بسبب استمرار تجدد النيران في سنترال رمسيس.. شعبة المخابز: احتمالية تعطل الشبكة وإجراءات بديلة لصرف الخبز    اتحاد بنوك مصر: البنوك ستعمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء رغم التأثر بحريق سنترال رمسيس    وزير العمل: صرف نحو 23 مليون جنيه كتعويضات للعمالة غير المنتظمة في 2024    على خلفية حريق سنترال رمسيس.. غرفة عمليات ب «صحة قنا» لمتابعة تداعيات انقطاع شبكات الاتصالات    حذر وتأثير نفسي، توقعات محتملة لأداء السوق اليوم في ظل أزمة حريق سنترال رمسيس    سعر الفراخ البيضاء والساسو وكرتونة البيض الأبيض والأحمر بالأسواق اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025    انخفض 20 جنيهًا.. سعر عيار 21 الآن بعد آخر تراجع في سعر الذهب اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025؟    سعر الدولار الآن امام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الثلاثاء 8 يوليو 2025    ترامب: سنفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من كوريا الجنوبية واليابان    إعلام عبري: مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 20 آخرين بهجوم في بيت حانون    استشهاد 16 فلسطينيا في غارات الاحتلال على النصيرات وغزة    أهم الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. الكرملين ردا على ترامب: التعاون داخل البريكس ليس موجها ضد أطراف ثالثة.. إيران: طهران قادرة على إطلاق الصواريخ لعامين بلا توقف.. إسرائيل تجري مناورات بالجولان    معادلات أمريكية جديدة في البحر الأحمر.. بين الأخطار والتداعيات    سنرددها ألف مرة.. المفتي: «المسجد الأقصى حقٌّ إسلاميٌّ خالص لا يقبل القسمة ولا المساومة»    قوات الاحتلال تضرم النيران في منزل داخل مخيم نور شمس شرق طولكرم    المجلس الوطني الفلسطيني: هدم الاحتلال للمنازل في طولكرم جريمة تطهير عرقي    أرقام لويس دياز مع ليفربول بعد صراع برشلونة وبايرن ميونخ لضمه    صفقة تبادلية تدور في الأفق بين الزمالك وسموحة    الجهاز الفني لمنتخب مصر تحت 16 سنة يُقيم أداء 36 محترفًا    موعد مباراة تشيلسي اليوم أمام فلومينينسي في نصف نهائي كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    «درجة تانية».. سيف زاهر يكشف رحيل نجم الزمالك للدوري السعودي    وليد صلاح: بقاء عبد الله السعيد في الزمالك ضروري.. ولا أؤيد اعتزال شيكابالا    محترف الزمالك يرغب في الرحيل عن النادي.. الغندور يكشف التفاصيل    في حريق سنترال رمسيس.. وجميع الحالات مستقرة    لقطات جديدة ترصد آخر تطورات محاولات إطفاء حريق سنترال رمسيس (صور)    احذروا الشبورة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025    إجراءات استباقية من البورصة بعد حريق سنترال رمسيس وخبير يكشف التأثير    «إسعاف البحر الأحمر» يخصص أرقامًا بديلة لتلقي البلاغات بعد حريق سنترال رمسيس    الأقصر تعلن عن خطوط بديلة لتعطل الخط الساخن 123    مصدر حكومي: إنستا باي يعمل بكفاءة.. وتأثر بعض خدمات البنوك بسبب حريق سنترال رمسيس    إصابة شقيقين فى حادث تصادم جرار زراعى وسيارة ملاكى بالغربية    انطلاق فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته ال 20.. المعرض بمشاركة 79 دار نشر مصرية وعربية.. 