شهدت عدة جامعات بالعاصمة المصرية، القاهرة، إقبالاً طلابيًا ضعيفًا وتكثيفًا أمنيًا، غداة التفجيرات التي شهدها محيط جامعة القاهرة (غرب العاصمة) أمس وأسفرت عن مقتل ضابط وإصابة 5 آخرين. ففي جامعة القاهرة لوحظ عزوف كبير من الطلاب عن الحضور اليوم إلى الجامعة، مع تكثيف كبير من قبل قوات الشرطة في محيط الجامعة، بحسب وكالة أنباء الأناضول. وتواجدت 3 سيارات شرطة وسيارة مكافحة الشغب، بالإضافة إلى فرقة للكشف عن المفرقعات قامت بتمشيط محيط الجامعة. كما شدد الأمن الإدارى من تواجده بالجامعة، وعمل على تفتيش السيارات بصرامة، ومنع دخول أى شخص غريب عن الجامعة، كما زوّدت أفراد الأمن بعناصر أمن نسائى لتفتيش الطالبات. وتكرر المشهد ذاته في جامعة عين شمس (شرقي القاهرة) التي شهدت عزوفًا من الطلاب بعد أحداث محيط جامعة القاهرة أمس. وقال أحد طلاب الجامعة، رفض ذكر اسمه، إن سبب الإقبال الضعيف للطلاب اليوم خوفهم من حدوث مثل هذه التفجيرات داخل الجامعة. وطالب بأن يستعين الأمن الإدارى للكلية بالكلاب البوليسية على البوابات الرئيسية للجامعة وتفتيش الطلاب تفتيشًا قويًا جدًا لحفظ أمن الجامعة ومنع تكرار ما شهدته جامعة القاهرة. ونظّمت حركة "طلاب ضد الانقلاب"، المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، وقفة احتجاجية، اليوم الخميس، داخل البوابة الرئيسية لجامعة عين شمس، بعد فتحهم بوابة الجامعة بالقوة، بحسب شهود عيان. وطالب المشاركون في الوقفة بالقصاص لزملائهم من الطلاب الذين قتلوا خلال الاحتجاجات، وكذلك الإفراج عن زملائهم المقبوض عليهم. أما جامعة الأزهر (شرقي القاهرة) فشهدت هدوءًا اليوم الخميس وإقبالاً ضعيفًا من الطلاب عقب أحداث محيط جامعة القاهرة. وقامت إدارة الجامعة باستكمال بناء السور المهدوم الفاصل بين حرم الجامعة والسكن الطلابي الملاصقة لها، وعمل بوابة دخول للطلاب بين الحرم الجامعي والسكن. وتم بناء هذا السور الشهر الماضي لمنع انتقال الطلاب بين السكن الطلابي والحرم الجامعي خلال المظاهرات والحد منها، قبل أن يهدمه طلاب مؤيدون لمرسي خلال احتجاجات لهم الشهر الماضي. وقامت قوات الأمن بعمليات تمشيط مستمرة حول مبنى الإدارة مع مراقبة الأسوار وتفتيش البوابات الرئيسية ومداخل الكليات، وتفتيش الحقائب المحمولة. وفي تصريحات صحفية اليوم، قال اللواء مجدى عباس، مدير عام أمن جامعة الأزهر، إن الجامعة تتخذ احتياطاتها الأمنية بشكل دائم، لمنع تكرار ما شهدته جامعة القاهرة أمس. وأضاف أن الجامعة سوف تشهد تواجدا شرطيا يوميا، حتى نهاية الفصل الدراسى فى أرجاء الحرم الجامعى، خاصة حول مبنى رئاسة الجامعة وأمام كلية الزراعة التى تشهد احتجاجات واشتباكات أمام سور السكن الطلابي. وكان أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، قد قرر تخصيص بوابة لطلاب السكن الجامعي حرصا على مصلحتهم وتخفيف الأعباء عنهم، موضحًا أن هذه البوابة ستيسر على الطلاب وتوفر عليهم الوقت فى المرور من السكن والذهاب إلى كلياتهم بالحرم الجامعى. وفي محافظة الغربية (دلتا النيل)، نظّم، اليوم الخميس، طلاب جامعة الأزهر (فرع طنطا) فاعلية داخل حرم الجامعة؛ للتنديد بما أسموه "حكم العسكر"، وترشيح وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي للرئاسة. وردد الطلاب هتافات مناهضة للجيش والشرطة، مطالبين بالافراج عن زملائهم المحبوسين. وفى الوقت ذاته، تمركزت سيارات الأمن المركزى "شرطة مكافحة الشغب" ، قرب فرع الجامعة؛ تحسبا لوقوع أي أعمال شغب. ومشّطت الأجهزة الأمنية، مساء أمس الأربعاء، جامعات موجودة بالعاصمة المصرية القاهرة، ومحافظة الجيزة المتاخمة لها، عقب التفجيرات التي شهدتها جامعة القاهرة، وأسفرت عن مقتل ضابط وإصابة آخرين. وقُتل ضابط مصري وأصيب 5 آخرون أحدهم برتبة لواء، الأربعاء، إثر تفجير 3 عبوات ناسفة في محيط ميدان نهضة مصر، أمام جامعة القاهرة، في محافظة الجيزة، بحسب بيان لوزارة الداخلية. وأعلنت جماعة تطلق على نفسها "أجناد مصر"، مساء الأربعاء، مسؤوليتها عن تفجير ثلاث عبوات ناسفة أمام جامعة القاهرة غربي العاصمة المصرية. وقالت الجماعة، في بيان على حساب منسوب إليها على موقع "تويتر" للتدوينات القصيرة: "فتح الله على جنودنا الأبطال، ضمن حملة القصاص حياة، بالوصول إلى تجمع لكبار قيادات الأجهزة الأمنية المتمركزة بالقرب من ميدان النهضة (أمام جامعة القاهرة)، وزرع ثلاث عبوات ناسفة في المكان". ومضت قائلة: "تم تفجير عبوتين فور وصول القيادات الأمنية، ما أدى إلى هلاك وإصابة العديد من عتاة مجرميهم، وتم تأخير قنبلة أخرى لوجود حشد من المدنيين". وحاولت الجماعة تبرير تلك التفجيرات قائلة: "تأتي تلك العملية الأخيرة قرب ميدان النهضة (أمام البوابة الرئيسية للجامعة) بعد تزايد حملات الاعتقال للحرائر من نسائنا وفتياتنا والتطاول عليهن، ويشرفنا إهدائها لهن، ونعاهدهن أننا لن يقر لن قرار ولن يهدأ لنا بال ما بقيت واحدة منهن في الأسر".