أعلن وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم بالقاهرة مساء الأحد رفضهم القاطع الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية. وفي بيان ختامي عقب اجتماعهم في إطار الدورة ال141 لمجلس الجامعة العربية على مستوى الوزراء أكد الوزراء على أن "السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي وأن عملية السلام عملية شاملة لا يمكن تجزئتها". واعتبر البيان أن "السلام العادل والشامل في المنطقة لا يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين استنادا إلى مبادرة السلام العربية ووفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (194) لسنة 1948"، بحسب وكالة أنباء "الاناضول" . وأقرت القمة العربية في بيروت 2002 مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز، عاهل السعودية (ولي العهد في ذلك الوقت)، وتقوم على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان السورية المحتلة، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها. ورفض مجلس وزراء الخارجية العرب "كافة أشكال التوطين للفلسطنيين خارج أراضيهم"، مطالبا بإقامة "دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدسالشرقية وفقا لما جاء في مبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت 2002". كما رفض بشكل قاطع "الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية ورفض جميع الضغوطات التي تمارس على القيادة الفلسطينية في هذا الشأن". واعتبر الوزراء العرب أنه "لن يكون هناك سلام دون القدسالشرقيةالمحتلة عاصمة لدولة فلسطين، والتأكيد على أن القدس جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967". كما اعتبر المجلس أن "الاستمرار في الاستيطان وتهويد المدينة المقدسة والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية وتزييف تاريخها لطمس ارثها الحضاري والإنساني والتاريخي والثقافي والتغيير الديمغرافي والجغرافي للمدينة جميعها إجراءات باطلة ولاغية بموجب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية واتفاقية جنيف واتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية". وحمّل الوزراء إسرائيل المسؤولية الكاملة لتعثر عملية السلام ، وأدان بيان وزراء الخارجية العرب اقتحامات واعتداءات إسرائيل المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك من قبل المنظمات اليهودية المتطرفة والجماعات اليمينية العنصرية وبحماية من شرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلي في محاولات لتقسيمه زمانيا ومكانيا. وحذر البيان من أن بسط السيادة الإسرائيلية الكاملة علي المسجد الأقصى لنزع الولاية الأردنية الهاشمية عنه بهدف تنفيذ مخطط هدمه وإقامة هيكلهم المزعوم، سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة والى العنف والكراهية وينذر بإشعال فتيل حرب دينية تتحمل إسرائيل مسؤوليتها الكاملة. وكلف المجلس المجموعة العربية في نيويورك (تضم السفراء المندوبين الدائمين للدول العربية لدى الأممالمتحدة) بالتحرك السريع لتوضيح خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك، وطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر من والى القطاع.