215 فعالية ثقافية على هامش المهرجان ل 800 محضر.. خصومات تصل إلى 30%.. فيديو وصور    محمد على رزق: «اكتسبت وزنًا من أجل منعم في فات الميعاد»    تساؤلات داخلية وخوف من الوحدة.. توقعات برج الحمل اليوم 8 يوليو    بعض التحديات في الأمور المادية والمهنية.. حظ برج الجدي اليوم 8 يوليو    جمال عبد الحميد: دخلت السينما وسط تهافت المنتجين.. واعتزلت فجأة بعد خطبة جمعة    عماد الدين حسين: العلاقات المصرية الصومالية تاريخية وجرى ترفيعها لآفاق الشراكة الاستراتيجية    عمرو أديب عن أزمة مها الصغير: سرقة غبية.. ومش عاوز حد يبررلها اللي حصل    أهم طرق علاج دوالي الساقين في المنزل    الدكتورة لمياء عبد القادر مديرًا لمستشفى 6 أكتوبر المركزي (تفاصيل)    لعلاج الألم وتخفيف الالتهاب.. أهم الأطعمة المفيدة لمرضى التهاب المفاصل    عاجل- المصرية للاتصالات تخرج عن صمتها: حريق سنترال رمسيس فصل الخدمة عن الملايين.. وقطع الكهرباء كان ضروريًا    السعيد غنيم : مشاركتنا في القائمة الوطنية تأكيد على دعم الدولة ومؤسساتها الدستورية    رتوش أخيرة تفصل الزمالك عن ضم مهاجم فاركو وحارس الاتحاد    أطعمة قدميها لأسرتك لحمايتهم من الجفاف في الصيف    مدارس البترول 2025.. الشروط والأوراق المطلوبة للتقديم    انطلاق مهرجان جرش 23 يوليو بمشاركة كبيرة لنجوم الغناء    مسؤول ب«الأمومة والطفولة»: نزع الطفل من أسرته لحمايته والردع مستمر فى مواجهة العنف الأسر    أول سيدة تتقدم للترشح على مقعد الشيوخ بالفيوم في ثالث أيام فتح باب التقديم    رئيس جامعة كفر الشيخ يشهد حفل تخريج الدفعة 55 بكلية الزراعة    تعليم الوادي الجديد تعتمد جدول امتحانات الدور الثاني للصف السادس الابتدائي    "جبالي": الحكومة تسحب مشروع قانون تنظيم المراكز الطبية المتخصصة    وفقا للحسابات الفلكية.. تعرف على موعد المولد النبوي الشريف    نجاح إجراء جراحة معقدة لإصلاح تشوه نادر بالعمود الفقري لطفلة 12عاما بزايد التخصصي    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الفساد صناعة ?!    (( أصل السياسة))… بقلم : د / عمر عبد الجواد عبد العزيز    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : حالة شكر.""؟!    نشرة التوك شو| الحكومة تعلق على نظام البكالوريا وخبير يكشف أسباب الأمطار المفاجئة صيفًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. حسام عقل ل"محيط ":صراع الصقور والحمائم مازال مستمرا
نشر في محيط يوم 03 - 04 - 2014

لم أنضم للإخوان ولست "خلايا نائمة".. ومصرلا تحتمل السيناريو الجزائري
أبلغنا المؤسسة العسكرية بمبادرتنا ولم ترفض أو توافق
الحل الأمني ليس حلا وأطراف بمجلس الوزراء أبلغونا بأنه فات الوقت
نحتاج ميثاق شرف إعلامي لمواجهة فاشية الإعلام المصري الحالي
بيان السيسي الأخير به تلميحات عن المصالحة لكن ترشحه زاد الأمر تعقيدا
على "دعم الشرعية" وضع سقف لمطالبه والمتظاهرون لن يبقون في الشارع للأبد
لن يستطيع أحد العزف منفردا .. ويجب دمج المبادرات في تيار واحد ..
وسيأتي وقت يجلس فيه الجميع علي مائدة الحوار
صرح الدكتور حسام عقل رئيس المكتب السياسي لحزب البديل الحضاري أن ما يحدث في مصر الآن تمهيد لتطبيق السيناريو الجزائري الذي راح ضحيته أكثر من 100 ألف شخص و خرجت منه خاسرة لكل شيء ، وهو الوضع الذي لن يتحمله تتحمله البلاد ولن يقبله الشعب المصري لافتا إلى أن صراع " الصقور والحمائم " "الدولة و الإخوان "لم يحسم ولن يحسم بهذه البساطة.
وأضاف عقل أن تجارب المنطقة كلها تنبئ بما لا يدع مجالا للشك أن الأمور ستؤول في النهاية إلي قبول فكرة المصالحة الوطنية مثلما حدث في الجزائر وجنوب إفريقيا لافتا إلي ضرورة تكوين تيار "للمصالحة الوطنية" لمجابهة التيار الفاشي ، فالي نص الحوار :
ما دلالة الاسم الذي تحمله مبادرة الفرصة الأخيرة " الحسين مانديلا " ؟
هذا الاسم " الحسين ومانديلا " اسم حركي للمبادرة وليس اسما رسميا لها ولقد تعمدنا في اختياره أن على الدلالية والرمزية ، فالرمز الأول هو اسم "الحسين " ويرمز إلي استمرار المسار الثوري مهما تكن تضحيات وهذا من ثوابت فكرنا وأهدافنا .
