غولدستون يشكك في صحة تقريره حول غزة وإسرائيل تطالب بإلغاءه القاضي ريتشارد غولدستون شكك القاضي السابق ريتشارد غولدستون في تقريره عن غزة الذي أتهم فيه إسرائيل بتعمد استهداف المدنيين خلال حرب غزة 2008, وهو الأمر الذي شجع تل أبيب على مخاطبة مجلس الأمن الدولي لإلغاءه. وثيقة مختلفة قال غولدستون في مقال له نشرته صحيفة "واشنطن بوست", انه يجب إعادة النظر بتقرير بعثة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التي رئسها للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في نهاية العام 2008. وأوضح أنه تعرف حاليا على معلومات لم تكن بحوزته في عام 2008, قائلا: "لو كنت أعرف يومها ما أعرفه الآن، لكان تقرير غولدستون وثيقة مختلفة". وأضاف إن الاتهامات لإسرائيل بتعمّد استهداف المدنيين "استندت على وفاة وجرح مدنيين في حالات لم يكن لبعثة تقصي الحقائق دليل يمكن على أساسه استخلاص أي استنتاج آخر معقول". وبرر غولدستون موقفه باستناده على التحقيقات التي نشرها الجيش الإسرائيلي، والتي اعترف بها تقرير لجنة الأممالمتحدة للخبراء المستقلين برئاسة القاضي ماري ماكغوان ديفيس. حيث خلصت تلك التحقيقات إلى أن المدنيين لم يستهدفوا عمداً وبناء على سياسة محددة، وأن تلك التحقيقات أكدت صحة بعض الحوادث التي حققت فيها البعثة والتي تشمل حالات تورط فيها جنود بشكل فردي، إلا إنها تشير أيضا إلى أنها لم تكن كسياسة تستهدف المدنيين عمدا. وأعطى القاضي مثال أخطر هجوم ركز عليه تقرير البعثة وهو مقتل 29 من أفراد عائلة السمّوني في قصف منزلهم، مشيراً إلى أن هذا القصف جاء على ما يبدو نتيجة تفسير خاطئ من قبل قائد إسرائيلي لصورة التقطتها طائرة من دون طيار ويتم حالياً التحقيق مع ضابط إسرائيلي لإعطائه الأمر بشن الهجوم. وأضاف انه على الرغم من أن التحقيق طال إلاّ انه يبدو ان "عملية مناسبة جارية الآن وأنا واثق من أنه إذا تم التوصّل إلى أن الضابط مهمل فإن إسرائيل سترد تبعاً لذلك". فرصة سانحة بنيامين نتنياهو وعلى الجانب الآخر, فقد رأت اسرائيل في تصريحات غولدستون فرصة سانحة لإلغاء تقريره حول غزة. فقد طلبت الحكومة الإسرائيلية يوم السبت من مجلس الأمن الدولي إلغاء تقرير اتهمها بارتكاب جرائم حرب إبان العدوان الذي شنته على قطاع غزة في ديسمبر/كانون الأول 2008. وفي بيان مكتوب صدر اليوم السبت، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الأممالمتحدة إلغاء تقرير غولدستون. وقال نتنياهو في البيان "كل ما قلناه ثبتت صحته، فإسرائيل لم تتعمد إيذاء المدنيين، وأجهزة التحقيق التابعة لها تتمتع بالكفاءة، وبما أن جولدستون قد تراجع عن أقواله فإن ذلك يستوجب إهمال التقرير". جرائم حرب قصف غزة بالفوسفور الابيض ونشرت بعثة تقصي الحقائق تقريرها الذي ضم 575 صفحة في 15 سبتمبر 2009, وحمل اسم "حالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى" وسمى إعلاميًا تقرير غولدستون. وانتهى التقرير إلى ارتكاب كل من القوات الإسرائيلية والفصائل المسلحة الفلسطينية ما يمكن اعتباره جرائم حرب. وحسب ما جاء في التقرير "ربما تعتبر جرائم ضد الإنسانية". وتضمنت الاتهامات الموجهة للطرف الإسرائيلي إلقاء قذائف على غزة أثناء عملية "الرصاص المصبوب", كما رصدت بعثة التحقيق أربع حالات استخدم فيها الجيش الإسرائيلي المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية. وأشار التقرير إلى أن هذا السلوك يعد مخالفًا للفصل الرابع عشر من القانون الدولي الإنساني ويعتبر جريمة حرب. كما رصد التقرير استخدام القوات الإسرائيلية لأنواع معينة من الأسلحة مثل القنابل المسمارية والفسفور الأبيض, في المناطق المأهولة. واعتبرت اللجنة أن استخدام الفسفور بتلك الصورة "تهورًا بشكل منهجي".