتحسن العلاقة بين البلدين مؤخراً". واتهمت جنوب السودان، أمس الأربعاء، جارتها الشمالية بقصف أراضيها، وهو ما نفته الثانية واتهمت بدورها جوبا بعدم الالتزام بتنفيذ الاتفاق الأمني الموقع بينهما. ونفى الجيش السوداني في بيان أصدره، أمس الأربعاء، اتهام جوبا له بقصف ولاية الوحدة الحدودية والغنية بالنفط، وبادلها الاتهام بعدم تنفيذ الاتفاق الأمني المبرم بينهما سبتمبر/أيلول 2012، وذلك بعد أيام من تأكيد الرئيسين السوداني عمر البشير والجنوب سوداني سلفاكير ميارديت التزامها بتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بينهما، خلال زيارة الثاني للخرطوم السبت. وكانت العلاقة متوترة بين الخرطوموجوبا منذ انفصال البلدين في يوليو/ تموز 2011 بموجب استفتاء شعبي أقره اتفاق سلام أبرم في 2005 أنهى واحدة من أشرس وأطول الحروب الأهلية في أفريقيا. وبعد مفاوضات شاقة وقع الطرفان برعاية الإتحاد الأفريقي، سبتمبر/أيلول 2012، على بروتوكول تعاون يشمل تسع اتفاقيات أبرزها تصدير نفط الجنوب الذي لا منفذ لتصديره سوى عبر الشمال واتفاق أمني يمنع أي طرف من دعم المتمردين في الطرف الآخر. وتعثر تنفيذ الاتفاقيات لعدة أشهر بسبب اتهام الخرطوملجوبا بمواصلة دعمها لمتمردي الحركة الشعبية (قطاع الشمال) التي تحارب الجيش السوداني في مناطق متاخمة للجنوب، وتتشكل من مقاتلين إنحازوا له (للجنوب) آبان الحرب الأهلية ضد الشمال ما بين عامي 1983 – 2005. وتحسنت العلاقة بين البلدين بعد حل سلفاكير لحكومته في يوليو/تموز الماضي وتشكيل أخرى جديدة رأت الخرطوم أنها خالية من الوجوه "المعادية" لها، بجانب إحالة عشرات الجنرالات في الجيش للمعاش معروف عنهم تشددهم حيال العلاقة مع الخرطوم ومتمسكين بدعم متمردي قطاع الشمال.