و الثاني "مانديلا "وهو جزء من الميراث الثوري للقارة السمراء لأنه استطاع أن يطوي صفحة خلاف استمرت ثلاثة عقود كاملة من الزمن حيث أجلس البيض والسود على طاولة واحدة واعتمد فكر التسامح السياسي فخلت فترة حكمه من أفكار الانتقام السياسي والتشفي وكرس لفكر العدالة الانتقالية برؤية سياسية ناضجة .
و نحن في تلك المبادرة ارتكنا إلى ترسيخ مفاهيم "العدالة الاجتماعية والحريات الإنسانية في إطار سياسي قانوني اجتماعي معتدل يقدم طرحا مكتملا وليس جزئيا لحل الأزمة الراهنة التي تعيشها مصر ، ونحن على استعداد لتفعيل هذا الطرح حتى لو استغرق وقتا طويلا ولنا في جنوب إفريقيا أسوة حيث استغرقت المصالحة هناك عامين مما يدل علي أن صفحة المصالحة في مصر لن تطو بسهولة لان حجم الدماء والقتلى والجرحى يزيد من صعوبة وتعقيد المشهد ولكن تجارب المنطقة سواء في الجزائر أو جنوب إفريقيا تدعم هذه فكرة المصالحة لا محالة .
وهل تمتلكون آليات التوصل إلى اتفاق مبدئي بين الطرفين.. وماذا عن درجة التفاعل أو الترحيب بين أفراد الشعب غير المسيس لتلك المبادرة ؟
أتصور أن امتلاك الآليات أمر لا يستطيع احد داخل المشهد السياسي أن يدعيه ، ولكن هناك ما يسمي في عالم السياسة "بهامش المناورة" خصوصا في هذه المرحلة الحساسة من عمر الوطن ، وبالتالي فلا يوجد من يمتلك آليات محددة للتعامل ولا استطيع الجزم بأن من يطرحون مبادرات للمصالحة يمكنهم العمل بمفردهم في مشهد بهذا التعقيد لذا يجب أن ينصهر الجميع في بوتقة واحدة.
وفي تقديري فإن الإعلام المصري يمارس حاليا أعلى درجات الفاشية والاستقصائية وعليه فقد كان هاجسنا الوحيد عندما طرحنا هذه المبادرة ، أن نجمع كل الراغبين في إقرار مبدأ المصالحة الوطنية ، ونقوم بتكوين تيار مكتمل يستطيع تمثيل قوى متكافئة لتيار القوى الذي يتحكم الآن في المشهد وهو التيار الراديكالي الاستقصائي الفاشي .
سمعنا أنكم نسقتم مع المجلس العسكري قبل طرح تلك المبادرة فهل حدث ذلك ؟
أبلغناهم فقط وتركنا لهم وقتا لدراسة المبادرة ، لكنى كمراقب اشعر بأن الدولة متلكئة او مترددة في قبول فكرة المصالحة لأسباب واعتبارات متعددة . فالدولة مثل التيارات الفكرية والسياسية ليست طيفا او لونا واحدا ، ولكنك ستجد الصقور وتجد الحمائم ، وفي تقديري فإن صراع الصقور والحمائم لم يحسم بعد و لكنه ربما يكون في اتجاه بلورة فكرة متوازنة للمصالحة .
وهل لاحظتم أي بوادر لقبول الفكرة أو تلميحات وإشارات مرحبة من الدولة ؟
نعم ، حدث ذلك بشكل مباشر في تصريحات من رئيس الوزراء السابق الببلاوي وتفاجئنا بعدها بيومين بتصريح لوزير في نفس الحكومة يستبعد فكرة المصالحة تماما.
وهل وجهت الدولة "للبديل الحضاري" أي تعليمات بشأن التوقف عن استكمال المبادرة أو إلغائها من الأساس؟
لا لم أشعر منهم بالرفض ولم يحدث أن وجهت لي تعليمات بالتوقف عن استكمالها وإلا لما كان للمبادرة داعي من الأساس وفي نفس الوقت لم تصرح الدولة بالبدء في إجراء حوار مجتمعي حقيقي لمصالحة وطنية ، لكن هناك إشارات عامة للرفض منها "لا مصالحة مع القتلة " في تصريحات متكررة لبعض الوزراء داخل الدولة.
