شجر "الدوم" يدافع عن تبعية طابا لحدود مصر الهدنة بين مصر وإسرائيل خارج أراضي طابا كانت حلقة للعنف والإرهاب الذي مرت به مصر 19 مارس 1989 بدء الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة جنوبسيناء 25 عاما مرت على تحرر آخر بقعة أراضٍ مصرية من يد الاحتلال الصهيوني، طابا، المدينة الساحرة التي تتوسط مياه خليج العقبة الأردني وسلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية، تعد بوابة مصر من الجانب الشرقي، ومعبرها البري هو الفاصل بين مصر وإسرائيل، كما أنها تجاور حدود الأردن والسعودية وفلسطين. الأحداث السياسية أفقدت ذكرى تحريرها قيمتها، وقل الاهتمام بها على الجانب الإعلامي والسياسي، ففي مثل هذا اليوم؛ التاسع عشر من شهر مارس 2011، جرى الاستفتاء على التعديلات الدستورية عقب ثورة 25 يناير، لتتداخل ذكرى الحدثين، ويطغى الاستفتاء السياسي، على التحرر التاريخي. طابا .. بلد العروبة تبعد طابا عن مدينة شرم الشيخ بحوالي 240 كلم جنوبا، وتعد المنطقة المتواجدة بين المدينتين أحد أهم المناطق السياحية بجنوبسيناء، وبها عدد من المنتجعات السياحية والشريط الساحلي لها يتكون من عدد من الخلجان والبحيرات ومضيق، بالإضافة إلى جزيرة انفردت بحصن صلاح الدين الذي رمم من قبل منظمة الآثار المصرية. النزاع بين الدولة العثمانية وبريطانيا تعود أحداث طابا التاريخية إلى ما بعد وفاة الخديوي توفيق مطلع عام 1892 وقبل تعيين نجله الخديوي عباس حلمي ملكا لمصر، حيث أراد السلطان عبد الحميد الثاني تحجيم وجود الاحتلال الانجليزي في أراضي الدولة العثمانية، فأصدر فرمانا يمنع التواجد المصري على خليج العقبة؛ وثارت بعدها قضية كبيرة تراجع على إثرها الباب العالي العثماني وتم الاتفاق على حدود مصر الشرقية بامتدادها من شرق العريش أو رفح حتى نقطة تقع أعلى رأس خليج العقبة. وفي عام 1906، قررت الدولة العثمانية وضع جنود لها ومدفعين على رأس طابا باعتبارها ملكا لها، ثم تراجعت، فقرر الاحتلال وضع حدود مرسومة لمصر معترف بها دوليا شملت طابا، واتخذت هذه الحدود طابع دولي بعد إعلان مصر دولة مستقلة ذات سيادة عام 1922، وقيام الانتداب البريطاني في فلسطين فعززت الحدود وأسموها الحد الفاصل. النكسة واحتلال طابا عقب العدوان الثلاثي عام 1956، تم توقيع الهدنة بين مصر وإسرائيل، والتي من خلالها حدد خط الهدنة خارج أراضي طابا والجزء المطل عليها، حتى احتلتها إسرائيل وكل سيناء خلال النكسة عام 1967. وبعد توقيع معاهدة السلام والتي نصت على خروج إسرائيل من كل سيناء، حتى 25 أبريل لعام 1982 وهو عيد تحرير سيناء؛ خرج آخر جندي إسرائيلي من شبه الجزيرة فيما عدا طابا، بذريعة أن هذه القطعة والتي تمتد لحوالي 1000 متر لا تقع ضمن الأراضي المصرية. وبدأت القضية قبل شهر من نهاية الانسحاب بإعلان الجانب العسكري المصري عن الخلاف مع الجانب الإسرائيلي حول العلامة 91 ، ثم تأجل الانسحاب منها حتى حل النزاع وفقا لبنود القانون الدولي، واستمرت المماطلة لمدة أربع سنوات حتى أجبرت إسرائيلي على التحكيم الدولي ووضع الطرفان شروط التحكيم في سبتمبر لعام 1986. الأرض تدافع عن نفسها تمثلت دلائل تبعية طابا للأراضي المصرية، في طبيعة المدينة نفسها، حيث شجر "الدوم" الشهير والذي كان وقتها من أهم مميزاتها، وصور الجنود تحت ظله، والسجال الذي دار بين الدولة العثمانية وبريطانيا على حدود مصر؛ وتبقى فقط السؤال حول المواقع الحقيقية للعلامات الحدودية المتنازع عليها التي وصل عددها إلى 14 منها العلامة 91 والتي قامت إسرائيل بتحريكها. وتشكلت هيئة الدفاع المصرية من فريق قانوني وأساتذة تاريخ وجغرافيا ودبلوماسيين ذات ثقل وكذلك عدد من الخبراء العسكريين، قدموا آلاف الوثائق والأدلة التاريخية من المندوب السامي البريطاني والخارجية والمخابرات المصرية وتقارير مصلحة الحدود عام 1931. وأخيرا..طابا مصرية 29 سبتمبر 1988، أسدل الستار على الفصل الأخير في قضية النزاع الحدودي بين مصر وإسرائيل حول بعض علامات الحدود على طول الخط الفاصل بينهما من رفح شمالاً حتى طابا جنوباً، حين أصدرت هيئة التحكيم في جنيف حكمها التاريخي بإعلان عودة طابا إلى مصر. ورفع الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك العلم المصري بطابا في 19 مارس لعام 1989، وأعلن هذا اليوم عيدا قوميا لمحافظة جنوبسيناء، وجرت العادة احتفالا بذكرى هذا اليوم أن يرفع المحافظ العلم على أرضها للتأكيد على تبعيتها لمصر وأنها جزء لا يتجزأ من أرض الفيروز سيناء. مقصدا للإرهاب المدينة التي تحررت من الاحتلال الإسرائيلي مرت بظروف عصيبة، فكانت حلقة من حلقات العنف والإرهاب الذي مرت به مصر، ومنذ عشرة أعوام تحديدا في أكتوبر عام 2004 خلال حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، تم استهداف منتجعين سياحيين بالتفجيرات باستخدام سيارة مفخخة أمام فندق هيلتون طابا. أسفرت التفجيرات عن إصابة أكثر من 150 شخص من نزلاء الفندق، ومقتل ما لا يقل عن 34 شخصا، حيث أعلنت جماعة " كتائب التوحيد الإسلامية" عن مسئوليتها عن التفجير، قالت أن الهجوم جاء للثأر للشهيد الشيخ أحمد ياسين. وفي فبراير الماضي، شهدت المدينة حادث تفجير أتوبيس سياحي قرب منفذ طابا البري خلال توجهه إلى إيلات؛ أسفر عن مقتل أربعة أشخاص منهم سائحان كوريان وسائق الأتوبيس وهو مصري، وأصيب حوالي ثلاثة وثلاثون آخرون.