25 عامًا على استرداد طابا

25 عامًا مرت على رفع العلم المصري على طابا في 19 مارس عام 1989، في انتصار يضاف إلى انتصارات السادس من أكتوبر عام 1973.
وتقع مدينة طابا على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى،‏ وتبعد عن مدينة شرم الشيخ حوالي 240 كيلومترًا باتجاه الشمال، ووفقًا لمعاهدة السلام التي وقعت بين مصر وإسرائيل عام 1979 والتي تعهدت فيها إسرائيل بسحب كامل قواتها من شبه جزيرة سيناء في موعد غايته 25 أبريل 1982.
وفي 29 سبتمبر 1988، أسدل الستار على الفصل الأخير في قضية النزاع الحدودي بين مصر وإسرائيل حول بعض علامات الحدود على طول الخط الفاصل بينهما من رفح شمالاً حتى طابا جنوباً، حين أصدرت هيئة التحكيم حكمها التاريخي في جلسة علنية عقدت في قاعة المجلس الكبير بالمقر الرسمي لحكومة مقاطعة جنيف في حضور وكيلي الحكومتين،‏ وأعضاء هيئة الدفاع لكل من الجانبين معلنة عودة طابا إلى مصر.‏
وطابا التي لا تتعدى مساحتها كيلومتراً مربعاً واحداً، هي الجزء الأخير من سيناء الذي أعادته إسرائيل إلى مصر بعد قرار لصالحها صادر عن لجنة تحكيم دولية في 29 سبتمبر 1988، وانسحب آخر جندي إسرائيلي منها يوم 19 مارس 1989.
وتحتفل محافظة جنوب سيناء، الثلاثا، بمرور 25 عامًا على ذكرى عودة طابا إلى الأراضي المصرية ورفع العلم عليها.
قال اللواء عبد المحسن سالم، رئيس مدينة طابا، إن «المدينة استعدت لاستقبال الضيوف والمواطنين للاحتفال بمراسم رفع العلم، وأن المحافظ سيضع حجر الأساس لمبنى مجلس مدينة طابا، ويتفقد القرية البدوية التي أقامها رجل الأعمال سميح ساويرس، للبدو على بعد 5 كيلومترات من طابا، وتعد قرية نموذجية بها جميع المرافق والخدمات، وتشمل 200 بيت بدوي».
وقال الشيخ سلامة مسمح، أحد مشايخ قبيلة الحيوات، إن أجداده كانوا يعيشون في المنطقة ما بين طابا وأم الرشراش، ويتوارثون اشجار الدوم بالمنطقة التي يمتد عمرها لمئات السنين، مشيرًا إلى أن الإسرائيليين حاولوا وقت الاحتلال الضغط على جده بالسجن والاعتقال، لشراء الأشجار الموجودة بالمنطقة، أسفل العلامة91، لكنه رفض معتبرًا ذلك بيعًا للوطن.
وأضاف الشيخ علي عيد، أحد مشايخ قبيلة الحيوات، أن المحتل الإسرائيلي قام بإزالة 14 علامة حدودية من بينها العلامة 91 التي وضعتها تركيا وبريطانيا، مشيرًا إلى أنها كانت موجودة في مكان مرتفع ومثبته بباطن الأرض، بقطعة من الجرانيت مكتوبًا عليها أرقام الحدود.
وأوضح أن البدو رفضوا بيع أشجار الدوم ونخيلهم للمحتل من أجل كرامتهم، وحافظوا على الحدود وكشفوها للجنة التحكيم الدولي.
وقال اللواء عبد المنعم طاحون، مدير منفذ طابا البري السابق، إن العلامة «91» منطقة خدمة أمنية فوق الجبل تراقب الحدود والشاطئ، مشيرًا إلى أن عمل المنفذ ينسق بين الطرفين شهريًا، مشيرًا إلى أن السياح الإسرائيليين يدخلون منطقة «الكيلو» دون رسوم، وتمتد من المنفذ وتشمل 3 فنادق لمسافة كيلومتر.
ودعا اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، لجنة الدفاع عن طابا أمام المحكمة الدولية والمحافظين السابقين للاحتفال بالذكرى ال25 لعودة طابا في 19 مارس عام 1989، للاحتفال الذي يقام بعد غياب 3 سنوات، حيث رفض الرئيس المعزول محمد مرسي الاحتفال بتلك الذكرى العام الماضي.