وكأنهم يفسرون الماء بالماء ، لكن هذا يؤكد وجود صراع دائر ما بين الصقور والحمائم داخل الدولة وفي تقديري فإنه لن يستمر ، فلو قمنا بتحليل واقعي لمضمون خطاب السيسي الأخير ستجد إشارات تتحدث عن المصالحة في المستقبل عندما قال " لابد من العودة إلي العائلة الوطنية " وهذه الفكرة تعني ضمنيا عودة جميع أفراد العائلة للبيت الواحد .
أما المستشار عدلي منصور فأكد في القمة العربية أن خيار الحرب ضد الإرهاب ما زال مستمرا ولم تظهر منه إشارات إلي فكرة المصالحة
حال فوز السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة هل ستستمرون فى طرح المبادرة وإجراء حوار مجتمعي بخصوصها ؟
اعتقد أن مبدأ المصالحة الآن با أكثر صعوبة ؛ لأسباب عديدة منها استمرار إراقة الدماء ، وقد سبق أن حذرنا من ذلك وقلنا إن كل قطرة دم تسقط تصعب من مهمة أي مبادرة في المستقبل مهما كان محتواها السياسي ومهما كانت الإطراف القائمة عليها .
فما دام الاحتقان مستمر أتصور أن الظروف ستظل متأزمة، وبالتالي هل نتخلى عن فكرة المصالحة ؟ بالقطع لا ، كما لن يستطيع د حسن نافعة جمال سلطان آو الإخوان المنشقين أو الجماعة الإسلامية ولا حتى البديل الحضاري لا يمكن ان يسبحون منفردين.
و ما تعليقك علي ما يقال عن كونكم امتدادا وبابا خلفيا لجماعة الإخوان المسلمين وأنكم تؤدون أدوارا لصالحها بسبب خلفيتكم الإسلامية ؟
بالطبع هذا غير صحيح لأننا لنا رؤية سياسية مستقلة وكوني ارتبط بالفكرة الإسلامية الوسطية هذا أمر لا أنكره ، لكن هذا لا يعني كوني احد أفراد جماعة الإخوان المسلمين ؛ فهناك خلافات سابقة بيننا ومواقف معلنة مع جماعة الإخوان المسلمين ، ومن يراجع التاريخ سيتذكر أن رؤية الإخوان في إدارة الدولة سياسيا واقتصاديا كانت لي عليها العديد من التحفظات وكانت معلنة أبديتها للدكتور محمد البلتاجي والعيان وللدكتور هشام قنديل إبان فترة حكم الدكتور مرسي .
فطريقة الإخوان في معالجة الأمور قائمة علي الإصلاح التدريجي المحافظ نوعا ما ، لكني أري أن المسار الثوري كان يحتاج إلي تغيير جذري في هيكل وشكل الدولة وبالتالي فإن رؤيتي الإصلاحية تختلف جذريا عن رؤية الإخوان منذ الثورة .
ولا شك أن هناك أوجه اتفاق في بعض الأمور المشتركة مثل الإيمان بفكرة الحريات المدنية والعدالة الاجتماعية لكن في جزئيات الرؤية هناك اختلاف ، وليس سرا أني رفضت الانضمام إلي أي أحزاب تابعة لهم كما أني لم أكن راغبا إن يتسلم الإخوان مفاتيح المرحلة الانتقالية بعد الثورة ، وكنت أري انه من الأفضل تشكيل حكومة ائتلاف وطني تجمع كل الأطياف السياسية الموجودة لأنها ستشكل عنصر ضغط قوي علي المؤسسة العسكرية و المكون الفلولي والدولة العميقة المتجزرة في المؤسسات المصرية ،.
لكن نتيجة لوجود المشهد الفاشي المتنامي في مصر يتم تصنيف أي من ينتسب الي الفكرة الإسلامية جماعة الإخوان المسلمين وإذا لم يكن هناك مؤشرات قوية من سيرته الذاتية تشي بولائه للفكرة الإسلامية يقال عليه خلايا إخوانية نائمة مثلما قيل علي الدكتور سيف عبد الفتاح والدكتور أيمن الصياد .
هل عرضتم مبادرتكم علي تيارات إسلامية لها موقف من 30 يونيو ؟
طرحنا المبادرة وأدرنا حوارا مع تحالف دعم الشرعية وبعض قيادات الإخوان وكان لهم تحفظات علي بعض بنود المبادرة لكنهم قبلوها في المجمل كآلية مبدأية للحل وليس كمضمون وفحوى ، وأنا قبلت هذا لمجرد الجلوس علي الطاولة وما نقدمه ليس قرآنا ؛ فهو عبارة عن اجتهاد سياسي للمصالحة يتفق من يتفق ويختلف من يختلف .
وقال لي احد قيادات الإخوان انه لن يقبل بدخول أولياء الدم طرفا في المصالحة وان يتم جمع توكيلات عنهم لان هذا أمر لا يمكن تحقيقه ميدانيا ، وأنا وضعت هذا التحفظ محل اعتباري، ولكن أطرافا من داخل الدولة وبالتحديد من المجموعة الوزارية قالت لنا انه فات أوان الاستفتاءات وعلي ذلك يتحفظون علي هذا البند .
وعلي ذلك وضعنا أخر سطرين في المبادرة واعتبرناها نسقا مفتوحا وكل بنودها قابلة للتعديل والحذف والزيادة إذا رأي الطرفان ذلك وتفهمنا هذه التحفظات ونستطيع البناء عليها ، لكني أقول لو لم يكن لهذه المبادرة من فائدة الا البدء والاستهلال بإجراءات بناء الثقة والإفراج عن المعتقلين الذين لم تثبت عليهم تهم جنائية وإعادة فتح القنوات المغلقة وتفعيل المطبوعات المعطلة هذا مكسب كبير للمبادة ولو قبلا الطرفان المبدأ وأعلنا الجلوس علي الطاولة فهذا مكسب عظيم ويتبقي بعد ذلك خطة العمل .
ولذلك قيل لي من معظم من طرحوا المبادرات أنهم طرحوا أفق عاما لكن مبادرة البديل الحضاري تقدم برنامج عمل متكامل بما فيه البعد السياسي والاقتصادي والعدالة الاجتماعية ؛ فهي ورقة عمل متكاملة جدا بعد قبول المبدأ ويس قبل ذلك ، وبالتالي أري ان قبول فكرة المصالحة اكبر مكتسب بدليل أن مرور الوقت خفتت نغمة الهجوم علي أصحاب المبادرة حطي ولو بشكل بطئ أو نسبي ، لان أفق الخيار الأمني نتجت عنه مواقف دامية ، وبالتالي سيحدث قبول تدريجي لفكرة المبادرة .
لكن ألن يؤثر هذا علي فكرة حرية الاعلام ؟
اذا رجعنا الي ميثاق الشرف الإعلامي الذي وضعته وزيرة الدولة لشئون الإعلام د درية شرف الدين سنجده ينص علي ما أقوله الآن ، وانه علي الإعلام أن يكون عنصرا بناء في عمليات المصالحة الوطنية والسلم الأهلي وهذا معمول به في أي منظومة إعلامية في العالم ، فلا ينبغي أن يمارس الإعلام تحريضا علي العرق أو كراهية طائفة او دعوة للطرد الجماعي والسحق وهذا معمول به في بريطانيا منذ الخمسينات والولايات المتحدة الأمريكية في مطالع القرن الماضي أيضا .
ولا يوجود إعلامي يدعو إلي تصويب رصاص علي الرأس واستئصال فريق وشيطنته في آي مكان في العالم ، ونحن مع حريات الإعلام الذي يتسم بالمهنية والرؤية الاحترافية ؛ وبالتالي فكل الفترات سواء في عهد الدكتور مرسي وما سبقها في عهد المجلس العسكري يتحدث الجميع عن ميثاق شرف إعلامي وعندما طرحته وزارة الإعلام هناك من قبله وهناك أيضا من رفضه مثل الدكتور صفوت العالم ، ، واري أن الإعلام المصري وصل لأسوأ مراحله علي الإطلاق ويكاد يكون إعلاما عنصريا.
ما رأيك فيما قاله الدكتور حسن نافعة من أن تعدد المبادرات أمر غير صحي ؟
هذا اذا كانت متعمدة بالفعل لكنها خرجت بشكل تلقائي وغير مرتب وهذا هو حال الصديق جمال سلطان فقد خرجت المبادرتان في توقيت متزامن مع الدكتور حسن نافعة ، والأخير لم ينسق معنا ونحن نعترف أننا لم ننسق معه ، لكن بمحض المصادفة انطلقت كل المبادرات في وقت واحد واعتقد ان هذا نتيجة إحساس بان الوطن يتجه إلي وضع كارثي ولابد من طرح فكرة المصالحة كمبدأ .
واري انه من الأفضل توحيد المبادرات وهذه الخطوة الثانية التي بدأنا فيها وقمنا بحوارات مكثفة مع تيارات المسار الثوري ، وكان حجم التجاوب كبيرا وان كان هناك تخوف او تحفظ ضمني على أن طريق المبادة لن يكون سهلا وسيكون شائكا مع استمرار السلطة بهذا الشكل ، وأقول صراحة إن السلطة لابد أن تخفف من حدة الخيار الأمني .
هل حدثت تنسيقات لجمع تلك المبادرات في مبادرة واحدة ؟
ليست الفكرة توحيد المبادرات في ورقة واحد وإنما إدماجها في تيار واحد سنسميه "تيار المصالحة الوطنية" لجعلهم في وضع أكثر قوة وخلق كيان مواز لكيان آخر أكثر امتدادا ونفوذا في المشهد المصري وهو التيار الفاشي ونحن الآن في مرحلة الحوار و لم نصل بعد إلي التنسيق الذي يقضي بأن يصطف الجميع خلف الفكرة ولا استطيع القول بأن الهدف هو الاصطفاف الكامل لكن الأهم هو إعطاء الضوء الأخضر ، لان المناخ ما زال يسوده التشكك والخوف ومثلما قلت نحن وأصحاب المبادرات الأخرى لا نملك عصا موسي بدليل أن الجميع تعرضوا لشيطنة غير طبيعية واتهموا بالجهل ونزعت عنهم المواطنة وكأن تبني الخيار الأمني أصبح من ثوابت الدولة الوطنية ، وهذا بيقين ليس صحيح فكل التجارب الأخرى بما فيها الجزائر انتهت بالتوافق المدني سنة 99 وتم إطلاق صراح عباسي مدني ورفاقه من المعتقلات وفتح السجون وبدأت عملية الحوار ، بعد أن خسرت الجزائر أفضل ما لديها اقتصادا وسياسة ومجتمعا .
وهل مصر الآن تسير علي خطي السيناريو الجزائري ؟
مصر لا تحتمل عشرية سوداء ، وقد زارني صديق جزائري قبيل أحداث 30 يونيو وقال انه يشتم رائحة السيناريو الجزائري والعشري السوداء بسبب الاستقطاب الحاصل .
و بالفعل مصر الآن تسير علي هذا الطريق حيث يتم استئصال أي تيار ونسق فكري كامل ، رغم أن الكثيرين قالوا إن مصر ليست الجزائر ، ومنهم المفكر الكبير فهمي هويدي لكنه كتب مؤخرا مقالة بعنوان اشتم رائحة السيناريو الجزائري وأنا أرى أن مصر لا تحتمل ذلك سواء على المستوى الإقليمي والدولي أو الاجتماعي أو الاقتصادي ، الوضع حساس ولابد أن يجلس جميع الأطراف الآن علي طاولة واحدة والقبول بفكرة المصالحة .
ألا تزال متفائلا بقبول فكرة المصالحة في الفترة القادمة سواء من الدولة والأحزاب أو المواطنين غير المنتمين لأي أيديولوجية سياسية ؟
نعم . مازلت متفائلا علي المدى البعيد ، ويجب أن يكون واضحا لدي تحالف دعم الشرعية أنه لن يظل المتظاهرون في الشارع للأبد ، ولا بد أن يكون هناك سقف سياسي لمطالبنا وعلي جانب الدولة من المعروف لوجيستيا أن الخيار الأمني إذا استمر لوقت طويل يصاب الأفراد " بانقطاع النفس " ويصاب المجندون بكثير من الإرهاق على مستوى الجسد وعلى مستوى الضمير وبالتالي لا يستطيع الطرفان الاستمرار في هذا الوضع للأبد .
اقرأ فى هذا الملف
* حسن نافعة ل"محيط" : ترشح السيسي ليس مفاجأة..والأجواء غير مهيأة للمصالحة
* تعددت المبادرات والرفض واحد
* مجدي قرقرل" محيط ": بلدوزر "الانقلاب" أطاح بمعارضيه ونسف فرص الخروج الآمن
* انتخابات الرئاسة تؤجل صفقات المصالحة مع الإخوان
* مجدي حسين ل"محيط ": الاعتصامات والإضرابات سيحسمان الصراع ولا بديل عن الشرعية
* سياسيون يضعون سيناريوهات بديلة لمبادرات المصالحة الوطنية
** بداية الملف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.